الصفحة الإسلامية

ماذا قدم الامام الكاظم (ع ) للامة ؟؟

1385 20:01:00 2013-06-05

رياض ابو رغيف

 تعد حياة الائمة من اهل البيت الكرام (ع ) مواضع اشراق وتنوير في تاريخ الاسلام والمسلمين ولان حضورهم في الامة كان يمثل امتدادا للنور النبوي وتواصلا للمسيرة الانسانية التكاملية التي من اجلها بعث الله محمدا للعباد رسولا وهاديا ومبشرا ونذيرا فقد تميزت سيرة حياتهم العطرة بتعدد المناهج والسبل وصولا الى الهدف الاسمى وهو تربية الامة والرقي بها الى قمم التكامل الفضلى هذا التنوع في المنهج الرسالي كانت تحكمه الظروف الموضوعية التي تحيط بموقعية الامام من جهة وبموقعية ابناء الامة من جهة اخرى .عظم الاخطار المتوقعة على الامة ككيان ووجود كانت تستدعي من قادة الاسلام اعداد القواعد الاسلامية اعدادا يتناسب وحجم ماتمر به من اعتبارات وتحديات ومواجهات تحمي الامة من خطر الانحراف والضياع هذه الاعدادات والاستعدادات ماكان لها ان تترسخ في ضمير الامة لو جاءت في مستواياتها النظرية الصرفة والتي حينها من الممكن التشكيك بها من المشككين !! بل كان لابد ان تاتي على شكل جرعات ومعالجات واقعية تتناسب مع الازمات الزمانية والمكانية والاعتبارية المارة في حياتهم (ع ) قد يتصور البعض ممن لايفهم الاسلام على حقيقته الكبرى باعتباره منهج تغيير وانقلاب وثورة على الثوابت البالية او التي ممكن ان تبلى بالتقادم الزمني والتراكم الفكري والجمود العقلي او ممن ينظر الى الاسلام على انه رسالة عبادة وتعبد لاغير ان ذلك التغيير المنهجي الذي طبع حياة الائمة (ع ) انما هو احد ضروب السياسة المتغيرة وفقا لتغير المصالح وتباينها وهو بذلك ينظر الى الائمة من زاوية النظريات والخطوط المتعرجة للسياسة التي يفهمها ويعيشها اليوم وهي نظرة قاصرة لا تنظر الى عظم دورهم في تربية الامة وبناء شخصية ابنائها وتدريبهم على المتوقع ان يمر بها من ازمات واهتزازات وزوايا ضيقة تحتاج فيها الى مرشد قد يكون غائبا وبوصلة دقيقة لابد ان تكون منضبطة باحكام وضوابط معينة تخرج الامة من مازقها وتعبر بها الى ضفاف الامان .ولان حقيقة وجود الاسلام فكريا وعقائديا غير مرتبط بمساحة زمنية منظورة ولا دور محدد يقتصر عليه ولايختص بامة وشعب معينيين ولا بمصالح دنيوية انية بل هو دين الهي تربوي مبتعث للانسانية جمعاء والتراث النبوي والامامي يشير الى حتمية تحقق الوعد الالهي بانتشار الاسلام في كل ارجاء الدنيا وان يدين العالم اجمعه الا فئة قليلة بدين الاسلام وهذا الامر بالتاكيد لايحدث فجأة انما من خلال سير وتطور دراماتيكي للاحداث وصولا الى الهدف الموعود كان لابد لهذا التعدد والتنوع والتطور المتسلسل المتوقع للامة ومستقبلها من نظير متوافق لمعالجات الازمات التي قد يمر بها كيان الامة سواءا على المستوى الاني المنظور او المستقبلي المتوقع .تلك المعالجات والحلول تمثلت في ايصال فهم الائمة ومعالجاتهم للازمات التي مرت بهم وبالحتم ستمر بالامة من بعدهم وهو بالتالي يؤدي الى تحصين الامة ومنعها من الانزلاق الى الهاوية .قد يسال سائل ويشكك مشكك فيقول : اذا كانت تعددية مناهج ومعالجات الائمة (ع ) غايته انقاذ الامة من ازماتها ومشاكلها المتوقعة وهم قدموا لنا النماذح المثلى لتلك الحلول فلماذا اذن واجهت الامة كبوات تلوا الكبوات وانحطاط تلوا الانحطاط وبدلا من ان ترتقي الامة بمواجهة ازماتها انكبت على نفسها تجتر ماضيها وتتقوقع على نفسها من دون ان تجتاز اخطارها وتتجاوز اخطاؤها .وجواب ذلك واضح لا يحتاج الى عمق تفكير واطالة نظروتفكر فانحراف اغلبية الامة عن الطريق القويم الذي رسمه لهم نبينا الكريم (ص ) وانقيادها لغير قادتها العظماء وسلوكها طريقا غير الذي بينته ووضحته الارادة النبوية حال دون ان تستوعب الامة تلك الحلول وتعمل وفق الخط الصحيح الذي رسمت معالمه عبقرية الائمة في تدارك وتلافي الاخطار التي مرت وربما ستمر بنا .مرت بتاريخ ائمتنا مواقف صعبة كان كل منها يحتاج الى معالجة وعلاج ودور قد لايشبه موقف الامام الذي قبله ولا الذي جاء بعده لكنها بالتاكيد تصل بنا الى هدف سامي وعظيم ومتكامل يؤدي بالامة الى النجاة والتكامل الاسمى ويعزز اسوار الحصانة حولها ليعطيها زخما مضافا من التجلد والصبر والمصابرة التي بالنتيجة توصلنا الى النصر والانتصار .ومامر بالامام السابع من ائمة اهل البيت (ع ) لا يشبه مامر بالائمة الاخرين (ع ) فقد كانت الدولة الاسلامية في اوج ازدهارها والسلطة الحاكمة في قمة قوتها والحاكم يبسط اذرع سلطته في اتجاهات الارض الاربعة منتشيا مزدهيا مفتخرا بما اوتي من بسطة وقوة .وحين تتقوى اركان الدول وتتعزز مكانتها يصيب الحاكم وحاشيته الاعتداد بالنفس والغرور الذي سيولد الظلم والاضطهاد وتصبح حجة المحافظة على انتصارات الدولة والحكومة وسيلة لقمع المعارضين وابادتهم ولان اغلب ابناء الدولة وجماهيرها لاتعي غير المنظور من نوايا الحكم والحاكم ولان انعكاسات قوة السلطة ينعكس طرديا مع قوة اعلامها وتاثيره السلبي في موقف الجماهير تجاه تاييد المعارضة المحقة ومؤازرتها كانت مواقف الامام موسى بن جعفر تتميز بالوقوف الصلب ضد السلطة الحاكمة وتحشيد الجهد باتجاه ايقاف غرورها واندفاعها في القمع والظلم والتسلط فقد واجه الامام السلطة الحاكمة اعلاميا وسياسيا واجتماعيا فضلا عن الجنبة العقائدية والدينية وكان ثمن ذلك التحدي وتلك المواقف ثمنا صعبا وغاليا ادى بالنتيجة الى دس السم له (ع ) وتصفيته جسديا بعد ان عجزت اجهزة الدولة القمعية عن ثني الامام عن مواقفه الحدية والجدية .ما يقرب من ربع عمر الامام (ع ) قضاها في سجون الحكام كانت ثمنا للهدف السامي والعالي الذي ناضل وجاهد من اجل تحقيقه واحقاقه ولم تكن تلك السنين الطويلة الحالكة الصعبة خالية من منهج تربية وسلوك معلم اثر حتى في شخصية سجانيه ومعذبيه .مثال للصبر والتصابر والقوة السلمية والجهاد الفكري والنضال العقائدي اختطه امامنا الشريف موسى بن جعفر (ع ) للوقوف امام عتاة الارض ليجعله منهجا وخطا نبويا اخر في المناهج التربوية والاخلاقية والجهادية لاهل بيت النبوة (ع ) فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك