محمود الربيعي
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام سيد شهداء المحرابأمير المؤمنين إماماً وقائداً ومربياً وحاكماً وحكيماًفي إحياء ذكرى إستشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلاممحمود الربيعيالأراء المطروحة.۱: تعزية بالمصاب الجلل.۲: جريمة الغدر.٣: تأبين الإمام عليه السلام على لسان صعصعة بن صوحان.٤: قوافل شهداء مدرسة الشهادة.۵: الإمامة والقيادة.٦: في قيمه وتراثه عليه السلام. أولاً:" في ذكر الإمام القائم. ثانياً: "" وفي رحاب نظرية الحكم في الإسلام ونظامه.
المقدمة الموضوعيةتعزية بالمصاب الجلل نعزي إمام العصر والزمان كما نعزي جميع مراجعنا العظام والأمة الإسلامية جمعاء بالمصاب الجلل الذي طال الامام أمير المؤمنين وسيد شهداء المحراب عليه السلام ووصي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك بأيدي الغدر والخيانة وعلى يد أشقى الأشقياء المجرم (عبد الرحمن)؟ بن ملجم المرادي لعنة الله عليه وعلى جميع العصابة التي إشتركت معه وخططت لقتله.
إن المدرسة العظيمة لابد أن تلد العظماء وهكذا كانت مدرسة علي فمنها تخرج الإمامين الحسنين الشهيدين بعد أن شكلا البذرة الأولى في عملية الحفاظ على الكلمة.لقد شكل الإمام أمير المؤمنين مبدأ العدالة والتسامح وإشاعة السلام في كل أدوار حياته حتى في يوم إرتكاب الجريمة الكبرى على يد الزمر المجرمة التي تآمرت واجتمعت على قتله ولايزال خط علي هو الخط الإنساني الثابت ولاتزال خطوط أعداءه هي هي لم تتغير بما تحمله من النزعات العدوانية ضد مشروع الإنسان والحياة الذي قامت عليه الشريعة.جريمة الغدرإتسمت الجريمة بطابع الغدر والفعل الجبان، ولقد إجتمع فيها كل من إبليس ومعاوية وإبن ملجم كأدوات للجريمة النكراء للتخلص من "حامل لواء الإسلام الخالد ومحي الشريعة المحمدية السمحاء"، كما "إجتمعت زمر الشر على أن تطفئ نور الهدى ليسيطر الظلام وينتشر الفساد" أعلام الهداية الجزء الثاني المجمع العالمي لاهل البيت عليه السلام.
تأبين الإمام عليه السلام بلسان صعصعة بن صوحانوقف صعصعة بن صوحان ليؤبن الإمام عليه السلام فقال: " هنيئاً لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت على خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى وشربت بكأسه الأوفى، فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده، وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن، وأبرت الفتن، واستقام الإسلام وأنتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك أعتدل ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل، وأقيمت السنن، وما جمع لأحد مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبي (صلّى الله عليه وآله) مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل جبار عنيد، وذل بك كل ذي بأس شديد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله قربى وأولهم سلماً وأكثرهم علماً وفهماً.
فهنيئاً لك يا أبا الحسن، لقد شرف الله مقامك، وكنت أقرب الناس إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نسباً، وأولهم إسلاماً وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الخير نصيباً، فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتيح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة. هنيئاً لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت على خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى وشربت بكأسه الأوفى، فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده، وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن، وأبرت الفتن، واستقام الإسلام وأنتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك أعتدل ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل، وأقيمت السنن، وما جمع لأحد مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبي (صلّى الله عليه وآله) مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل جبار عنيد، وذل بك كل ذي بأس شديد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله قربى وأولهم سلماً وأكثرهم علماً وفهماً.
فهنيئاً لك يا أبا الحسن، لقد شرف الله مقامك، وكنت أقرب الناس إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نسباً، وأولهم إسلاماً وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الخير نصيباً، فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتيح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة. اعلام الهداية ج ۲ ص ۲٥٥. بحار الانوار: ٤۲/ ۲۹٥- ۲۹٦.
