يبدأ اليوم الأربعاء قادة مجموعة الثماني اجتماعاتهم السنوية في منتجع هايليغندام بألمانيا وسط حرب كلامية ساخنة بين واشنطن وموسكو، يتوقع أن تلقي بظلالها على القمة التي ستناقش عدداً من القضايا المختلفة منها برنامج إيران النووي وأزمة دارفور والاحتباس الحراري.وتنعد القمة وسط تجاذبات حادة بين الولايات المتحدة وروسيا، هي الأسوأ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.وأنتقد الرئيس الأمريكي جورج بوش، من براغ، تراجع الكرملين عن الإصلاحات الديمقراطية، إلا أنه عاد وطمأن نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن المنظومة الصاروخية الدفاعية "إجراء دفاعي بحت.. وللتصدي لتهديدات المتشددين وأنظمة مارقة."
وتأتي انتقادات بوش رداً على تهديدات بوتين بتوجيه الصواريخ الروسية نحو أوروبا، حال بناء واشنطن لنظام رادار في جمهورية التشيك ونشر عشر صواريخ اعتراضية في بولندا.وضمت الصين صوتها إلى روسيا في انتقاد المشروع الأمريكي، حمل على إثره الرئيس الأمريكي، وخلال توقفه في عاصمة جهورية التشيك الثلاثاء، على سجل الإصلاحات الديمقراطية في الدولتين، نقلاً عن الأسويتد برس.وقال بوش "روسيا تراجعت عن الإصلاحات، حيث وعدت بإشراك المواطنين في السلطة، بما أدى إلى انعكاسات سيئة على التطور الديمقراطي."وعرج بانتقاده على حكومة بكين "قادة الصين يعتقدون بإمكانية مواصلة فتح اقتصاد البلاد دون فتح النظام السياسي.. ونحن لا نوافق ذلك."وتأتي تعليقات بوش في إطار حرب كلامية متصاعدة بين الجانبين، وتخشى ألمانيا التي تستضيف قمة مجموعة الثماني، من السادس حتى الثامن من يونيو/حزيران الجاري، أن تلقي بظلالها على القمة.وتضم المجموعة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة.وتعكس الحرب الكلامية مدى تدهور العلاقات الأمريكية-الروسية، الأسوأ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والخلافات المريرة بين الجانبين حول عدد من القضايا، من بينها إقليم كوسوفو، حيث تدعم واشنطن استقلال الإقليم بينما تدعم موسكو مساعي بلغراد الرامية إلى منع الاستقلال بأي ثمن.ورفض نائب كبير الناطقين باسم الكرملين تعليقات بوش حول الديمقراطية واصفاً روسيا بأنها "دولة ديمقراطية" تتحلى بالقيم العالمية والأوروبية.وقال ديمتري بيسكوف "فيما يتعلق بتصريحاته حول الردة عن الإصلاحات الديمقراطية نحن على قناعة بأن الواقع في روسيا اليوم يشير إلى العكس."وتنعقد قمة مجموعة الثماني وسط خلاف أوروبي- أمريكي مزمن حول الاحتباس الحراي، بالرغم من التوقعات بأن يحرز الزعماء تقدماً فيما يخص الاتفاق على أهداف للتفاوض بشأن آلية تالية لبروتوكول كيوتو الذي انسحبت منه واشنطن عام 2001.كما سيناقش الزعماء عدداً من القضايا المحورية منها البرنامج النووي الإيراني والسلام في الشرق الأوسط والسودان وكوسوفو. وتهدف ألمانيا التي تستضيف القمة أيضا إلى تأمين وعود جديدة من مجموعة الثماني بشأن مساعدات التنمية وتمويل جهود مكافحة الايدز في أفريقيا.
https://telegram.me/buratha