الصفحة الإسلامية

في ذكرى فاجعة إستشهاده: خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند وفاته


 قال عيسى الضرير : سألت الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وقلت : إنّ الناس قد أكثروا في أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس ، ثمّ عمر ، فأطرق عنّي طويلاً ، ثمّ قال : ( ليس كما ذكروا ، ولكنّك يا عيسى كثير البحث عن الأمور ، ولا ترضى عنها إلاّ بكشفها ) .

فقلت : بأبي أنت وأمي إنّما أسأل عمّا أنتفع به في ديني وأتفقّه مخافة أن أضل ، وأنا لا أدري ، ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي .

فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) لمّا ثقل في مرضه دعا علياً ، فوضع رأسه في حجره ، وأُغمي عليه ، وحضرت الصلاة فأوذن بها ، فخرجت عائشة ، فقالت : يا عمر أخرج فصلّ بالناس ، فقال : أبوك أولى بها ، فقالت : صدقت ، ولكنّه رجل ليّن ، وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت .

فقال لها عمر : بل يصلّي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب ، أو تحرّك متحرّك ، مع أنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) مغمى عليه لا أراه يفيق منها ، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ، يريد علياً ( عليه السلام ) ، فبادره بالصلاة قبل أن يفيق ، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر علياً بالصلاة ، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة ، وفي آخر كلامه : الصلاة الصلاة ) .

قال : ( فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس ، فأنكر القوم ذلك ، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يكبّر حتّى أفاق ( صلى الله عليه وآله ) ، وقال : ادعو لي العباس ، فدعي فحمله هو وعلي ، فأخرجاه حتّى صلّى بالناس ، وإنّه لقاعد ، ثمّ حمل فوضع على منبره ، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر ، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار ، حتّى برزت العواتق من خدورهنّ ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) يخطب ساعة ، ويسكت ساعة ، وكان ممّا ذكر في خطبته أن قال :

" يا معشر المهاجرين والأنصار ، ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس ، فليبلغ شاهدكم الغائب ، ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله ، فيه النور والهدى والبيان ، ما فرّط الله فيه من شيء ، حجّة الله لي عليكم ، وخلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى ، وصيي علي بن أبي طالب ، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرّقوا عنه ، واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم ، فاصبحتم بنعمته إخواناً ".

أيها الناس : " هذا علي بن أبي طالب ، كنز الله اليوم وما بعد اليوم ، من أحبّه وتولاه اليوم وما بعد اليوم ، فقد أوفى بما عاهد عليه الله ، وأدّى ما وجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم ، جاء يوم القيامة أعمى وأصم ، لا حجّة له عند الله ".

أيّها الناس : " لا تأتوني غداً بالدنيا تزفونها زفاً ، ويأتي أهل بيتي شعثاً غبراً ، مقهورين مظلومين ، تسيل دماؤهم أمامكم ، وبيعات الضلالة والشورى للجهالة ، ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات ، قد سمّاهم الله في كتابه ، وعرّفتكم وبلّغتكم ما أُرسلت به إليكم ، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون ، لا ترجعنّ بعدي كفّاراً مرتدّين ، متأوّلين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنّة بالهوى ، لأنّ كلّ سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل ".

"القرآن إمام هدى ، وله قائد يهدي إليه ، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، وليّ الأمر بعدي وليه ، ووارث علمي وحكمتي وسرّي وعلانيتي ، وما ورثه النبيّون من قبلي ، وأنا وارث ومورّث ، فلا تكذبنّكم أنفسكم" .

أيها الناس : "الله الله في أهل بيتي ، فإنّهم أركان الدين ، ومصابيح الظلم ، ومعدن العلم ، عليّ أخي ووارثي ، ووزيري وأميني والقائم بأمري ، والموفي بعهدي على سنّتي ".

" أوّل الناس بي ايماناً ، وآخرهم عهداً عند الموت ، وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء ، وفي الأمّة من هو أعلم منه فقد كفر" .

أيّها الناس : "ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا ، ومن كانت له عدّة فليأت فيها علي ابن أبي طالب ، فإنّه ضامن لذلك كلّه ، حتّى لا يبقى لأحد عليّ تباعة " .

9/5/130111

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحسين صالح زايد
2013-01-12
زادنا الله واياكم علما وثبتنا واياكم علي ولاية محمد واله الاطهار نحن وسائر المؤمنين في بقاع الرض
اياد الشمري
2013-01-11
عظم الله لنا الاجر بأستشهاد رسول الله (ص) ونعزي امامنا وقائدنا الامام الحجة ابن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف وسهل مخرجه) بأستشهاد جده رسول الرحمة رسول الانسانية جمعاء
أم زيد
2013-01-11
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وإلعن أعدائهم وإلعن صنمي قريش.
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك