الصفحة الاقتصادية

الدولار وتجويع الشعب 


 

الدكتور ناظم الربيعي ||

 

شهدت الأسواق المحلية  ارتفاعًا جديدًا في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي إذ بلغت قيمة الدولار الواحد 1051  دينار لكل دولار بفارق واضح عن السعر المقرر من البنك المركزي وهو 1450 دينارا للدولار الواحد وسجلت قيمة الارتفاع الجديدة في بورصة بغداد للعملات الصعبة وشركات الصيرفة  في منطقتي الكفاح والحارثية ببغداد فضلا عن أربيل وفي حال استمرار الارتفاع بهذا الشكل غير المتوقع  فهذا يعني أن سعر الصرف  سيصل في قادم الايام الى 1600 دينار لكل دولار  مما يجعل الدينار العراقي ينخفض  الى اقل مستوا له منذ اربعة عشر عاما مما انعكس  بشكل سلبي على حياة المواطنين الفقراء  وربما ستعود العوائل الفقيرة  في قادم الايام الى ماعانت منه آبان النظام السابق الذي باعت فيه الغالي والنفيس حتى وصل الامر الى بيع شبابيك   البيوت  وحديد الشليمان للطوابق العلوية لمنازلها لسد رمق حياتها

واليوم ونحن نعيش عصر الديمقراطية الزائفة والاحزاب الكثيرة المتنفذة التي تقاسمت سلطة البرلمان والحكومة والتي لم نحصل منها سوى الوعود  الكاذبة  والتي لم تنفذ اي منها بل زادت  الفقراء فقرًا وتردت الاوضاع الاقتصادية بشكلٍ كبير كونها متمسكة  بالسلطة  من اجل مصالحها الخاصة  فقط اما  وعودها  فهي لذر الرماد في العيون التي تطلقها قبل الانتخابات لتضليل   الناخب البسيط بوعود عرقوبية لاتسمن ولاتغني من جوع

هذا الارتفاع غير الطبيعي بسعر صرف الدولار لم تقدم السلطات الحكومية المختصة حتى الآن أي تفسيرات له واعتقد ان من يقف خلفه هي المضاربات  داخل السوق التي يفتعلها تجار ورجال أعمال وبنوك خاصة مرتبطين  بسياسين  وجهات متنفذة  وهي من تتحكم  بالأسعار اما ذريعة الحد من تهريب العملة وتقليل مبيعات مزاد العملة للحفاظ على الاحتياط النقدي فقد اثبتت الأيام كذبها وبطلانها فقد ارتفعت مبيعات البنك المركزي من العملة الصعبة وبأرقام فاقت الارقام السابقة قبل رفع سعر صرف الدولار فقد وصلت مبيعات البنك المركزي  الى  627 مليون دولار خلال يومين فقط ارباح  مافيات العملة منها وصلت الى عشرة مليارات دينار يوميًا مما تسبب باستنزاف العملة الصعبة وتقليل احتياط البنك المركزي  من تلك العملة اضافة الى تبيض الاموال وتهريبها خارج العراق

سبب هذا الارتفاع غير المسبوق  بسعر صرف الدولار بارتفاع  حاد باسعار البضائع والمواد الغذائية وغيرها

 وتكاد تخلو الأسواق والمراكز التجارية  من المتبضعين منذ عدة أيام بسبب هذا الارتفاع الغير طبيعي  الى ارباك  السوق   مما دفع  وزارة التخطيط الى إعلان زيادة    نسبة  معدلات  الفقر في العراق التي وصلت الى  ‎%‎28بسبب الزيادة في ارتفاع الأسعار والسلع والخدمات  مع عدم وجود رقابة حكومية او معالجة حقيقية لاوضاع  السوق او وجود رقابة صارمة على   عمل المصارف الأهلية وشركات  الصيرفة التي تتلاعب بالأسعار حسب مصلحتها دون أي رقابة أو محاسبة لانها تابعة لجهات سياسية واحزاب متنفذة  لها اجنداتها المعروفة خصوصًا ونحن على ابواب  الانتخابات المبكرة التي تحتاج لمبالغ طائلة تصرف كدعاية انتخابية وشراء اصوات   الناخبين وذمم بعض الفاسدين هذه الاسباب هي من تدفع تلك الشخصيات المتنفذة الى زيادة سعر صرف الدولار ولذلك فإن هذا الارتفاع غير المبرر الذي تزامن مع ارتفاع سعر برميل النفط الى 72 دولار سيدفع الشارع العراقي الى الانفجار  من جديد بوجه الحكومة وكل الطبقة السياسية بسبب ما يمر به الموطنين من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية وهو  ما يؤدي الى  كوارث إنسانية واقتصادية على المجتمع العراقي برمته خصوصاً مع ارتفاع نسبة الفقر وزيادة نسبة  العاطلين عن العمل بنسب كبيرة خصوصًا

و ان الوضع الاقتصادي  الحالي  لا يسمح باستمرار ارتفاع سعر صرف الدولار بهذا الشكل الخطير والمتسارع   والتي  ستكون له تداعيات كبيرة وخطيرة منها عودة  التظاهرات الشعبية و زيادة نسب الجرائم في المجتمع العراقي بعد تفشي الفقر والبطالة بين صفوف الشباب مع  عدم توفر فرص العمل في القطاعين  الحكومي والخاص اضافة الى ان مبيعات الدولار في مزاد العملة لم تتناقص  كما تدعي الحكومة بل زادت عن  السابق وبارقام مخيفة  وبالتالي زادت نسبة الفقر والفقراء  من ذوي الدخل المحدود من شريحة  الموظفين والمتقاعدينوالعاملين في القطاع الخاص وذلك لتراجع دخلهم  الشهري نتيجة تغير سعر صرف الدولار وتدني قيمة الدينار  من جهة ومن جهة أخرى ارتفاع أسعار المواد والبضائع والأدوية والسلع الأساسية في الأسواق المحلية

فهل يعي من يقف وراء ارتفاع سعر صرف الدولار خصوصا الحكومة وتجار الازمات من السياسين واصحاب المصارف والصيرفات خطورة ما فعلوه  من زيادة سعر صرف الدولار الذي اصبح سيفًا مسلطًا على رقاب الفقراء ذبحهم من الوريد الى الوريد وزادهم فقرًا بقصد اذلالهم وتجويعهم ام أن هناك حلول سريعة وعاجلة ستتخذها الحكومة  لإنقاذ المواطنين والبلد من مستقبل  مجهول قبل فوات الأوان

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك