طالبت تركيا العراق بتسليمها أعضاء من حزب العمال الكردستاني الذي يشن هجمات على تركيا من قواعد في الأراضي العراقية. وقال نائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجيك ان قائمة تضم أسماء لمطلوبين قد سلمت لوفد عراقي يزور تركيا لاجراء محادثات مع مسؤولين أتراك، في محاولة للحيلولوة دون حدوث توغل عسكري تركي لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وقال محمد العسكري الناطق باسم وزير الدفاع العراقي، إن المحادثات بين وزيري الدفاع العراقي والتركي بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني شمالي العراق، "مثمرة وناجحة حتى الآن". وتجري المحادثات في أنقرة بين وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة عبد القادر محمد جاسم وزير الدفاع ومسؤولين أتراك، وذلك في مسعى جديد لحث تركيا على عدم الاقدام على القيام بعمل عسكري في شمال العراق.
والتقى اليوم رئيس الوفد العراقي مع وزير الخارجية التركي علي باباكان بحضور مسؤولي الجانبين. ويضم الوفد العراقي أيضا 11 مسؤولا من بينهم رئيس المخابرات العراقية وممثلين عن الحزبين الكبيرين في كردستان العراق: الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بالاضافة الى مسؤولين من السفارة الأمريكية في بغداد. وتصب الزيارة التي تستمر يومين في إطار الجهود والضغوط الدولية الحثيثة للحيلولة دون قيام تركيا بحملة عسكرية تهدد بالقيام بها ضد قواعد حزب العمال الكردستاني شمالي العراق. فقبيل الزيارة بساعات قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان "تركيا تملك وحدها حق اتخاذ قرار التدخل عسكريا في شمال العراق"، ردا على ما ورد على لسان وزيرة الخارجية الامريكية التي حثت تركيا على ضبط النفس. وأضاف اردوغان ان "رايس تستطيع بالطبع ان تتمنى بألا تقوم تركيا بعملية عسكرية خارج حدودها، لكن اتخاذ قرار كهذا يعود حصرا للسلطات التركية". واعتبر اردوغان من العاصمة الرومانية بوخارست التي يزورها ان "بلاده مصممة على القيام بعملية عسكرية ضد المتمردين الاكراد عندما يفرض الوضع الميداني ذلك". من جهته، حذر الرّئيس التركي عبد الله غول من أنّ صبر بلاده "بدأ ينفد" تجاه العراق بسبب هجمات حزب العمال الكردستاني على بلاده، وجدًّد تأكيد أنقرة بأنًّها ستجتاح معاقل حزب العمّال الكردستاني وتطهِّر قواعده من المسلًّحين. ففي كلمة له أمام تجمع ضمّ ممثلي 12 دولة تقع في منطقة البحر الأسود، قال غول: "نحن نحترم وحدة العراق وتكامل وتماسك كيانه الجغرافي، لكن صبرنا أخذ ينفد ولن نُظهر تسامحا بشأن استخدام التُّراب العراقي لممارسة الأنشطة الإرهابيّة." تصريحات شديدة اللهجة وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان قد قال في تصريحات شديدة اللهجة، على غير العادة، إنه "يتعيًّن على العراقيين أن يأتوا حاملين معهم مقترحات واقعيًّة وملموسة بشأن إنهاء الأزمة، وحتًّى يكون للاجتماع أي معنى". وقال الوزير التركي: "قلنا إنًّ منع حزب العمًّال الكردستاني من استخدام التُّراب العراقي، وقطع الدعم اللوجستي عنه وحظر كافًّة أنشطته في العراق وإغلاق معسكراته كلُّها أمور مطلوبة... وقلنا أيضا إنًّه يجب اعتقال قادة الحزب وتسليمهم إلى تركيا." من جهتها، نفت حكومة كردستان العراق وجود أيًّ مكاتب لمتمردي حزب العمًّال الكردستاني في المنطقة التي تخضع لسيطرة حكومة الإقليم الذي يحظى باستقلالية شبه كاملة عن حكومة بغداد المركزيًّة. في غضون ذلك، أُعلن في واشنطن أن وزيرة الخارجية الأمريكيًّة كوندوليزا رايس تخطِّط للقيام بزيارة إلى أنقرة في الثاني من الشهر المقبل تلتقي خلالها كلاًّ من الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيِّب أردوغان في جوِّ من عدم الارتياح الأمريكي للحشود التركية على طول الحدود مع العراق. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن زيارة رايس إلى أنقرة تأتي قُبيل انعقاد مؤتمر لمناقشة الوضع في العراق ويستمر يومين. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إنّه يرى أنّ أي غارات جويًّة أو هجمات أرضيًّة من قبل أمريكا أو تركيا أو أي قوّات أخرى على المتمرِّدين الأكراد شمالي العراق هي بلا معنى ما لم تتم معرفة المزيد عن مواقع المتمرِّدين على طول الحدود. ميدانيّا، أعلنت القوًّات التركية أنًّها صدًّت هجوما كان قد شنًّه حوالي 40 مسلًّحا كرديًّا على موقع عسكريِّ تركي بالقرب من الحدود مع العراق، حيث استخدمت القوًّات التركيًّة في صدِّ الهجوم العربات المصفًّحة والمدفعيّة التي تمًّ نشرها على طول الحدود. وقال مسؤولون أتراك إنّ الهجوم، الذي شنّه المسلّحون في وقت متأخِّر ليل الأربعاء، استهدف موقعا للدرك (الشرطة العسكرية) التركية في إقليم جبال هكّاري. وأضافوا أنّ المسلّحين انسحبوا إلى داخل شمال العراق بعد اشتباكات عنيفة مع القوّات التركيّة، وقد حملوا معهم عددا غير معروف من القتلى والجرحى الذين سقطوا في الهجوم. كما قال الجيش التركي انه "قتل 30 متمردا كانوا يستعدون لشن هجوم بالقرب من الحدود مع العراق قبل ظهر الخميس".
https://telegram.me/buratha