مدرسة الشهادةقوافل الشهداء الذين تخرجوا من مدرسة الشهداء من ذوي القمم الشامخة: إن المدرسة التي تخرج منها الأبطال هي مدرسة أمير المؤمنين والتي جمعت النخبة الصالحة المتميزة هي المجموعة الصالحة التي أصبت رموزاً ثابتة لاتتغير بتقدم الزمن هي تلك التي إحتوت من الرجال مالم تشهده مدرسة أخرى من قبل كيف لها وقد إلتفت حول النبي ووصيه ولم تهن ولم تنكل ولم تخن وصارت مضرباً للأمثال الى يومنا هذا ومن أبطال تلك المدرسة:(( أبو ذر الغفاري،ورشيد الهجري، وميثم التمار، عمار بن ياسر، ومالك الأشتر،وحجر بن عدي الكندي، والمختار بن عبيدة الثقفي،وسليمان بن صرد الخزاعي وغيرهم في قائمة الأبطال)).
أمير المؤمنين إماماً وقائداً ومربياً وحاكماً وحكيماًالإمامة والقيادةلقد كان أمير المؤمنين إماماً ليس مثله إمام وقائداً ليس مثله قائد لذلك إلتف حوله نوع من الرجال ليس كمثلهم رجال فكان الأمير لهم عميداً وكان السلف الصالح له تلاميذ نجباء ليس كمثلهم شئ إذ الزرع زرع محمد وعلي صلوات الله عليهما وعلى آل الرسول أجمعين أولئك هم المفلحون.إن خير الصفات التي تميز بها أمير المؤمنين عليه السلام هي أنه كان كرّار غير فرّار، وأما النخبة فكانوا مثالاً للبطولة والصمود والثبات والتضحية والفداء وهكذا كانوا وهؤلاء هم أصحاب الجنة هم فيها فائزون.فلقد حارب كل منهم الكفار والمشركين والمنافقين وابتدؤا بتحطيم الأصنام الحجرية ومحاربة الأصنام البشرية وكانت أم أمير المؤمنين فاطمة بنت أسد عليهما السلام تدعوه ب "حيدرة" أي الأسد. "وكان معنى إسم علي عليه السلام تعني الجليل النجيب". المعصومون الاربعة عشر الامام علي عليه السلام من منشورات حسينية الامام الرضا عليه السلام في جنوب اسبانيا ص ٧، ص ٥ .. طبعة / لندن ۲۰۰٧ ميلادية.في قيمه عليه السلام ومن تراثه أولاً:" في ذكر الإمام القائم: قال عليه السلام: ياكميل، مامن علم إلاّ وأنا أفتحه، وما من سرٍّ إلاّ والقائم عليه السلام يختمه.. ياكميل، لابد من ماضيكم من أوبة، ولابد لنا فيكم من غلبة... اعلام الهداية ج ٤ص ۲٦٦.ثانياً: "" في رحاب نظرية الحكم في الإسلام ونظامه: " مايعنينا نظرية الاسلام الفريدة عن الحكم بدءً بفلسفة الحكم واهدافه وخطوطه العريضة وانتهاءً بنظامه أصولاً وفروعاً، ونشير الى الخطوط العريضة لنظام الحكم في نصوص الامام عليه السلام بايجاز.۱: الحكم ضرورة إجتماعية: قال عليه السلام: * لابد للناس من امير بر او فاجر.۲: الحكم مختبرالحياة: قال عليه السلام: * سنة تختبر بها عقول الرجال: المصاحبة والمعاملة، والولاية والعزل، والغنى والفقر.۳: الحكم عرض زائل: قال عليه السلام: * الدولة كما تقبل تدبر.٤: قيمة الحكم الأمثل:قال عليه السلام: * دولة الأكارم من أفضل المغانم.٥: مهام الدولة المثلى: قال عليه السلام:* إقامة العدل.٦: صفات الحاكم الأمثل وعوامل ثبات الحكم: الإنقياد الى الحق: قال عليه السلام: * من اتخذ الحق لجاما اتخذه الناس إماماً.٧: آفات الحكم وعوامل سقوط الدول: الجهل واتباع الهوى، وتعدد مراكز القرار، واتباع الباطل والإستخفاف بالدين، والبغي والظلم، والتكبر والفخر، ومنع الإحسان، والإسراف والتبذير، والغفلة، والإنتقام، وسوء التدبير، وتضييع الأصول، والخيانة، وضعف السياسة، وسوء السيرة، وعجز العقال، وضعف الحماية، وسوء الظن بالنصيح، وطمع القادة، وفقدان الأمن: قال عليه السلام: * شرالبلاد بلد لا أمن فيه."" اعلام الهداية ص ۲٦٦- ۲٧٧. راجع التفاصيل في المصدر المذكور لإغناء العناوين الواردة فيه تم دعمها بالرويات.
