هل باعت روسيا صواريخاً (فاسدة) إلى سوريا؟

(CNN) - فيما ذكرت تقارير صحفية أن روسيا قامت بتزويد سوريا بصواريخ "فاسدة" من طراز "بانتسير" أرض - أرض، لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب كل من دمشق وموسكو بشأن ما جاء في تلك التقارير، التي لم يتسن لـCNN التأكد من مصداقيتها.

ونقلت صحيفة "السياسة" الكويتية، عن مصادر وصفتها بأنها "شديدة الخصوصية"، أن الرئيس السوري بشار الأسد وجه توبيخاً عنيفاً إلى رئيس أركان الجيش السوري، العماد علي حبيب محمود، على خلفية تلك "الصفقة"، بعدما تبين أن الصواريخ "ذات جودة متدنية، وغير قادرة على إصابة الأهداف المحددة لها."

وذكرت المصادر أن عدداً من كبار الضباط في مكتب تأمين الجيش السوري، وجهوا انتقادات حادة لتلك الصفقة، بعد أن أظهرت تجربة إحدى منظومات الصواريخ أعطالاً كثيرة ومختلفة، "لم يتم التطرق إليها نهائياً في التقرير الفني الذي قدمه الوفد السوري الذي سافر إلى روسيا"، للاتفاق على الصفقة.

وأفادت المصادر، التي لم تسمها الصحيفة الكويتية، أنه كان من المفترض أن يقوم أعضاء الوفد العسكري السوري بفحص هذه الصواريخ عن قرب، للتعرف على كفاءتها ومدى فعاليتها، قبل التوقيع على اتفاق توريد الصفقة إلى سوريا.

وبحسب الصحيفة فإن "الشعور السائد في مكتب تأمين الجيش هو أن الشركة الروسية المصنعة لهذه المنظومات، غشت الجيش السوري، وزودته بمعدات غير صالحة، أو أن بعض الجهات الروسية قامت بدفع رشوة لأعضاء الوفد الذي فحص الصواريخ في روسيا، من أجل تقديم تقرير كاذب حول صلاحية وفعالية هذه الصواريخ."

وذكرت أن الأعطال الكبيرة التي تم اكتشافها أثناء تجربة تلك الصواريخ، استوجبت استدعاء عدداً من الفنيين الروس إلى دمشق، الذين أكدوا بعد فحص المنظومات الصاروخية عدم إمكانية إصلاحها في سوريا، وطلبوا إعادة شحنها إلى ورش الشركة الروسية المصنعة، للعمل على تحديد طبيعة الأعطال وإصلاحها.

كما نقلت "السياسة" عن الرئيس السوري قوله إن "هذه المسألة تلحق ضرراً إستراتيجياً في جهود تسليح الجيش، بما تتطلبه مستلزمات المعركة الحديثة"، وذلك في أعقاب توجيهه انتقادات حادة لرئيس أركان الجيش على خلفية تلك الصفقة.

وأشارت المصادر إلى أن العماد حبيب قرر تشكيل لجنة للتحقيق في "صفقة الصواريخ الفاسدة"، برئاسة العماد داوود راجحة، المشرف على إدارة التسليح، كما أعربت المصادر نفسها عن توقعها أن تفضي نتائج التحقيق بتلك الصفقة إلى تقديم عدد من كبار الضباط إلى محكمة عسكرية، بتهم منها "الرشوة"، و"تزويد الجيش بمعدات غير صالحة."

يُذكر أن التقرير الذي انفردت به الصحيفة الكويتية، دون تأكيده رسمياً من أي من الجانبين، سارعت العديد من المواقع الإخبارية اللبنانية المناهضة لسوريا إلى نقله، من بينها موقع "القوات اللبنانية"، والموقع الرسمي لـ"تيار المستقبل."

وكان الحديث عن صفقة أسلحة روسية "حديثة" إلى كل من سوريا وإيران، قد أثار المخاوف لدى الحكومة الإسرائيلية، مما دفع رئيس الوزراء "المستقيل"، إيهود أولمرت، إلى زيارة موسكو قبل يومين، حيث أعرب عن قلق حكومته من "نية روسيا بيع أسلحة مطورة وحديثة لسوريا وإيران."

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن أحد مساعدي رئيس الحكومة الإسرائيلية قوله إن أولمرت طلب من وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال اجتماعهما الثلاثاء الماضي، "وقف مبيعات الأسلحة لسوريا"، مشيراً إلى أن "معظم الأسلحة تنقل إلى عناصر حزب الله" في لبنان.