المقالات

أطباء .. صنع في الصين !!


صفاء الربيعي

بنايات آيلة للسقوط بنيت في احياء بغداد القديمة ، تشكلت على جدرانها زخارف كبيرة وعريضة ولكنها ليست من عمل فنان بارع بل نتيجة الشقوق التي اتسمت بها الجدران ، سلالم ضيقة تكاد بالمرة ان تكفي لشخص واحد اشبه بالمهدمة تعلوها طبقات من التراب والاوساخ ، اعقاب السكائر والاوراق الوسخة مرمية على السلالم والارض ، رائحة تزكم الانوف تشمها عند مدخل البنايات ، مكان قذر تسرح وتمرح فيه الحشرات لاتوجد فيها تهوية صحية والمكان تملأه رائحة التعرق لعدم وجود مبردات او مراوح للجالسين في غرفها ، مرتاديها من الناس المرضى الذين لاحول ولاقوة لهم .هذه البنايات وغيرها من هي اسوء منها يقطنها الكثير من الاطباء الذين ينصحون الناس وبالاخص المرضى بالوقاية الصحية والالتزام بها في حين يقطنون في مناطق موبوءة صحيا.والمثل القائل (طبيب يعالج الناس وهو عليل) ، المشكلة لازالت قائمة حيث لا رادع ولا مراقب من قبل نقابة الاطباء او وزارة الصحة بايجاد اماكن تتسم بالصحة العامة لعيادات الاطباء او على اقل تقدير محاسبتهم او وضع شروط صحية لفتح العيادات .بعض هؤلاء الاطباء خرج من لباس الانسانية وارتدى زي التجارة واضعاً الخدمة الانسانية التي تتميز بها المهنة لانقاذ البشرية خارج اسوار عقله وضميره،همه الوحيد هو كيف الحصول على الدنانير ، والبعض الاخر امتهن الطب على اساس انه جملة (مثل علاوي جميلة) حيث يدخل اليه خمسة او عشرة مرضى ويكشف عليهم بالجملة منبهاً اياهم ان لا تأخذوا الدواء الا من الصيدلية الفلانية والسونار من فلان والاشعة من علاّن في حين يفرض عليك السيد السكرتير الاكرامية او (الخاوة) لكي تدخل على طبيب الزمان ، اما اذا كان تسلسلك في ذيل قائمة الحجوزات فما عليك الا ان تدفع كشفيتين واحدة للسكرتير والاخرى للطبيب .المشكلة والعلة التي تواجه الكثير من المرضى هو عدم مصداقية بعض الاطباء واعطائهم ادوية لا تنسجم مع امراضهم لان عيونهم لا ترى المريض بل يتخيلون ان الواقف امامهم كتلة من الاموال التي يجب وبأي طريقة الحصول والنيل على اكبر قدر ممكن منها ، فالمستشفيات الاهلية لا تجري العمليات الا بالملايين واجور كشفية الاطباء وصلت الى 25 الف دينار واذا طلب منك اجراء اشعة وتحاليل وسونار ومفراس ورنين فعليك ان تهيأ عدة ملايين لغرض انجاز المطلوب .المضحك والمبكي هو ان بعض الاطباء لا يرجعون اي مريض فالمختص بالامراض الصدرية يعالج المصابين بامراض الجهاز الهضمي والكبد والبنكرياس وغيرها لان المهم والاهم هو (القبض على الكشفية) مثل التجار المستوردين من الصين الشعبية حيث ان الاخيرة لا ترد ولا ترجع اي بائع ، المهم هو كيف تسوق منتوجاتها رديئة كانت ام جيدة ؟ وهكذا امتهن بعض هؤلاء الاطباء تجارة الصين وليس بعيداً ان يتنافسوا على التجارة الرابحة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك