شبكة البروج الاخبارية :حكم "ديوان المظالم" السعودي لصالح الباحث حسن المالكي الذي يقدم نفسه كمختص بتنقيح "المناهج الدينية" من نصوص الغلو، في قضية رفعها ضد وزارة التعليم بعد إدانته بتهمة نقد الوهابية تحت ذريعة ساذجة ادعوها "التغيب عن العمل" وإيقافه 5 أعوام، باعتباره كان يطبق قرارا بتكليفه من وزير التعليم بغربلة المناهج الشرعية. وحصل المالكي (39 عاما) على حكم بالعودة إلى عمله في إدارة تعليم الرياض بعد انقطاع دام 5 أعوام حصدت إجراءات التقاضي أربعة منها.
وكانت إدارة تعليم الرياض أوقفت المالكي عن العمل بدعوى التغيب عن العمل لفترة 105 يوما بلا عذر، إلا أن المالكي قال إن "تغيبي جاء لتطبيق التكليف الصادر من مدير عام التعليم آنذاك عبدالله المعيلي ووزير التعليم د. محمد الرشيد لمراجعة المناهج الشرعية نتيجة عدم توفر مكتبة ملحقة بإدارة التعليم."
وأوضح المالكي أنه تمت الموافقة على بقاءه بمنزله لاستخدام مكتبته الخاصة لتوافرها على المراجع والإصدارات اللازمة، حتى الانتهاء من إعداد تقرير مراجعة المناهج، وقال "مهمتي تتضمن مراجعة كافة المناهج الدينية لكل مراحل التعليم العام من الصف الأول ابتدائي حتى ثالث ثانوي لمقررات التفسير والحديث والتجويد مع التركيز على الفقه والتوحيد خاصة"، وأضاف "استكملت 28 مقررا راجعتها خلال شهرين ووضعت تقريرا كاملا يشمل الأخطاء والبدائل". وتابع المالكي: "بعد رفع التقرير طالبوا تحت ذريعة تغيبي بفصلي من العمل رغم كوني مكلف وكل هذا مثبت في الوثائق ما يدلل على أنها مؤامرة غير معلنة تستهدف إقصائي، وبالعودة أثناء المحاكمة لتواريخ الأحداث التي استخدمت ضدي اثبت التحقيق تهافت الحجج ضدي".
نقد المذاهب :وأرجع المالكي عوامل استهدافه إلى أن "له منهجا في نقد الوهابية والمذهب الحنبلي وغيرها"، وله إصدارات قديمة تناول فيها "قضايا الغلو والتطرف الديني قبل أحداث 11 سبتمبر" مثل إصداره "نظرة في كتب العقائد.. المذهب الحنبلي أنموذجا"، و كتابه "الشيخ محمد بن عبد الوهاب داعية و ليس نبيا"، و"الصحبة والصحابة".واعتبر المالكي أنه من القلائل الذين قدموا نقدا في "بنية الغلو والتطرف بعد حرب الخليج الأولى والثانية"، وكان سجالات دارت بينه وبين الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء تتعلق بحسب المالكي "بنقد المنهج المتشدد وقراءة في فكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب ورأيه في التكفير والقتال."
دفاعا عن الفنان عبدالله الرويشدوقال المالكي إنه "صدرت فتاوى بوجوب إبعادي عن التعليم وأفتى الشيخ حمود العقلاء –رحمه الله – بتكفيري بعد أن دارت بيني وبينه بعض الحوارات حول تكفيره للفنان الكويتي عبدالله الرويشد"، واضاف "كان خلف الشيخ العقلا جيش من الغلاة المتفقين معه في منهجه واستمروا في إيذائي ومنهم زملاء لي في إدارة التعليم ولا زالت حتى هذه اللحظة". وأضاف: "يتم تصفية المختلفين مع الفكر المتشدد ويعني به الفكر الوهابي التكفيري ومن يحملونه وتختلق الأعذار والتهم وتحاك المكائد ضدهم، والعديد من قضايا المظالم خاصة الصادرة من الجامعات الإسلامية في السعودية نتيجة تصفيات مذهبية، وحاول المختلفون معي صرفي عن منهجي ومناهضتي للغلو بطرق مختلفة تمخض عنها منعي من السفر والكتابة في الصحف والظهور في الإعلام السعودي حتى الآن".ومضى يقول :"ان المتطرفين في العراق وغيره يستقون فكرهم من الغلو المحلي، وراجعت العديد من أطروحات المقدسي، و أبي بصير وأبو قتادة الفلسطيني وغيرهم ".
من جانبه يعلق المحامي عبدالرحمن اللاحم المتطوع بالدفاع عن الشيخ حسن المالكي على حكم ديوان المظالم بقولة لـ"العربية.نت"، الحكم من جانب فني اكتسب القطعية بنسبة مرتفعة وفي حال لم تتقدم وزارة التربية باعتراض خلال 30 يوما من استلامهم يعتبر نافذا. يضيف: ما حدث رسالة واضحة تفيد بحجم المتغيرات الايجابية في قيادات ديوان المظالم التي تم تغييرها مؤخرا وهو خطوة حقيقية من خطوات الملك عبدالله على طريق الإصلاح القضائي، وتوجه ملموس لتحقيق قيم العدالة الثابتة إذ كنا نعاني من إدارة الخصومات بشكل تقليدي بعيدا عن المهنية المطلوبة في إجراءات التقاضي وقدمنا شكوى رسمية ضد القاضي السابق الذي تلكاء في الحكم أربع أعوام وتم تغييره. وقال: ترتب على هذا الحكم إلغاء قرار المنع من التعليم ويترتب على الحكم صرف الرواتب المستحقة خلال الأعوام الماضية على سبيل التعويض وما لحق بها من بدلات وعلاوات.
https://telegram.me/buratha