الصفحة الإسلامية

الحسين يقحم القوم بالدليل على تامرهم ضده


سامي جواد كاظم

الحاقا بما كتبنا عن الحسين عليه السلام وبما ادعى المخالفون بان الحسين رمى بنفسه الى التهلكة ومع تعقيبنا على هذا الادعاء بعيدا عن التعقيد والفلسفة والغيبيات فان مسيرة الحسين باتجاه كربلاء والمحطات التي وقف فيها وما رافقها من مواقف تاتي دليلا قويا على يقينية الامام الحسين عليه السلام بما تنبا به ، فعندما يؤكد الحسين بانه سيقتل في كربلاء وستسبى النساء والاطفال جاء خطابه مغايرا تماما لتوقعه عندما التقى بجيش الحر في منطقة " ذو خشب" فقد خطب وقال بعد الحمد والثناء :«أيها الناس ، إنّها معذرة إلى الله عزّ وجل إليكم .. إنّي لم آتكم حتى أتتني كتبكم ، وقدمت بها عليَّ رسلكم ، أن أقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام ، ولعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى ، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم ، فأعطوني ما اطمئن به من عهودكم ومواثيقكم ، وإن كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذي جئت منه إليكم ..»فقال الحر انا والله ما ادري عن ماذا تتحدث، ومن خلال ترجمة حياة الحر ثبت صدقه بعدم علمهالاختلاف جذري فهو القائل بانه سيقتل في كربلاء كما اشرنا في مقالنا السابق هنا يقول وان كنتم كارهين لمقدمي انصرفت عنكم الى المكان الذي جئت منه اليكم أي يعود الى المدينة ، فالذي يقول بان الحسين رمى بنفسه الى التهلكة فهل هذا الخطاب يدل على ذلك ؟ هذا الخطاب يؤكد اولا تخطيط الحسين عليه السلام السليم والمبني على اسس سليمة بين الايمان وقوة الثورة ونهوضه لم يكن اعتباطيا بل وفق معطيات وارضية صلبة وثانيا تامر القوم على قتله وفي نفس الوقت يثبت الى أي مدى يقينه واعتقاده وايمانه بما اخبر به عن الله عز وجل وقوله هذا هو حجة على القتلة الذين قتلوه ليؤكد بانه لم يرم نفسه الى التهلكة بل هنالك من يتامر من اجل قتله والا لتركوه يعود الى المدينة ولايحدث ما حدث ، فنية السوء والتامر مبيتة اصلا .هنالك التفاتة جميلة اخرى في الخطاب الا وهي عبارة " اقدم علينا فإنّه ليس لنا إمام ، ولعلّ الله أن يجمعنا بك على الهدى" لم يقلوا او يقل ليس علينا حاكم او والي او خليفة ، فالحاكم موجود ولكنه لا يعمل بامر الله ، ومن خلال الامام ياملون ان يجعلهم الله على الهدى ، والمعلوم المقصود من اصول الدين هي المعتقدات التي يعمل عليها العبد ايمانا وعملا يكون من الفائزين واحد اصول الدين هي الامامة التي تعتبر نقطة خلاف مع العامة فتكون هنا كلمة امام هي مصداق لهذا الاصل الذي يرجونه ممن راسل الحسين لكي يفوزوا بالهدى بجوار الامام الحسين عليه السلام

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك