أعد معهد "بيو" الأمريكي للأبحاث ونشرت نتائجها مؤخرا في وسائل الاعلام حول موقف المسلمين في العديد من الدول الاسلامية تجاه ابن لادن والعمليات الانتحارية تشير الى تحول له دلالته المهمة في اطار الحرب المستمرة والمعقدة ضد الإرهاب حيث أكدت نتائج الدراسة أن عدد المسلمين المؤيدين لارهابي تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والذين يعتبرون أن العمليات الانتحارية مقبولة قد تراجع بشكل كبير خلال الأعوام الستة الأخيرة .
ولفتت النشرة الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "أهمية استثمار هذا التحول الايجابي" الى ان هذه النتائج تعني أكثر من أمر الأول هو أن الارهاب وبرغم أنه ما زال قادرا على الضرب هنا وهناك وتنفيذ عملياته في مناطق مختلفة من العالم فإنه يخسر التعاطف معه ويكتشف مؤيدوه يوما بعد آخر زيف دعاويه ..منوهة في هذا الصدد بما حدث في العراق حيث جاء تنظيم القاعدة الى هناك تحت ستار مقاومة الاحتلال الأجنبي بعد عام 2003 إلا أنه سرعان ما كشف عن وجهه الدموي ضد أبناء الشعب العراقي كافة وهذا أدى إلى الانقلاب عليه من قبل أبناء العشائر الذين شكلوا مجالس الصحوة لمقاتلته وطرده من مناطقهم . واضافت أن الأمر الثاني هو أن الإرهاب يخسر حرب الأفكار فإذا كان مؤيدوه يتراجعون فإن هذا يعني أنه لم يعد قادرا على الاستمرار في إقناعهم بالمنطق الذي يقوم عليه أو الفكرة التي ينطلق منها وهذا يمثل ضربة قوية لقوى التطرف والإرهاب لأن خطر هذه القوى الكبير لا يكمن فقط في عملياتها الإرهابية المدمرة والدموية وإنما أيضا وهذا هو الأهم في الأفكار والتوجهات التي تعمل على ترويجها وإقناع الناس بها ونشرها . وأوضحت ان الأمر الثالث الذي تشير اليه نتائج الدراسة الأمريكية هو أن المسألة لا تتعلق بتشجيع الاسلام على الإرهاب والتطرف كما زعم ويزعم بعضهم وحاول أن يروج لذلك خلال السنوات الماضية وإنما بقوى تربط نفسها به لخداع قطاعات من المسلمين إلا أن انكشاف هذا الخداع مع الوقت يدفع هذه القطاعات إلى مراجعة مواقفها وتوجهاتها. وأكدت اهمية استثمار النتائج التي توصلت إليها دراسة معهد "بيو" بما يجرد الجماعات الإرهابية من مؤيديها والمتعاطفين معها بشكل نهائي وهذا يكون من خلال سياسات تعالج الأزمات والمشكلات التي تستغلها هذه الجماعات وتستند إليها من أجل ممارسة الخداع وكسب المؤيدين وفي مقدمة هذه المشكلات مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي ..مشددة على ان إيجاد حل عادل وشامل ومقبول من الأطراف كافة لهذا الصراع سوف يمثل ضربة قوية لقوى التطرف والإرهاب التي تتاجر به وتستغله لترويج رؤاها ودعما كبيرا لقوى الاعتدال السياسي والفكري في منطقة الشرق الأوسط وهي القوى التي تجد نفسها في موقف صعب في ظل استمرار الصراع دون حل جذري ونهائي .
https://telegram.me/buratha