خاتمةلقد شكل فقدان حياة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام خسارة عظيمة وفاجعة كبيرة غيرّت مسار البشرية من حال العدل الذي وقف عليه الإمام عليه السلام إلى حال الظلم والفساد الذي ساد العالم بعده وجاء بالعديد من الجبابرة والطغاة الى يوم شروق فجر قيام القائم عليه السلام الذي سيملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماص وجوراً.
المصادر المعصومون الاربعة عشر ج ۲ من منشورات حسينية الامام الرضا عليه السلام جنوب اسبانيا. طبعة / لندن ۲۰۰٧ ميلادية.اعلام الهداية المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام ج ۲. طبعة بيروت ميلادي ۲۰۰۹.
۰۱/ ۰۸/ ۲۰۱۳
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام سيد شهداء المحرابأمير المؤمنين إماماً وقائداً ومربياً وحاكماً وحكيماًفي إحياء ذكرى إستشهاد الإمام أمير المؤمنين عليه السلاممحمود الربيعيالأراء المطروحة.۱: تعزية بالمصاب الجلل.۲: جريمة الغدر.٣: تأبين الإمام عليه السلام على لسان صعصعة بن صوحان.٤: قوافل شهداء مدرسة الشهادة.۵: الإمامة والقيادة.٦: في قيمه وتراثه عليه السلام. أولاً:" في ذكر الإمام القائم. ثانياً: "" وفي رحاب نظرية الحكم في الإسلام ونظامه.
المقدمة الموضوعيةتعزية بالمصاب الجلل نعزي إمام العصر والزمان كما نعزي جميع مراجعنا العظام والأمة الإسلامية جمعاء بالمصاب الجلل الذي طال الامام أمير المؤمنين وسيد شهداء المحراب عليه السلام ووصي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك بأيدي الغدر والخيانة وعلى يد أشقى الأشقياء المجرم (عبد الرحمن)؟ بن ملجم المرادي لعنة الله عليه وعلى جميع العصابة التي إشتركت معه وخططت لقتله.
إن المدرسة العظيمة لابد أن تلد العظماء وهكذا كانت مدرسة علي فمنها تخرج الإمامين الحسنين الشهيدين بعد أن شكلا البذرة الأولى في عملية الحفاظ على الكلمة.لقد شكل الإمام أمير المؤمنين مبدأ العدالة والتسامح وإشاعة السلام في كل أدوار حياته حتى في يوم إرتكاب الجريمة الكبرى على يد الزمر المجرمة التي تآمرت واجتمعت على قتله ولايزال خط علي هو الخط الإنساني الثابت ولاتزال خطوط أعداءه هي هي لم تتغير بما تحمله من النزعات العدوانية ضد مشروع الإنسان والحياة الذي قامت عليه الشريعة.جريمة الغدرإتسمت الجريمة بطابع الغدر والفعل الجبان، ولقد إجتمع فيها كل من إبليس ومعاوية وإبن ملجم كأدوات للجريمة النكراء للتخلص من "حامل لواء الإسلام الخالد ومحي الشريعة المحمدية السمحاء"، كما "إجتمعت زمر الشر على أن تطفئ نور الهدى ليسيطر الظلام وينتشر الفساد" أعلام الهداية الجزء الثاني المجمع العالمي لاهل البيت عليه السلام.
تأبين الإمام عليه السلام بلسان صعصعة بن صوحانوقف صعصعة بن صوحان ليؤبن الإمام عليه السلام فقال: " هنيئاً لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت على خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى وشربت بكأسه الأوفى، فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده، وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن، وأبرت الفتن، واستقام الإسلام وأنتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك أعتدل ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل، وأقيمت السنن، وما جمع لأحد مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبي (صلّى الله عليه وآله) مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل جبار عنيد، وذل بك كل ذي بأس شديد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله قربى وأولهم سلماً وأكثرهم علماً وفهماً.
