أكد المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، اليوم الأربعاء، أن العراق يمتلك المقومات اللازمة ليصبح أحد أبرز وجهات السياحة الثقافية والدينية في الشرق الأوسط، حيث ذكر صالح للوكالة الرسمية، إنه "رغم امتلاك العراق مخزونًا حضاريًا وسياحيًا فريدًا يشمل السياحة الدينية والثقافية والبيئية، إلا أن مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لا تتجاوز 0.5%، مقارنة بدول مثل إسبانيا حيث تقترب النسبة من 13%، إذ يشير هذا التباين إلى فجوة سياساتية واستثمارية يمكن سدّها عبر إصلاحات هيكلية مدروسة".
وأضاف أن "العراق لديه مرتكزات سياحية فريدة على صعيد العالم، أركانها سياحة دينية وآثارية وعالمية ترتبط بها جميعًا، كون النشاط السياحي لوحده يسهم بتوليد سلاسل القيمة المضافة في آن واحد، وهذا يتطلب سياسة استثمارية قوية ترفع عدد العاملين في قطاع السياحة من 100 ألف عامل حاليًا إلى 500 ألف عامل أو أكثر".
كما لفت الى أن "هذا الملف المهم يمكن تفعيله بمجرد إعادة تنظيم الاستثمار في هذا القطاع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ما يتطلب رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي من 0.5% حاليًا إلى 5% خلال سنوات الخطة الخمسية".
وكذلك بيّن، أن "ملف السياحة الثقافية والدينية يمكنه تحسين صورة العراق دوليًا بشكل أكثر جاذبية من خلال الاستثمار والترويج السياحي، والأهم هو تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط".
كما أكد أنه "يتطلب إطلاق استراتيجية وطنية ناظمة للسياحة بتخصص عالٍ بالشراكة مع القطاع الخاص والمنظمات السياحية العالمية للسنوات 2025-2035، ووفق رؤية البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء وتأكيداته الأخيرة بهذا الشأن، من دون إغفال تعديل القوانين لتشجيع الاستثمار السياحي الخاص".
وتابع، "مع إعفاءات ضريبية لمدد طويلة كما وردت في قانون الاستثمار النافذ، وتخصيص صناديق تمويل تنموية سياحية موجهة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كذلك إنشاء مناطق سياحية حرة مع تسهيلات جمركية واستثمارية واسعة ترتبط ببرامج التنمية السياحية مع العالم، والتي منها على سبيل المثال إطلاق مسار حضارات وادي الرافدين (أور وبابل ونينوى) بنظام التفويج السياحي العالمي في منتج سياحي متكامل مع العالم، وكذلك الأهوار والسياحة الدينية والثقافية”.
واختتم قوله إن "العراق يمتلك المقومات اللازمة ليصبح أحد أبرز وجهات السياحة الثقافية والدينية في الشرق الأوسط، إلا أن ذلك يتطلب البدء في سياسة واضحة، واستثمارًا استراتيجيًا في البنية التحتية والقوانين".
كما أشار إلى أن "تحويل قطاع السياحة إلى محرك تنموي حقيقي يحتاج إلى خطوات عملية فورية تبدأ من السياسات وتنتهي بالتنفيذ على الأرض وبشكل فوري".
https://telegram.me/buratha
