الصفحة الاقتصادية

اقتصاد الطماطم ..!


 

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

حال الطماطم عندنا،  يختلف كثيرا عن حالها في باقي البلدان، فهي عند غيرنا، ليس سوى نوع من انواع الخضرة، وان كان لونها احمرا، وبعض المجتمعات تحسبها على فصيلة الفواكه، لطراوتها وجمال شكلها، وتعدد استخداماتها..

اما عندنا ، فأمرها عجيب، فمرة نجدها اميرة، وتارة نجدها مهانة ذليلة، لا تحظى باي اهتمام، فتُرمى في الطرقات، ومرة  تُعدّ مؤشرا حساسا لقياس النجاح او الاخفاق في السياسات الاقتصادية والاستثمارية للحكومة!، او معيارا لحساب معدلات الفقر ، وان غيابها يعني المزيد من الفقراء في البلاد !..

ومما لاشك فيه، ان حضور وغياب الطماطم مرتبط بظروفها هي، فكما هو معلوم، انها تُزرع لدينا في العراق، بموسمين، الشتوي(المغطاة) والصيفي، ولذلك فمن الطبيعي جدا ان تشهد الاسواق، وفرة بالطماطم، عندما يحل الموسم، شتويا كان ام صيفيا، فتنخفض اسعارها الى ادنى مستوى لها، ليصبح سعر الكليو بمئة دينار او اقل ، ..ولكن، خلال المرحلة الانتقالية بين الموسمين، تعاني  الاسواق من ندرتها، فترتفع الاسعار ويقل الاقبال، وهنا ليس امام وزارة الزراعة، سوى السماح بالاستيراد، لسد الحاجة المحلية، لان الطماطم ، هي الاكثر طلبا من قبل المستهلكين، وهذا  اجراء سليم، تلجأ اليه الكثير من بلدان العالم. ولا يمثل تقاطعا مع ما اعلنته الوزارة في شهر شباط الماضي بمنع الاستيراد بسبب وفرة الانتاج، لتعود بعد ثلاثة اشهر، وهي مدة الموسم، للسماح باستيراد ٥٠ الف طن، لسد الحاجة، لحين حلول الموسم الصيفي، وسنشهد عندها "طماطة" عراقية من محافظات مختلفة، بنوعيات جيدة، ولكن باسعار رديئة كالعادة، وهنا مربط الفرس، وبيت القصيد.

ان وفرة الانتاج سواء من الطماطم او غيرها، يتطلب منا ايجاد خطة واضحة المعالم، للاستفادة من هذه الوفرة لتغطية فترة الندرة، وهذا يستدعي بطبيعة الحال، بناء مخازن عملاقة، بمواصفات جيدة، لخزن الكميات الفائضة من المحصول، وهي كميات هائلة جدا، وهنا نكون قد حققنا عدة اهداف، اولها ان الاسواق لن تشهد شحاً في المنتوج، لان المخزون المتوفر يسد الحاجة،  وثانيها، المحافظة على الاسعار من التدني، وهنا ستكون الزراعة مجدية ومشجعة للفلاح، وثالثها، المحافظة على اموالنا من الخروج الى بلدان اخرى، فنستفيد منها في دعم الزراعة، ورابعها، حماية المنتج المحلي ورفع قدرته على المنافسة امام المنتج المستورد، وخامسها، تطوير الصناعة التحويلية للمنتجات الغذائية، وفي مقدمتها صناعة المعجون، وسادسها، سنخطو  خطوة مهمة نحو تحقيق الامن الغذائي، وسابعها، توليد المزيد من فرص العمل، ولا اعتقد ان بناء مخازن مبردة وعملاقة، بالامر الصعب، ويمكن للقطاع الخاص العراقي ان يتولى مثل هذه المهمة، بمساعدة من الجهات الحكومية المعنية..

هي خطوة بسيطة ولكن النتائج المتوخاة منها ذات اثر اقتصادي وتنموي كبير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك