الخلاف الروسي الأمريكي حول الدرع الصاروخي، الذي تخطط واشنطن لإقامته في بعض دول أوروبا الشرقية وتعارضه موسكو بشدة، اختراقاً نوعياً الاثنين، مع إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه تلقى رسالة من نظيره الأمريكي، جورج بوش، تتضمن نقاطاً مهمة حول هذا الملف.
ولفت بوتين، الذي تحدث إلى الصحفيين على هامش لقاء شديد الأهمية جمعه بوزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، ووزيرة الخارجية، كوندوليزا رايس، إلى أن وجهات نظر طرفي الأزمة تتقارب حيال بعض النقاط المطروحة، لكن التباين يبقى موجوداً تجاه نقاط أخرى.وتصر الولايات المتحدة على أن الدرع تهدف إلى حماية الدول الأوروبية من هجمات صاروخية محتملة قد تشن عليها من دول أخرى، بينما ترى موسكو في الدرع تهديداً لهيبتها الإستراتيجية ومحاولة لمحاصرتها عبر دول كانت تدور في فلكها خلال الحقبة السوفيتية.وقال بوتين لدى استقباله رايس وغيتس في الكرملين إن الجانبين يستطيعان وضع نقاط كاتفاقات نهائية على بعض المشاكل التي كانت عالقة بين روسيا والولايات المتحدة.بالمقابل، أعلنت رايس أن الولايات المتحدة ترغب في توسيع التعاون مع روسيا.وفي لقاء عقدته مع الصحفيين على متن الطائرة التي أقلتها إلى موسكو، أبدت رايس تفاؤلها حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق مع موسكو حول هذا القضية الشائكة، وذلك قبل عشرة أشهر من نهاية ولاية الرئيس الأمريكي، جورج بوش.أما غيتس فكان أقل تفاؤلاً من رايس، وقال إنه لا يفهم بعد ما إذا كان القلق الروسي حيال مشروع واشنطن يقوم على أسس صلبة أم أنه يهدف فقط إلى تأخير البرنامج الأمريكي، وذكرت مصادر في البنتاغون أن المقاربة التي ستُعرض على الجانب الروسي تشبه إلى حد بعيد ما سبق للرئيس الأمريكي الراحل، رونالد ريغان، أن عرضه على موسكو خلال الحرب الباردة لجهة تأكيد أن الصواريخ في أوروبا ليست موجهة ضد روسيا، وأن واشنطن ترحب بأي تعاون مشترك مع الجانب الروسي.وكانت موسكو قد لوحت مؤخراً بالرد على الخطوات الأمريكية من خلال تطوير أسلحة جديدة، ففي خطاب ألقاه مطلع فبراير/شباط الماضي، أبدى بوتين تذمره العلني من التوسع العسكري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "ناتو" على مقربة من حدود بلاده، مهدداً بأن موسكو "سترد" على هذه الخطوات التي بدأت تطوق حدودها.وشكك بوتين في الذرائع التي تقدمها الولايات المتحدة لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي في الدول المحيطة بروسيا، متهماً إياها، بصورة ضمنية، باستخدام الاستخبارات والدبلوماسية لإخفاء "خططها الحقيقية،" وقال إن موسكو "ستقلب موازين القوى" قريباً مع تقديم أسلحة ونظم جديدة.وقال الرئيس الروسي، إن السياسية العسكرية التي ينتهجها الغرب "أحادية الاتجاه،" منتقداًَ تمدد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على مقربة من حدوده، مع مشاريع الدرع الدفاعي الصاروخي في بولندا وتشيكيا والقواعد المزمع بناؤها في رومانيا وبلغاريا.
https://telegram.me/buratha