يدور حديث في الاوساط السياسية البريطانية هذه الايام ،عن تورط واسع للمرتزقة الاجانب في الشأن الداخلي العراقي وبخاصة البريطانيين منهم، بحيث باتوا يجسدون شريحة امنية غير منضبطة بضوابط الدولة ، وباتت كل شركة من شركات الامن تخطط لموظفيها وتتبنى مشاريع الحماية للشركات والشخصيات بشكل كامل بحيث لاتعتني اجراءاتها باية اجراءات امنية اوادارية لاية وزارة من الوزارات وحتى الامنية منها .
وتقول تقارير بريطانية سرية ان عدد المرتزقة من البريطانيين العاملين في العراق يبلغ اكثر حاليا اكثر من عشرين الف مرتزق من مجموع خمسة واربعين الف مرتزق يعملون في العراق باشراف شركات بريطانية واميركية وكندية ، واغلب المرتزقة البريطانيين ، كانوا من افراد القوات الملكية البريطانية ، وكانوا جنود سابقين في ال أس أي أس (القوات الجوية الخاصة) اضافة الى التوظيف المستمر للأفارقة الجنوبيين. وحسب هذه التقارير فان هذه القوة العسكرية المتدربة تدريبا متميزا وذات قدرات قتالية عالية ومعرفة تامة بفنون القتال، وتشكل قوات شبه رسمية في العراق وهناك توقعات بان اكثرهم مرتبط باجهزة الاستخبارات البريطانية العاملة في العراق ، ويمكن ان ينقادوا بعض الاحيان الى تعاليم مباشرة من هذه الاجهزة وربما تنخرط في عمليات خاصة . وكان روبرت فسك وسيفيرن كارل قد اكدا في تحقيق خاص لهما في صحيفة الاندبندت البريطانية ان المرتزقة في العراق يشكلون جيشا في المدن العراقية الكبرى، الكثير منهم هم في حقيقة الامر كانوا ضباط سابقين في الجيشين البريطاني والأميركي وظفهم الاحتلال الأنغلوأمريكي عبر عشرات الشركات الامنية في العراق لحماية شركاتها والادارات التي تدير مسؤوليات الاحتلال بخلاف دور القوات الاميركية والبريطانية في العراق .!!وحسب تقرير هذين الكاتبين فان أحد القادة البريطانيون العاملين في احدى شركات الأمن الخاصة في جنوب بغداد يقول : "ان البريطانيين يعرفون كيف يستخدمون الأسلحة وكلهم يعملون في ال أس أي أس. لكنهم الآن يركضون بالأسلحة كرعاة بقر لا أكثر. اننا دائما ما نخفي أسلحتنا لكن بعض هؤلاء يعتقدون أنهم في فيلم هوليوودي".!!ويقول " ديفيد كليردج " احد مدراء شركة " جنوشن " للامن الخاص ان الشركات الخاصة تكسب اكثر من مليار وستمائة الف دولار خلال سنة واحدة .ومعدل مايجنيه كل رجل امن من هؤلاء المرتزقة هو في حدود 80 الف دولار سنويا ، بعضم يصل ايراده السنوي الى مائة وستين الف دولار سنويا .وتقول تلك التقارير البريطانية التي يتناولها عدد من الصحفيين البريطانيين ووصلت نسخ منه الى دبلوماسيين خليجيين ، بان الحكومة البريطانية مدعوة الى التدخل المباشر في عمليات شركات الامن البريطانية والحد من انتشارها وتوسعها هناك لان ممارسات المرتزقة هناك تضر بسمعة بريطانيا التي هي بحاجة لانقاذ ماتبقى من سمعتها في العراق ، لان المواطنين العراقيين يعتبرون هؤلاء المرتزقة متورطون في دماء العراقيين حيث يسارعون في اطلاق النار من سياراتهم الرباعية الدفع على المواطنين اثناء اندفاعهم في الطرقات حيث تتحكم بهم الهستريا خوفا من تعرضهم لاطلاق النار او انفجار العبوات الناسفة في الطرقات .
https://telegram.me/buratha