فهنيئاً لك يا أبا الحسن، لقد شرف الله مقامك، وكنت أقرب الناس إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نسباً، وأولهم إسلاماً وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الخير نصيباً، فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتيح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة. هنيئاً لك يا أبا الحسن، فلقد طاب مولدك، وقوي صبرك، وعظم جهادك وظفرت برأيك، وربحت تجارتك، وقدمت على خالقك فتلقاك ببشارته، وحفتك ملائكته، واستقررت في جوار المصطفى فأكرمك الله بجواره، ولحقت بدرجة أخيك المصطفى وشربت بكأسه الأوفى، فأسأل الله أن يمن علينا باقتفائنا أثرك، والعمل بسيرتك، والموالاة لأوليائك، والمعاداة لأعدائك، وأن يحشرنا في زمرة أوليائك، فقد نلت ما لم ينله أحد، وأدركت ما لم يدركه أحد، وجاهدت في سبيل ربك بين يدي أخيك المصطفى حق جهاده، وقمت بدين الله حق القيام حتى أقمت السنن، وأبرت الفتن، واستقام الإسلام وأنتظم الإيمان، فعليك مني أفضل الصلاة والسلام، بك أعتدل ظهر المؤمنين واتضحت أعلام السبل، وأقيمت السنن، وما جمع لأحد مناقبك وخصالك، سبقت إلى إجابة النبي (صلّى الله عليه وآله) مقدماً مؤثراً، وسارعت إلى نصرته، ووقيته بنفسك ورميت سيفك ذا الفقار في مواطن الخوف والحذر، قصم الله بك كل جبار عنيد، وذل بك كل ذي بأس شديد، وهدم بك حصون أهل الشرك والكفر والعدوان والردى، وقتل بك أهل الضلال من العدى، فهنيئاً لك يا أمير المؤمنين كنت أقرب الناس من رسول الله قربى وأولهم سلماً وأكثرهم علماً وفهماً.
فهنيئاً لك يا أبا الحسن، لقد شرف الله مقامك، وكنت أقرب الناس إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نسباً، وأولهم إسلاماً وأوفاهم يقيناً، وأشدهم قلباً، وأبذلهم لنفسه مجاهداً، وأعظمهم في الخير نصيباً، فلا حرمنا الله أجرك، ولا ذلنا بعدك، فوالله لقد كانت حياتك مفاتيح للخير ومغالق للشر، وإن يومك هذا مفتاح كل شر ومغلاق كل خير، ولو أن الناس قبلوا منك لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولكنهم آثروا الدنيا على الآخرة. اعلام الهداية ج ۲ ص ۲٥٥. بحار الانوار: ٤۲/ ۲۹٥- ۲۹٦.
مدرسة الشهادةقوافل الشهداء الذين تخرجوا من مدرسة الشهداء من ذوي القمم الشامخة: إن المدرسة التي تخرج منها الأبطال هي مدرسة أمير المؤمنين والتي جمعت النخبة الصالحة المتميزة هي المجموعة الصالحة التي أصبت رموزاً ثابتة لاتتغير بتقدم الزمن هي تلك التي إحتوت من الرجال مالم تشهده مدرسة أخرى من قبل كيف لها وقد إلتفت حول النبي ووصيه ولم تهن ولم تنكل ولم تخن وصارت مضرباً للأمثال الى يومنا هذا ومن أبطال تلك المدرسة:(( أبو ذر الغفاري،ورشيد الهجري، وميثم التمار، عمار بن ياسر، ومالك الأشتر،وحجر بن عدي الكندي، والمختار بن عبيدة الثقفي،وسليمان بن صرد الخزاعي وغيرهم في قائمة الأبطال)).
