المقالات

الثوابت والتهافت


ميثم الثوري

يبدو ان مسألة الثوابت والاخلاقيات لدى بعض السياسيين هي مجرد شعارات ولافتات لتحقيق اغراض استقطابية وانتخابية وهي في الحقيقة ثوابت تابعة للمصالح الحزبية والفئوية فمتى ما حققت الاهداف السياسية المرسومة والمفترضة فهي ثوابت والا فهي متغيرات لا تحظى بادنى اهتمام تلك الجهات السياسية.وشعبنا بدأ يعي مسؤوليته ازاء هذه الشعارات التي فضحت اصحابها والتي كانت من اجل حصد المزيد من الاصوات والوصول الى امتيازات السلطة خاصة ان بعضها قد استهوى طبيعة الشارع وانفعالاته وانسجمت من تراكمات التعبئة التوعوية للنظام السابق ضد الاخرين كالكراهية للكرد ودولة الكويت والعداء للجمهورية الاسلامية او الحساسية من الاسلاميين ممن واجهوا النظام البائد.حاول هؤلاء وضع مجسات للتأشير على رغبات ونزعات الشارع والانطلاق من خلالها للوصول الى الغايات السلطوية ولما تحقق لهم المزيد من المكاسب على مستوى الانتخابات والاصوات وبدأت مرحلة استلام السلطة وفق التحالفات والمفاوضات شعروا بانهم بحاجة الى ستمالة هذه الجهات السياسية بعد ان انتهى دور صناديق الانتخابات واصوات الناخبين فتنصلوا وتخلوا عن كل ما قطعوه لناخبيهم وجماهيرهم وسحقوا الثوابت بنعال المصالح السياسية وبدأوا بالتقارب من الجهات السياسية ومحاولة ارضائها في مواقف كانت مرفوضة في خطابهم السابق لانها تنسجم مع متطلبات الحملة الانتخابية ولعل مسألة كركوك وغيرها كانت ملفات صالحة للاستهلاك المحلي وتعبئة الرأي العام واستقطاب الناخبين بينما لما اصبح الوصول الى الحكومة من جديد فتغير الخطاب وفق بوصلة الخطاب المؤدي الى طريق الحكومة والحصول عليها.التهافت على السلطة والتخلي عن الثوابت يؤشر على قناعات خطيرة في العراق الجديد واستعارة الممارسة الميكافيلية في مقولة الغاية تبرر الوسيلة والتخلي عن الثوابت والاخلاقيات من اجل الوصول الى السلطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك