الصفحة الاقتصادية

العقارات تنافس الذهب..!


قاسم الغراوي ||

 

كاتب وصحافي

 

حينما تذهب إلى دول  الشرق ودول الغرب وتدرس مقارنة في اسعار العقارات ستجد ان العراق يتصدر المشهد العقاري في غلاء العقارات من جانب  وهو متسيد الفساد من جانب آخر  ويحتل مراتب  متقدمة من بين الدول ، وحسب الدراسات والاحصائيات والمعايير الدولية أصبحنا في العراق في المستويات الدنيا لكل ماهو ايجابي ونتصدر المستويات الأولى لكل ماهو سلبي . لست متشائما ولكنه الواقع للاسف.

ان ارتفاع اسعار العقارات في العراق يعود الى فشل تخطيط الحكومات المتعاقبة التي اهملت حل مشكلة السكن في العراق وما جاءت به هو مجرد حلول ترقيعية لازمة

 كبيرة تعاني منها البلاد والعباد .

 سوق العقارات لازال بمنأى عن كل الأحداث فقد شهدت ارتفاعا كبيرا خلال اخر عامين، ووصلت هذه الأسعار أحيانا إلى الضعف وتعدتها واصبحت اسعار العقارات ملفته للنظر في هذه الفترة.

لازال العراق يحتاج إلى نحو أكثر من 3 ملايين وحدة سكنية، في ظل ارتفاع مؤشر السكان، وتجمع الأسباب المؤدية إلى رفع أسعار العقارات، مثل الأزمة السكانية وقلة المجمعات السكنية.

هناك عدة أسباب رئيسية وراء ارتفاع أسعار العقارات في العراق وبالأخص في العاصمة بغداد

 أولهما : الفساد الذي أصاب مفاصل الدولة أدى إلى ظهور مافيات مالية كبيرة قامت بشراء العقارات في المناطق المعروفة والمرغوبة كالجادرية والمنصور وغيرها من المناطق .

 السبب الثاني : يعود الى ان المصارف الحكومية التي بدأت بإقراض المواطنين لشراء الدور السكنية وبمقدار 100 و150 مليون دينار وحتى في بعض الأحيان يتجاوز هذه المبالغ .

السبب الثالث : يعود الى ارتفاع معدل النمو السكاني في العراق الذي تجاوز 3 بالمئة وانشطار العوائل العراقية والبحث عن السكن آخر.

السبب الرابع : عدم إنشاء مدن جديدة والتلكؤ الحاصل في البعض منها ادى الى ارتفاع اسعار العقارات .

وما معروض من الوحدات السكنية يعتبر قليل مقارنة بالطلب الموجود ، كما ان اغلب المجمعات السكنية التي يتم إنشاؤها الآن سواء في بغداد او المحافظات تكون ذات قيمة عالية من حيث الأرض التي تكون في قلب بغداد او المدن الرئيسية مما يؤدي الى ارتفاع اسعارها.

وصار ارتفاع أسعار العقارات يدفع بالمواطنين إلى الشراء بدول الجوار فهل هذا  معقول ؟

ونلاحظ هناك اقبال كبير حاليا على الأراضي الزراعية التي تم بناؤها من قبل عدد من المستثمرين، وذلك كونها أرخص من الوحدات السكنية التي تحمل صفة "طابو سكني" ومع كون هذه الوحدات غير مرخصة للسكن من قبل الدولة الا انها اصبحت واقع حال لكثير من المواطنين وتعد حلا يلجأ اليه المواطنين الذين يفتقدون السكن  نتيجة تضخم وانشطار العوائل في مكان واحد صغير المساحة .

ويعاني العراق من أزمة خانقة في السكن بسبب تزايد عدد سكان العراق ومحدودية المجمعات السكنية إضافة إلى عدم قدرة المواطن على بناء وحدة سكنية خاصة به بسبب غلاء الأراضي والمواد الإنشائية.

شرعت حكومة السوداني بدراسة انشاء مجمعات سكنية في بغداد والفلوجة وكربلاء وبابل في محاولة لحل هذه المشكلة التي تتفاقم سنويا مع عدم معالجة الأسباب.

نؤكد على ان الحكومة مطالبة بإيجاد حلول سريعة وناجعة لمشكلة السكن المتفاقمة التي أصبحت مشكلة اخرى تواجه العراق، بالإضافة الى المشاكل الاخرى كالكهرباء والمياه التي لم تتمكن الحكومات  المتعاقبة على الدولة من حلها سواء كانت بقصد او بدون قصد

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
جبارعبدالزهرة العبودي : في سورة مريم اكد اللنه سبحانه على اهمية المراة في الحياة من خلال الحمل والاولادة ...
الموضوع :
الى جماعة الجندر: من كنوز القرآن..تكريم المرأة ..!
جبارعبدالزهرة العبودي : الذين سبقوا الامام علي ليسوا بخلفاء لانهم سرقوا الخلافة من الامام علي عليه السلام فهو القائل (زفت ...
الموضوع :
عوامل ثورة الامام الحسين ع ومعطياتها - ١٢ -غياب روح المسؤولية عند الامة 
علي علي : مقال مهم يوضح انجازات لم تكن واضحة للجميع, وفق الله الكاتب من افضل ما قرات ...
الموضوع :
ماذا قدمت حكومة السوداني ؟!
علي عزيز : السلام عليكم عزيزي ورد ذكر بني معروف تقول إن إمارة المنتفق فيهم لكن لايوجد تفاصيل تاريخه حول ...
الموضوع :
عشائر قضاء سوق الشيوخ عبر التاريخ.
ستار العابدي : مثلك أقول إن التاريخ الوارد في اخبار معركة الطف كاذب ومزور وغير قابل للتصديق فعندما تراجع كتب ...
الموضوع :
لعبة العدد في القضية الحسينة..!
جابر شاهر جعفر : احسنتم شيخنا الفاضل الماسونية و الوهابية والسياسة العلمانية السنية واعلامهم المضل اخفت حقائق الإسلام المحمدي القويم وقاموا ...
الموضوع :
من العراق الى المغرب..رسالة إلى بابا عاشوراء
Azad : وهناك خيانة يقترفها مسعود منذ عام ١٩٩٢ والى يومنا هذا حيث قد جعل من الإقليم مستعمرة تركية ...
الموضوع :
مسعود البرزاني : العميل رقم ٤١
عبدالغني مرشد الحميري : سقف الحرية والجهل كحكومة ودولة مسلمة الاسلام دين لها وكتاب الله مرجعا لها وسنة رسول الله عليه ...
الموضوع :
السيد الملحد البخيتي وآليته في الجدال ونقاط ضعفه ة(البهيمية Zoophilia) أنموذجًا
مواطن : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عجيب حين تخالف ارادة الانسان معتقده هو يرتجز باليقين انه ...
الموضوع :
لوحة الشمر بن ذي الجوشن ..  
فيسبوك