الصفحة الإسلامية

الزهراء وحقوق المرأة الاجتماعية والسياسية

1263 17:16:42 2014-04-03

عبدالله البحراني

في كل حين تظهر لنا مجموعات تطالب بحقوق الإنسان وحقوق المرأة بالخصوص، وهو حق مشروع ومقدس، لكنهم في كل ذلك يتبعون النسق الغربي غير آبهين بكل القيم والتقاليد التي تسود بيئتنا العربية والإسلامية، وغدت تلك المجاميع تسير مغمضة العينين بل تلهج كالببغاء مرددة أقوالهم ومقتفية آثارهم، والفرق أن الغرب بعد التغيير الذي حصل هناك وانتكاسة الكنيسة الكاثوليكية وعلمنة الدولة بل المجتمع كان ذلك متسقاً مع ذلك التغيير، أما في بيئتنا فالوضع يختلف فلسنا نعيش مرحلة انتكاسة للإسلام بل تنامى في المدة الأخير المد الإسلامي على مختلف اتجاهاته وتياراته بدءاً من اليمين إلى اليسار وما بينهما من المعتدلين المتنورين بغض النظر عن اختلافنا أو اتفاقنا مع هذه التيارات، لكن الواقع يتكلم عن نفسه دون شك أو ريبة.
وفي الأيام الأخير المنصرمة خرجت تظاهرات تطالب بحقوق المرأة في المساوات والحرية، والتنديد بالقانون الذي أرسلته الحكومة العراقية للبرلمان، محتجة أن هذا القانون رجعي ويثير الطائفية وينتقص من المرأة ويسلبها حقوقها التي كفلتها لها القوانين المدنية، وأقول جازماً أن الكثير ممن خرجن لم يقرأن مسودة القانون وتلفظن بألفاظ تثير الإشمئزاز حتى بحق الشريعة المقدسة؛ بسبب هذا القانون أو فقرة أو فقرتين منه، وهذا هو قمة الظلم والاعتساف، فلم يكن الدين الإسلامي في يوم من الأيام خانقاً لصوت المرأة أو سالباً لحقوقها أو ممتهناً لها وحتقراً كما في بعض الديانات الأخرى بل هو الذي كرمها وساوى بين وبين الرجل في كثير من الواجبات والحقوق، ولم يمنعها من الإدلاء بصوتها في المجال السياسي، فهذه السيدة الزهراء بنت نبي الإسلام عندما شعرت بالغبن واجهت النظام السياسي الحاكم وأعلى سلطة فيه وهو الخليفة قائلةً له:
((أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقولوَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) وقال( وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ) وقال( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وقال( إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَ الْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون إن أهل ملتين لا يتوارثان أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم.
فهذا المنطق العلمي والحجة الدامغة والشجاعة القلبية في مواجهة الخصوم في مجتمع لم يغادر ظاهرة وأد البنات إلا قبل سنوات، فهل توجد في كل البلاد فتاة لم تغادر سن المراهقة تلهج بهذا المنطق الرائع.

وبعد عدة مراجعات ونقاشات دارت بينها وبين الخليف ،اعتقدت أن لا جدوى من الاستمرار بها وإنما كان ذلك لإلقاء الحجة وإعلام الأمة وتوعيتها بما جرى من تغيير في التجربة الإسلامية الفتية، بعد شعورها باليأس من القوم فالتفتت فاطمة عليها السلام إلى الناس و قالت : معاشر المسلمين المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أفلا تتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فأخذ بسمعكم وأبصاركم ولبئس ما تأولتم وساء ما به أشرتم وشر ما منه اغتصبتم لتجدن والله محمله ثقيلا وغبه وبيلا إذا كشف لكم الغطاء وبان بإورائه، الضراء وبدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون و خسر هنا لك المبطلون).
فهي في هذا القول تعنف المسلمين الذين سكتوا عن الحق ومواجهة السلطة؛ بسبب انتهاكاتها وتوجهها الوجهة الصحيحة أي الوجهة التي ترتبط بمصالح الأمة الحقيقية، وليست بالأمور التافهة والكماليات الزائلة والتي يقاتل أهل الباطل في توجيه أنظار الأمة لها، بينما يصرفون أنظار الشعوب المضطهدة والمستضعفة عن المصالح الحقيقية، فهل يا ترى يجوز لنا أن نتهم الإسلام بالرجعية أو التخلف!! أو اضطهاد المرأة، أم الحق الذي لا مناص من الأإقرار به هو أن الإسلام هو منبع الحريات وهو الذي كرَّم بني آدم ولا سيما المرأة في عصر كانت الشعوب الأوربية غارقة في ظلام دامس تحتقر المرأة لا تقر لها بأي حق

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك