الصفحة الإسلامية

متى تتوقف جرائم الإبادة بحق شيعة باكستان؟ ...بقلم: احمد جويد


 

 (الإرهاب لا دين له) مقولة طالما رددها السياسيون وروجها الإعلام، غير أن تلك المقولة تنافي الحقيقة والواقع، فالحقيقة إن دين الإرهاب معروف لدى الجميع وهم في عقيدتهم يدينون لفكرٍ ومذهب معروف، أما الواقع فيقول إن هناك دول ومؤسسات تمول وتدعم وتخطط لأصحاب هذا الفكر، دول ديكتاتورية ومؤسسات دينية تحض على الكراهية والعنف واستباحة الدماء، وإلا فما هو الدافع من استهداف الأبرياء الذين يذهبون ضحيا عمليات ارهابية بشكل منظم وشبه يومي في باكستان من أبناء الطائفة الشيعة؟ لا لشيء إلا لإختلافهم فكرياً وعقائدياً مع من يستبيح حرمة الدم وينتهك الكرامة البشرية، فالعشرات بل المئات من السكان الشيعة في باكستان يسقطون نتيجة أعمال عنف مسلحة، والأشهر القليلة الماضية كشفت عن أعداد متزايدة من الضحايا بين صفوف المدنيين الأبرياء من الطائفة الشيعية الأمر الذي أدى لخروج تظاهرات كبيرة تطالب الحكومة والأجهزة الأمنية الباكستانية بالتدخل الجدي لحمايتهم من هجمات الإرهابيين وأصحاب الفكر (التكفيري).

 ويكشف الاستهداف الإجرامي المستمر الذي يطال السكان الشيعة في باكستان عن:

 أولاً: حجم الهجمة الشرسة والمنظمة للجماعات الإرهابية التكفيرية والجهات التي تخطط وتمول لحملات الإبادة الجماعية باستهداف الطائفة الشيعية في العالم على وجه العموم ومن بينهم الشيعة في باكستان.

 ثانياً: مدى استهتار الإرهابيين من أصحاب الفكر المتطرف -التكفيريين- بحرمة النفس الإنسانية وبحرمة الدماء البشرية.

ثالثاً: عجز وفشل القوات الأمنية الباكستانية في التصدي للهجمات الإرهابية التي تطال السكان الشيعة هناك والتي طالما استنجد بها السكان الشيعة في باكستان من أجل توفير الحماية اللازمة لهم.

رابعاً: تهاون القوى الدولية بالتصدي للمؤسسات التي تحرض وتمول وتخطط لتلك الجماعات، إذ لا تزال العديد من المؤسسات الدينية في دول المنطقة تغذي المتطرفين وتحرضهم وتساعدهم على تنفيذ هجماتهم الإجرامية رغم الحرب المعلنة من الدول العظمى لمحاربة الإرهاب، كما إن بعض المؤسسات الإعلامية الكبرى لا تزال تصرح بإسم التكفير والإرهاب بل، وفي بعض الأحيان تؤدي دور المفاوض أو الناطق بإسم الجماعات الإرهابية.

إن ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على "الإيمان بحقوق الإنسان الأساسية، وبكرامة الفرد"، وأن تلتزم به جميع الدول الأعضاء على تشجيع "الاحترام العالمي ومراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع دون تمييز على أساس العرق الجنس، أو اللغة، أو الدين " تمت صياغته عندما أصبحت الفضائع التي ارتكبها الجيش النازي واضحة بعد الحرب العالمية الثانية، بينما نشاهد والعالم كله يشاهد اليوم حجم أعداد الضحايا من الأبرياء الذين تطالهم يد الجماعات التكفيرية بالخصوص من أبناء الطائفة الشيعية ضمن مجاز بشعة يقوم بها أصحاب ذلك الفكر والتي قد تفوق مجازر النازية في الحرب العالمية الثانية. كل ذلك يستدعي تدخلاً أممياً لحماية المجتمعات المستهدفة من قبل الإرهاب وبالخصوص السكان الشيعة في باكستان الذين لا يجدون من يحميهم من تلك الهجمات أو يوقف نزيف دمائهم المستمر.

3/5/13227

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك