قبل عام بالضبط من تسليم الرئيس الامريكي جورج مفاتيح البيت الابيض للرئيس المقبل للولايات المتحدة يتوجه بوش الى الشرق ليقوم باول زيارة له الى كلا من اسرائيل والاراضي الفلسطينية فماذا فعل بوش من اجل الشرق الاوسط؟ ولماذا يقوم بهذه الزيارة الان؟. وكان الرئيس الامريكي قد خص عددا من وسائل الاعلام في الشرق الاوسط بمقابلات صحفية قبل القيام بهذه الزيارة فقد صرح لصحيفة يديعوت احرونونت الاسرائيلية انه يرى ان هناك فرصة لتوصل الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى اتفاقية سلام خلال عام 2008 مضيفا انه يشعر بالتفاؤل رغم انه لا يشاركه في ذلك الا عدد ضئيل من الناس في الشرق الاوسط.
واذا نجح الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي في التوصل الى اتفاقية سلام فإن ذلك سيكون اكبر ارث يتركه بوش عند خروجه من البيت الابيض. خطة ثلاثية الابعاد قبل ان يبدأ بوش برحتله الى الشرق الاوسط صرح مستشار الامن القومي الامريكي ستيفن هادلي للصحفيين ان الرئيس بوش يأمل تحقيق مزيد من التقدم بناء على ما تم تحقيقه في مؤتمر انابوليس الذي عقد اواخر العام الماضي في الولايات المتحدة. فقد انتهى ذلك المؤتمر بتعهد زعماء الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي باللقاء بشكل دوري. واسترايجية بوش ذات ابعاد ثلاثة وتشمل اولا تشجيع قادة الطرفين للتوصل الى روؤية مشتركة للدولة الفلسطينية المقبلة يترافق ذلك بمساعدة السلطة الفلسطينية في بناء مؤسساتها لتتمكن من تسلم زمام الامن في المناطق التي تسيطرعليها وتحسين العلاقات بين اسرائيل والدول العربية. ويقول هادلي ان الرئيس بوش يرى ان تحقيق هذا الامر هو ما يطمح بالوصول اليه قبل انتهاء ولايته قائلا " انه عمل خلال سبع سنوات متواصلة لوضع لبنات الفرصة السانحة الان لتحقيق السلام" رغم صعوبة مشاهدة هذه اللبنات خلال السنوات السابقة على ارض الواقع من قبل شعوب الشرق الاوسط حسب قول هادلي. مساعدة ايرانية بعد فترة قصيرة من وفاة الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات الذي رفض الرئيس بوش التعامل معه وتسلم الرئيس الفلسطيني منصبه الحالي محمود عباس، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين ان على المجتمع الدول اظهار دعمه لقوى الاعتدال بين الفلسطينيين والا فان قوى التطرف ستسيطر على الشارع. وعندما تقاعس المجتمع الدولي في اظهار الدعم الذي كان محمود عباس يحتاجه فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية بعد عام من خلافة عباس لعرفات. ولم يبادر المجمتع الدولي الى دعم عباس الا مؤخرا وبعد فوز حماس بالانتخابات التشريعية وتعزز ذلك الدعم بعد استيلاء حماس على قطاع غزة بقوة السلاح. وكما يقال ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي ابدا حيث هناك الان عامل هام يخدم خطط الرئيس بوش حيث ان الدول العربية وخاصة دول الخليج تشعر بالخطر من الطموح الايراني النووي تماما كما تشعر اسرائيل. ويأمل بوش ان هذا الوضع سيكون لصالحه حيث سيعرض على دول الخليج توفير الامن لمنطقة الخليج مقابل دعمها لمبادرته لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي. كما سيشجع بوش السعودية ومصر لاتخاذ مزيد من الخطوات الاصلاحية لتحقيق نوع من التعددية السياسية. ويقول هادلي ان "اجندة الحرية" التي تسعى اليها ادارة بوش تعني " التشجيع على اقامة مجتمعات ديمقراطية وحرة تناهض افكار الارهابيين". تبدو هذه الافكار معقولة لكن بعد اربعة سنوات من العمل في الشرق الاوسط قبل الانتقال الى الولايات المتحدة يمكنني القول بثقة ان ما يبدو مقبولا على الورق في الولايات المتحدة غير مقنع في العالم العربي.
https://telegram.me/buratha