أمير المؤمنين إماماً وقائداً ومربياً وحاكماً وحكيماًالإمامة والقيادةلقد كان أمير المؤمنين إماماً ليس مثله إمام وقائداً ليس مثله قائد لذلك إلتف حوله نوع من الرجال ليس كمثلهم رجال فكان الأمير لهم عميداً وكان السلف الصالح له تلاميذ نجباء ليس كمثلهم شئ إذ الزرع زرع محمد وعلي صلوات الله عليهما وعلى آل الرسول أجمعين أولئك هم المفلحون.إن خير الصفات التي تميز بها أمير المؤمنين عليه السلام هي أنه كان كرّار غير فرّار، وأما النخبة فكانوا مثالاً للبطولة والصمود والثبات والتضحية والفداء وهكذا كانوا وهؤلاء هم أصحاب الجنة هم فيها فائزون.فلقد حارب كل منهم الكفار والمشركين والمنافقين وابتدؤا بتحطيم الأصنام الحجرية ومحاربة الأصنام البشرية وكانت أم أمير المؤمنين فاطمة بنت أسد عليهما السلام تدعوه ب "حيدرة" أي الأسد. "وكان معنى إسم علي عليه السلام تعني الجليل النجيب". المعصومون الاربعة عشر الامام علي عليه السلام من منشورات حسينية الامام الرضا عليه السلام في جنوب اسبانيا ص ٧، ص ٥ .. طبعة / لندن ۲۰۰٧ ميلادية.في قيمه عليه السلام ومن تراثه أولاً:" في ذكر الإمام القائم: قال عليه السلام: ياكميل، مامن علم إلاّ وأنا أفتحه، وما من سرٍّ إلاّ والقائم عليه السلام يختمه.. ياكميل، لابد من ماضيكم من أوبة، ولابد لنا فيكم من غلبة... اعلام الهداية ج ٤ص ۲٦٦.ثانياً: "" في رحاب نظرية الحكم في الإسلام ونظامه: " مايعنينا نظرية الاسلام الفريدة عن الحكم بدءً بفلسفة الحكم واهدافه وخطوطه العريضة وانتهاءً بنظامه أصولاً وفروعاً، ونشير الى الخطوط العريضة لنظام الحكم في نصوص الامام عليه السلام بايجاز.۱: الحكم ضرورة إجتماعية: قال عليه السلام: * لابد للناس من امير بر او فاجر.۲: الحكم مختبرالحياة: قال عليه السلام: * سنة تختبر بها عقول الرجال: المصاحبة والمعاملة، والولاية والعزل، والغنى والفقر.۳: الحكم عرض زائل: قال عليه السلام: * الدولة كما تقبل تدبر.٤: قيمة الحكم الأمثل:قال عليه السلام: * دولة الأكارم من أفضل المغانم.٥: مهام الدولة المثلى: قال عليه السلام:* إقامة العدل.٦: صفات الحاكم الأمثل وعوامل ثبات الحكم: الإنقياد الى الحق: قال عليه السلام: * من اتخذ الحق لجاما اتخذه الناس إماماً.٧: آفات الحكم وعوامل سقوط الدول: الجهل واتباع الهوى، وتعدد مراكز القرار، واتباع الباطل والإستخفاف بالدين، والبغي والظلم، والتكبر والفخر، ومنع الإحسان، والإسراف والتبذير، والغفلة، والإنتقام، وسوء التدبير، وتضييع الأصول، والخيانة، وضعف السياسة، وسوء السيرة، وعجز العقال، وضعف الحماية، وسوء الظن بالنصيح، وطمع القادة، وفقدان الأمن: قال عليه السلام: * شرالبلاد بلد لا أمن فيه."" اعلام الهداية ص ۲٦٦- ۲٧٧. راجع التفاصيل في المصدر المذكور لإغناء العناوين الواردة فيه تم دعمها بالرويات.
خاتمةلقد شكل فقدان حياة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام خسارة عظيمة وفاجعة كبيرة غيرّت مسار البشرية من حال العدل الذي وقف عليه الإمام عليه السلام إلى حال الظلم والفساد الذي ساد العالم بعده وجاء بالعديد من الجبابرة والطغاة الى يوم شروق فجر قيام القائم عليه السلام الذي سيملئ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماص وجوراً.
المصادر المعصومون الاربعة عشر ج ۲ من منشورات حسينية الامام الرضا عليه السلام جنوب اسبانيا. طبعة / لندن ۲۰۰٧ ميلادية.اعلام الهداية المجمع العالمي لاهل البيت عليهم السلام ج ۲. طبعة بيروت ميلادي ۲۰۰۹.
https://telegram.me/buratha