المقالات

المجلس الأعلى ووضوح الرؤية السياسية


خالد عبد الله الجبوري

واحدة من أهم الظواهر في اغلب الأحزاب والتنظيمات الحزبية في جميع الديمقراطيات في العالم هي الانقسام والانشقاق حيث نجد إن أغلبية الأحزاب الموجودة في الساحة السياسية العالمية ناتجة من حالة انقسام أو انشطار وهذا الحال بالطبع كان ملازماً للأحزاب والحركات السياسية العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية وانطلاق العمل الحزبي فيها وامتد هذا الحال في أيام مقارعة النظام الدكتاتوري المقبور حيث شملت الانقسامات الأحزاب الدينية والعلمانية اليسارية واليمنية وحتى الأحزاب المشكلة على أسس عرقية. واستمرت حالة الانشقاقات والانقسامات في الأحزاب والجهات والكتل السياسية في العراق الجديد بعد تحريره من الدكتاتورية ليتحول الحزب الواحد في بداية العملية السياسية إلى مجموعة من الأحزاب في الوقت الراهن ولكن الأمر المعروف للجميع هو إن المجلس الأعلى انفرد بخصوصيته مهمة ومنذ تأسيسه في بداية ثمانينات القرن الماضي بوحدة عالية في صفوف تنظيمات منذ أيام الجهاد ومعارضة الطاغية المقبور وفي عملية بناء العراق الجديد وفي جميع مراحل العملية السياسية سعى المجلس الأعلى إلى تشكيل ائتلافات تجمع اكبر عدد من المكونات الحزبية الشريكة في العملية السياسية لأنه يؤمن بالعمل الجماعي لخدمة الوطن وحتى الانتخابات التي كان من الممكن إن يدخلها المجلس الأعلى بمفرده ويحقق فيها نتائج كبيرة اعتماداً على تاريخه وسمعته السياسية نرى إن المجلس كان حريصاً على إشراك الجميع بغض النظر عن حجم قاعدتهم الجماهيرية ما داوموا ملتزمين بالثوابت الوطنية.وفي الانتخابات الاخيرة ومع نجاح المجلس بتشكيل أوسع واكبر ائتلاف سياسي للدخول في الانتخابات البرلمانية فانه ترك الباب مفتوحاً للآخرين للدخول في الائتلاف في بادرة تنم عن روح الوطنية العالي لديه ولان يؤمن بالوحدة الوطنية قلباً وقالبا وتحجج الاخرون بحجج وذرائع غير حقيقية وكان السبب الحقيقي هو الاصرار على الاستحواذ على منصب رئيس الوزراء لاسم معين رغم العلم باعتراض الشركاء الاخرين وتحفظهم بل رفضهم له.وظهرت نتائج الانتخابات وايقن الاخرون انهم اخطئوا بالابتعاد وبينت لهم الايام صوابية موقف المجلس الاعلى ولكنهم استمروا بالتعنت والتشبث بالمنصب الكبير لشخص لايحقق القبول الوطني وهم بهذا يهددون وحدة الصف من جديد وهم اليوم يخاطرون بضياع الفرصة على الجميع فقد تذهب فرصة تشكيل الحكومة ليس منهم فقط وانما من التحالف الوطني ككل .

خالد عبد الله الجبوري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك