سعت بريطانيا وفرنسا لتهدئة مخاوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال الدرع الصاروخي الأمريكي المزمع انشاؤه في أوروبا الشرقية. ودعت فرنسا في بيان لوزارة الخارجية صدر اليوم لإجراء مناقشات عميقة حول المسألة، بينما قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن الدرع مصمم لردع ما أسماها بالدول المارقة. وصعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حملته ضد الغرب قبيل بدء قمة الدول الثمانية المقرر عقدها الأربعاء المقبل في المانيا. وهدد بوتين بأن موسكو قد توجه صواريخها ضد أهداف في أوروبا إذا مضت واشنطن في خطتها الرامية إلى بناء مظلة دفاعية صاروخية وتوسيع قدراتها النووية في القارّة.
وقال بوتين "إذا تنامت القدرات النووية الأمريكية في أوروبا، فانه ستكون لنا أهداف جديدة فيها". وتابع قائلا "إن الأمر متروك للجيش الروسي لتحديد هذه الأهداف". وأضاف إن الدرع الصاروخي الأمريكي سيخل - حال انشائه - بالتوازن الاستراتيجي العالمي، وهو ما أكدت لندن وباريس أنه لن يحدث. ونفى بوتين أيضا مزاعم الولايات المتحدة بوجود تهديد من قبل كوريا الشمالية وإيران،ووصف الولايات المتحدة، في تصريح للصحفيين، بأنها أكبر من ينتهك الحقوق والحريات في العالم. واضافت الخارجية الفرنسية في بيانها إن منع انتشار الأسلحة البالستية في الشرق الأوسط مشكلة كبيرة. وتوترت العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ قرابة العام بسبب عزم الولايات المتحدة إنشاء درع صاروخي في أوروبا وبسبب قلق أعربت عنه واشنطن من مستوى الديمقراطية في روسيا بالإضافة إلى نزاع الأخيرة مع عدد من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ومن ضمنها أوكرانيا وجورجيا وإستونيا. من جانبه قال حلف شمال الاطلسي إن تصريحات بوتين "ليست مفيدة وغير مقبولة". ونقلت رويترز عن جيمس أباثوراي المتحدث باسم حلف الاطلسي قوله معلقا على تحذير بوتين من سباق تسلح جديد خلال مقابلة وزعت يوم الاحد "البلد الوحيد حسب علمي الذي يتكهن باستهداف أوروبا بالصواريخ هو روسيا الاتحادية...هذه النوعية من التعليقات ليست مفيدة وغير مقبولة." "طلب أحمق" وكان بوتين قد وصف مؤخرا طلب الحكومة البريطانية من موسكو تسليم أندريه لوجوفوي، المتهم بقتل الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو في لندن العام الماضي، بأنه "حماقة وسخف". وقال بوتين في لقاء مع صحيفة كورييرا دو لا سيرا الايطالية "إن كان الناس الذين أرسلوا إلينا بمثل هذا الطلب لا يعلمون بأن القانون الروسي يحظر تسليم مواطنين روس إلى دول أجنبية، فإن كفاءتهم مشكوك بها." وأضاف: "إن لم يكونوا يعلموا بذلك، فهذا دليل كفاءة ضعيفة...وإن كانوا يعلمون فهذا محض سياسة. وفي كلا الحالين، فالأمر سيء ودليل حماقة وسخف." وتعتبر تهديدات بوتين نقطة تحوُّل كبرى في طريقة تعامل موسكو مع القارة الأوروبية، فهي لم توجه صواريخ نحوها منذ نهاية الحرب الباردة. وكانت روسيا قد أعلنت في الاسبوع الماضي أنها اختبرت صاروخا عابرا للقارات للحفاظ على "التوازن الاستراتيجي" في العالم. مظلة صاروخية وتقول الولايات المتحدة إن المظلة الصاروخية الدفاعية بأوروبا الشرقية سوف لن تستهدف روسيا التي ترد من جانبها بأن أمنها سيتعرض للخطر. وكان بوتين أكد بأن الدرع الصاروخي الأمريكي يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح جديد، مشيرا إلى أن ذلك لو حدث فانه سيكون خطأ الأمريكيين. لقاء بوش-بوتين ، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي جورج بوش نظيره الروسي بوتين خلال قمة الثماني التي ستعقد في منتجع هيليجيندام الواقع على بعد 25 كيلومترا من مدينة روستوك. وتسعى الولايات المتحدة لاقامة قواعد لمشروع الدرع الصاروخي في كل من بولندا وجمهورية التشيك للتصدي للصورايخ التي يمكن ان تنطلق من دول معادية لها مثل ايران وكوريا الشمالية.
https://telegram.me/buratha