أكد مواطنون بحرينيون في شهادات حية لصحيفة "الوقت" المحلية أن قوات الامن التي داهمت منازلهم في منطقتي الديه والسنابس (شمال العاصمة المنامة) في إطار حملة الاعتقالات التي شملت أكثر من 39 ناشطا حتى الأن، قامت بأعمال تكسير وتخريب وإرهاب للأطفال الصغار.
وقال (ا.ج) وهو أحد سكان المنطقتين إن قوات الامن داهمت بيته فجر يوم أمس وأثناء نومه مع زوجته، داهم المنزل أكثر من 20 مسلحا وحطموا الأبواب، وقالوا إنهم "يبحثون عن شخص يدعى أحمد"، مضيفا انه "لا يعرف أي شخص بهذا الاسم". وأضاف "أصيبت ابنتي بهلع شديد رافقها حتى عصر أمس، وذلك بسبب الطريقة التي تمت بها مداهمة البيت في ساعة متأخرة من الفجر".
ومن جهتها قالت ربة بيت داهموا شقتها في منطقة الديه إن "سبعة من رجال الامن دخلوا البيت، بعد ان كسروا الباب والنوافذ بواسطة قطعة من الحديد الكبير واخذوا يفتشون في أدراج خزانة الملابس، وهم يبحثون عن شخص اسمه أحمد، على رغم انه لا يوجد شخص بهذا الاسم في البيت". وأضافت "زوجي خارج البحرين يؤدي مناسك الحج، واني وحيدة، مع ابنتي الصغيرة التي تعاني من مرض التوحد، وهو مرض نفسي"، ولفتت إلى أنها لا تملك قيمة تصليح الأبواب في غياب زوجها".
أما البيت الثالث فقد أصيبت فتاة فيه بحالة غير طبيعية "وهي ملقاة على الفراش ودرجة حرارتها مرتفعة" حسب وصف سكان أهل الفتاة، موضحين أن ذلك "بسبب احد أفراد الشرطة الذي وضع سلاحه الناري على رأسها، بعد ان حطموا الأبواب والنوافذ لدخول المنزل الذي لم يعتقلوا منه أي شخص...".
وفي البيت الرابع تعرض الابن الأصغر فيه إلى الاهانة من بعض رجال الشرطة الذين قيدوه بسلك ضاغط بلاستيكي وقطعوا شعره في غرفته، إضافة إلى "تلفظهم عليه بملافظ غير أخلاقية".
وقال الشاب (22 عاما) إنه تعرض إلى الضرب والاهانة من رجال الأمن الذين "قيدوني بسلك بلاستيكي واخذ احدهم يركلني برجليه على صدري، حتى أسقطني أرضا"، ولفت إلى ان اغلب رجال الأمن الذين دخلوا البيت "كانوا يتحدثون بلهجة إحدى الدول العربية، وكانت لهجة قائدهم بحرينية".
وقالت شقيقته الكبرى لـ "الوقت" انها تلقت اتصالا هاتفيا بعد خروج الشرطة من البيت عند الساعة الثانية والربع بعد منتصف الليل، وذلك من شخص ادعى أنه في قسم المباحث والأدلة الجنائية وطلب عنوان المنزل، إلا أنها رفضت إعطاءه العنوان معللة رفضها بأن "رجال الأمن لديهم عناوين جميع المنازل". وأضافت أن رجال الأمن الذين داهموا المنزل كانوا يبحثون عن شقيقها حسين، مؤكدة أنها "لا تعلم عنه أي شيء في الوقت الذي لا تزال أجهزة الأمن تبحث عنه، وهو من قائمة المطلوبين في قضية حرق سيارة الشرطة".
وفي لقاء مع أهل البيت الخامس قال شقيق المعتقل ماجد سلمان الحداد إنه علم لاحقا بأن شقيقه اعتقل في منطقة البديع بعد ان جاءت أجهزة الأمــن وداهمت منزلهم ليلا وحطمت جميع الأبواب بما فيها باب الحمام، يبحثون عن شقيقه ماجد. وأضاف "هذا الأسلوب يذكرنا بأيام الحقبة الماضية، وهي حقبة امن الدولة والتي كانت أجهزة الأمن تقوم بمداهمة البيوت دون إذن من أهلها"، وفق قوله، ولفت إلى ان أجهزة الأمن أوقفت شقيقه مع سيارته الخاصة، ولم نتمكن من الحصول عليها من الأمن "الذين رفضوا تسليمنا السيارة".
وفي البيت السادس، وهو عبارة عن مجموعة شقق، دخلت قوات الأمن عند الساعة الرابعة فجرا، وأخذت تفتش البيت شقة تلو الأخرى، وأخيرا استقروا على غرفة ابنهم محمد جعفر طريف واعتقلوه، ولم يعلم احد عنه أي شيء بعد. ويقول شقيقه الأكبر لـ "الوقت" إن "أفراد الأمن حطموا جميع الأبواب، وأخذوا يفتشون بطريقة جنونية واخرجوا جميع الأغراض من خزانات الملابس والمطبخ".
اعتقال 39 شخصا بينهم ناشطون حقوقيون
وعلى صعيد الاعتقالات قالت حركة الحريات والديمقراطية "حق" في البحرين إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 39 ناشطت في الفترة بين يومي 20 و23 ديسمبر الجاري وذلك من مختلف مناطق البحرين. وأشار بيان للحركة إلى أنه في يوم الخميس الماضي (20 ديسمبر/كانون الأول) تم اعتقال إبراهيم خلف، حسن عبد الله، علي كاظم سعيد، صادق علي المطوع، محمود عون وهشام عبد الكريم من قرية المالكية، وحسين المدوب ومحمد المدوب من جدحفص، غسان علي مدن، سيد علي محمد سعيد طه، سيد حسين محمد سعيد طه من السهلة، وأكبر جعفر جاسم من قرية الديه.
كما أشار البيان إلى أنه في يوم الجمعة (21 ديسمبر) تم اعتقال شاكر محمد من قرية الهملة، ناجي فتيل من قرية بني جمرة، عبدالله محسن وميثم التمار من مدينة عيسى، أسامة أحمد عبدالله من قرية النعيم، ومحمد السنكيس من السنابس، إضافة إلى إبراهيم عبدالله مكي دلال ومحمود من قرية كرانة.
أما في يوم السبت (22 من الشهر) تم اعتقال عمار محمد جاسم ثابت، حسين النشابة، محمود النشابة من قرية الدراز، أحمد عبد الهادي من قرية المقشع، ماجد الحداد، جعفر خليل، رضي خليل، علي خليل وعيسى محمد من قرية الديه، خليل إبراهيم ميرزا مشيمع من قرية الحجر، حسن مكي من قرية سار، محمد يوسف وأحمد مطر وصالح سلمان من قرية دمستان إضافة إلى سلمان عبدالعظيم من قرية الشاخورة.
وفي يوم أمس (الأحد) اعتقل نادر السلاطنة وهو ناشط حقوقي بارز، حسين جعفر طريف، محمد مهدي المسن ومحمد مكي طريف من قرية السنابس.
https://telegram.me/buratha