بينما يجري طارق الهاشمي مع المسؤولين السعوديين في زيارة للرياض ، تشاورا وتعاونا وتبادل لوجهات النظر التي قليلا ماتختلف بين الرياض وجبهة التوافق التي يمثلها الهاشمي بشان الوضع السياسي والامني في العراق، قرر الهاشمي ان تسبقه تصريحاته عن الوضع العراقي الى هناك .ومن جديد عاد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ليوجه اتهاماته للحكومة وللاجهزة الامنية ، وهذه المرة بدأت يتحدث عما اسماه بتغيير الهوية العربية للعاصمة بغداد !! متهما ضلوع الاجهزة الحكومية والامنية في هذه العملية . جاء ذلك في لقاء مطول نشرته امس الاحد صحيفة عكاظ السعودية .
وتعمد الهاشمي تجاهل دور التنظيمات الارهابية وخاصة في بغداد كما هو حاصل الان في السيدية والدورة ومناطق اخرى ، رغم ان سكان هذه المناطق مازالوا مهجرين من منازلهم وتعرض العديد من ابنائهم واولياء امورهم الى القتل على يد هذه التنظيمات وخاصة مايعرف بمجلس الصحوة في منطقة الدورة الذي يحظى بدعم الحزب الاسلامي الذي يتزعمه طارق الهاشمي ودعم جبهة التوافق التي يمثلها الهاشمي ايضا . وردا على سؤال لمراسل صحيفة عكاظ قال الهاشمي :" حملة التهجير لا زالت قائمة (رغم أنها خفت) في بعض المحافظات خصوصا ديالى واجزاء من العاصمة بغداد التي تعرضت الى حملة تطهير طائفي لم يسبق لها مثيل ، وهناك مساع حثيثة حالياً انخرطت بها بعض اجهزة الدولة تستهدف تغيير الملامح العربية للعاصمة!! وقد توقف الاعتداء على المساجد بسبب تحسن الوضع الامني نسبيا ، نحن في وضع مشوب بالحذر".وطالب طارق الهاشمي ان تكون الدعوة الى تشكيل حكومة التكنوقراط شاملة لرئيس الحكومة ايضا ، أي ينبغي ان يكون رئيس الوزراء من التكنوقراط ، وبذلك فهي دعوة غير مباشرة الى تغيير رئيس الحكومة الحالي نوري المالكي فقال في هذا الشان : " ينبغي أن لا ننسى أن وزارة التكنوقراط تبدأ من رئيس وزراء يتحلى بهذه المواصفات ، ولاينبغي اقتصار ذلك على الوزراء ، واننا نؤيد تشكيل حكومة خارج اطار الاستحقاق الانتخابي اوالمحاصصة الطائفية، كما نؤيد ان يترك لرئيس الوزراء في الحكومة المقبلة الحرية لاختيار طاقم وزارته من اصحاب الخبرة والكفاءة والحس الوطني"واكد الهاشمي : لا نية لجبهة التوافق العراقية في العودة للحكومة في ظل الوضع السائد حاليا، لقد خرجت الجبهة من الحكومة لسبب ولن تعود الا بزوال ذلك السبب. هذا هو موقفنا ".وقال الهاشمي ان هناك اربعين الف معتقل في سجون الحكومة في ظروف صعبة و بعضهم تعرض الى اعتداءات جنسية !!.وكما كان من متوقعا ، فقد تناسى نائب رئيس الجمهورية كل المصائب التي سببتها السعودية والفتاوى التكفيرية التي اصدرها مشايخ الوهابية ودعوتهم لتفجير المراقد المقدسة ، واشاد بدور السعودية قائلا : المملكة العربية السعودية داعمة لوحدة واستقرار العراق وهي حريصة جدا على وضع نهاية عاجلة لمحنة العراقيين !! وتشجع جميع الأطراف على النهوض بمسؤولياتها في إطار مشروع المصالحة الوطنية ، هذا الموقف اتضح في أكثر من مناسبة وأكثر من موقف والشعب العراقي ( يقدر..)!! هذا الدور ويتفهمه جيداً ، أما في ما يتعلق بالتعاون الأمني الثنائي فإنه سائر ولكن يجب تطويره لكي يصب في صالح البلدين والشعبين الشقيقين.والمتتبع لاداء السيد نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ان نشاطاته وتحركة المكثف والواسع يهتم بالبحث عن معوقات ومعرقلات وتشوية لاداء وسمعة الحكومة وافشالها ، لذلك كان الاحرى ان ينصب هذا الجهد على تقوية الحكومة والمساعدة في تطوير سياستها وفاعليتها ، ان التشكيك والتشوية والاتهام يفسر على انه نوايا سيئة في التعامل مع الشان السياسي العراقي .
https://telegram.me/buratha