المقالات

حكومة تصريف اعمال


احمد عبد الرحمن

من حق أي مواطن عراقي، بأي موقع كان ان يتساءل عن دستورية قدر غير قليل من الاجراءات التنفيذية التي تقوم بها الحكومة الحالية، التي هي في واقع الامر اصبحت منذ السادس عشر من شهر اذار-مارس الماضي حكومة تصريف اعمال، واذا جادل البعض انطلاقا من زاوية ان العمر الدستوري للحكومة لم يكتمل الا في العشرين من شهر ايار-مايو الماضي، وسلمنا بذلك، فأن النتيجة واحدة ، وهي ان الحكومة الحالية لاتتعدى كونها حكومة تصريف اعمال وهي فاقدة لمجمل صلاحياتها الدستورية، ولايجوز لها ان تتصرف كيفما تشاء بنفس السياقات التي كانت تعمل بها في فترتها الدستورية.ولاشك ان مطالبات جهات سياسية لمجلس النواب الجديد بمتابعة وتدقيق كافة الاوامر الادارية واوامر التعيين الصادرة عن الحكومة خلال الشهور القلائل الماضية، تبدو على قدر كبير من الاهمية والموضوعية.فهناك الان خللا مزدوجا يمكن ان تترتب عليه تبعات واثار خطيرة، تهدد بنية وجوهر النظام الديمقراطي، وهذا الخلل يتمثل في ان الحكومة الحالية تتصرف بأعتبارها كاملة الصلاحيات، وذلك يتجلى بوضوح من خلال مظاهر متعددة لايعجز المراقب عن تشخيصها والتأشير عليها، والانكى من ذلك غياب السلطة الرقابية المتمثلة بالبرلمان المعطل بسبب التجاذبات والخلافات السياسية الناتجة عن تغليب المصالح والحسابات الضيقة والخاصة على المصالح الوطنية العامة.واذا كانت هناك معوقات ومصاعب وعراقيل تمنع تشكيل الحكومة الجديدة خلال وقت قصير، فمالذي يمنع مجلس النواب الجديد من عقد جلساته والاضطلاع بمهامه ومسؤولياته الرقابية على الحكومة الحالية بمختلف مفاصلها، ووضع اليد على تجاوزاتها واستغلالها للاوضاع الاستثنائية والفراغات الدستورية.ولعل امام مجلس النواب الجديد مهام ومسؤوليات كبرى، تتطلب اول ماتتطلبه عدم تسييس وظائفه وتجنب اخضاعها للاجندات السياسية الحزبية والمساومات التي تنعكس كل اثارها السلبية على ابناء الشعب العراقي، كما حصل مع البرلمان السابق.ومن غير المعقول ولا المقبول بتاتا ان يعطل البرلمان لاسابيع وشهور بسبب الجمود السياسي، بينما من المفترض ان تكون مهمته اليوم كسر ذلك الجمود، ووضع حد لتجاوزات الاجهزة والمؤسسات التنفيذية، وكذلك فتح كافة ملفات الاربعة اعوام الماضية، وتسمية الاشياء بمسمياتها بعيدا عن منهج المجاملات والمراعاة على حساب مصالح الشعب والوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جحا
2010-07-25
في احيان كثيرة الاحظ عدد القراء,فمن كان حظه قليلا أتعاطف معه وافتح صفحته دون أن أٌقرأها لزيادة العداد.تشجيعا لبعض الفاشلين علهم يتعلمون او يتجاوزون فشلهم في مرات لاحقة.لكنك للاسف ممن (ما بيهم جاره).
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك