الصفحة الدولية

نمو السكان والفساد وشح الموارد والصراعات تهدد الاستقرار في اليمن

2724 02:07:00 2008-02-24

يرى عدد من المراقبين أن كفاح اليمن الشاق لبناء دولة حديثة قد يربكه نمو سكاني سريع وموارد متضائلة والفساد والصراعات الداخلية، في حين يحذر آخرون من انفجار وشيك للوضع ما لم تتم المسارعة إلى تحقيق إنقاذ سياسي للبلاد.

ويقول رامون سكوبل وهو خبير مياه نيوزيلندي يعمل في اليمن "لا اعتقد أن هناك دولة أخرى في العالم... قريبة الى هذا الحد من كارثة العلاقة بين السكان والموارد." وأضاف سكوبل الذي يعمل مستشارا مع هيئة المعونة الالمانية " الكارثة تلوح بمعدل أسرع مما يمكن لاي أحد أن يتصور." وأضاف أن المطر المتساقط على اليمن يكفي شعبا تعداده مليونان فقط.

من جانبه قال عبد الكريم الارياني وهو مستشار مخضرم للرئيس اليمني لرويترز انه اذا لم يكن هناك انقاذ سياسي لليمن خلال السنوات الثلاث القادمة فان التحديات ستكون أكبر من الحوثيين أو ما يسمى بالانفصاليين الجنوبيين. وتابع قائلا ان شح الموارد الشديد في اليمن ومعدل مرتفع للغاية للنمو السكاني قدره ثلاثة بالمئة وتضاريس صعبة تجعل التنمية في حاجة الى موارد هائلة مشيرا الى أن ذلك من سوء حظ اليمن.

وهذه الاراء تجد صدى لدى فارس السنباني رئيس تحرير مجلة يمن توداي (اليمن اليوم) الشهرية الصادرة بالانجليزية الذي يرى أن الرخاء الاقليمي مهدد. وقال "لا ينبغي أن يتحول اليمن الى دولة فاشلة ولن يكون.. اذا انهار اليمن فستنهار السعودية معه."

ويقول دبلوماسيون غربيون ان انعدام الامن كان له تأثير على الشركات الدولية التي تستثمر في قطاعي النفط والغاز. ومن الواضح أن الهجمات على الاجانب قاتلة بالنسبة لصناعة السياحة الوليدة في اليمن. وقال دبلوماسي أوروبي "اليمن يضع نفسه في موضع خارج السياق بسبب عدم قدرته على السيطرة على الوضع الامني... انه (الوضع الامني) أسوأ ما رأيت في ثلاثة أعوام."

ويواجه الرئيس علي عبد الله صالح الموجود في السلطة منذ 30 عاما تحديات متزايدة منذ اعادة انتخابه في سبتمبر/أيلول عام 2006 لفترة ولاية أخرى مدتها سبع سنوات. ولم ينته جيشه بعد من سحق تمرد القبائل الشيعية الزيدية الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في منطقة صعدة في شمال غرب البلاد والذي يعرف باسم تمرد "الحوثي" رغم صمود هدنة أخرى هشة تم التوصل اليها في وقت سابق من هذا الشهر.

وفي الجنوب يهدد الغضب مما يتصور أنه سلب من قبل الشمال الانجاز الرئيسي لصالح والمتمثل في اتفاقية عام 1990 والتي وحدت بين شمال اليمن التقليدي وجنوبه الماركسي. وكثير من المناطق القبلية لا يزال خارج سيطرة الحكومة أو يتحداها في بلد اشتهر بأن كميات الاسلحة فيه تفوق أعداد البشر.

ويلوح فوق هذه الصراعات أزمة اقتصادية بدأت بالفعل تشجع الاضطرابات وتهدد بدفع اليمن الى الوراء. وتضاعف سكان اليمن الى 22 مليونا منذ مجيء صالح للسلطة في اليمن الشمالي السابق في عام 1978 . وقد يقفز الى 40 مليونا في السنوات العشرين القادمة اذا لم يتم التحكم بشدة في النمو السكاني.

وطبقا لتقديرات الحكومة اليمنية فان الميزان المائي في 19 من 21 مصدرا للمياه الجوفية أصبح سلبيا حيث تفوق كمية المياه المستخرجة منها كمية المياه التي تغذيها. ومعظم المياه يذهب لري القات وهو نبات مخدر يتعاطاه كثيرون على نطاق واسع في اليمن.

والنفط وهو دعامة الاقتصاد اليمني ينضب سريعا رغم التنقيب لقلب مسار هذا الاتجاه. وقدر الانتاج رسميا هذا العام بحوالي 300 ألف برميل في اليوم متراجعا عن 320 ألف برميل في عام 2007 . والتراجع في الانتاج يجعل دعم الحكومة لاسعار الوقود المرتفعة والتي تمتص أكثر من مليار دولار سنويا أو حوالي ثلث ايرادات النفط أكثر صعوبة. لكن الغاء الدعم قد يشعل اضطرابات عنيفة بين اليمنيين الذين أضيروا بالفعل من ارتفاع أسعار السلع الغذائية. وضخ مانحون دوليون على علم بأهمية اليمن الاستراتيجية والامنية مليارات من دولارات التنمية في العقود الاخيرة رغم الاشمئزاز من الفساد

وقال نبيل خوري نائب السفير الامريكي في اليمن والمنتهية ولايته لصحيفة يمن أوبزرفر اليمنية في العام الماضي "الفساد يضر بأي هدف لدينا أو لدى اليمنيين سواء كان بناء الديمقراطية أو الامن" مشيرا الى الجيش كواحد من أسوأ بؤر الفساد.

وانضم اليمن للحرب التي تشنها واشنطن على القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 لكن فرار متشددين من السجون يثير انزعاج الامريكيين الذين تساورهم أيضا شكوك في سياسة صنعاء لاعادة دمج اليمنيين الذين حاربوا من قبل في أفغانستان.

ووصف الارياني هذه السياسة بأنها مفيدة للغاية لكنه قال ان القاعدة قادرة على تجنيد اخرين بدلا منهم واعترف بأن الولايات المتحدة غير راضية عن النتيجة. وأرجع السبب في ذلك الى أن بعض الذين تعهدوا بعدم ارتكاب أعمال ارهابية في اليمن تسللوا الى العراق لذا يقول الامريكيون ان الحكومة اليمنية لم تغير عقولهم حقا واكتفت بتعهدهم بعدم شن هجمات في اليمن.

ونادرا ما يحتل اليمن وهو أفقر دول الشرق الاوسط العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الا عندما يتعرض سياح للخطف على أيدي رجال قبائل منفلتين أو للقتل على أيدي متشددين مرتبطين بالقاعدة لكن أي انزلاق نحو الفوضى في اليمن سيؤدي الى مخاطر هائلة في السعودية المجاورة وللعالم من ورائها.

ويحتل اليمن موقعا يطل على البحر الاحمر وخليج عدن وهما ممران حيويان لنقل النفط من الخليج الى أوروبا. وتجرف الامواج كل عام الافا من اللاجئين من الصومال واثيوبيا أمام سواحله. ويحظى اليمن موطن أجداد أسامة بن لادن زعيم القاعدة باهتمام مكثف في اطار الحرب التي تخوضها واشنطن ضد "الارهاب".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك