مع مرور أكثر من شهر على إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، إثر فشل المفاوضات مع الدول الغربية، ولا سيّما الترويكا الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا) حول الملف النووي الإيراني، كشف علي لاريجاني، أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، أنّ سبب الفشل كان في طلب تلك الدول خفض مدى الصواريخ الإيرانية.
وخلال مراسم إحياء ذكرى استشهاد حسين همداني في سوريا، قال لاريجاني إنّ "الشرط الغربي المسبق لتعليق إعادة فرض العقوبات كان خفض مدى صواريخنا إلى أقل من 500 كيلومتر".
وأضاف: "خفض مدى الصواريخ يُضعف أهم أدواتنا الدفاعية، والقدرة الصاروخية تُعدّ ركيزة أساسية لأمن إيران القومي ودفاعها، لذلك رفضنا هذا الطلب الذي يُعدّ في الواقع مطالبة بالاستسلام".
وأشار لاريجاني إلى أنّ مواجهة هذه الضغوط تقتضي توحّد الشعب الإيراني في مواجهة التحديات الخارجية.
وانتقد لاريجاني سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تقوم على ما وصفه بـ"تحقيق السلام بالقوة"، قائلاً: "ترامب يزعم أنّه يريد تحقيق السلام بالقوة، لكنه في الواقع يمارس القمع بالقوة. فهل كان هتلر يقول شيئًا مختلفًا؟ هتلر أيضًا كان يقول إنّه يحقق السلام بالقوة"
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد أكّد في وقت سابق أنّ طهران لن تعود إلى طاولة المفاوضات ما دامت واشنطن تطرح مطالب "غير معقولة ومبالغ فيها".
كما أوضحت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أنّ المسؤولين الأميركيين لم يحضروا الاجتماع الذي اقترحته طهران في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول الماضي.
يُذكر أنّ إيران والولايات المتحدة خاضتا خمس جولات من المفاوضات النووية غير المباشرة، فيما كانت طهران تستعد للجولة السادسة، قبل أن تشنّ إسرائيل حربًا جوية مباغتة استمرت 12 يومًا في حزيران الماضي، شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف منشآت نووية إيرانية.
وفي أواخر آب الماضي، أطلقت الدول الأوروبية الثلاث مسار "سناب باك" وطالبت مجلس الأمن الدولي بإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، وهو ما جرى بالفعل لاحقًا.
https://telegram.me/buratha

