المقالات

ماذا يجري في التحالف الوطني ؟


قلم : سامي جواد كاظم

التحالف الوطني جاء ترجمة للفقرة 76 من الدستور حتى تكون الكتلة الاكبر وبذلك حجزت منصب رئيس الوزراء مستبعدة العراقية من هذا المنصب فقط اما ابعادها من تشكيل الحكومة فهذا امر لا يقدر عليه اي كتلة في البرلمان لا التحالف جمعا او فردا ولا العراقية ولا الكردية فالكل سيشارك في تشكيل الحكومة .بعد ما اعلن التحالف الوطني بدأت تجاذبات قوية ساعد على تشويه الصورة وللاسف اقول بعض وسائل الاعلام المتعاطفة مع هذه الكتلة او تلك مما ولد راي لدى الشارع العراقي بان الكل يبحث عن مصلحته والحقيقة ان سبب ما يجري في التحالف هو الاتي :عندما تشكلت الكتلة 555 الائتلاف الوطني في الانتخابات السابقة وكانت طريقة الانتخابات هي القوائم المغلقة ، فقد شرعت هذه الكتلة نظام داخلي لها وقسمت المقاعد فيما بينها وحصة الوزارات المهمة وعلى راسها منصب رئيس الوزراء ، بعض هذه التقسيمات الوزارية تتناوب في الدورة الانتخابية التي تعقبها .جاءت انتخابات مجالس المحافظات لتعطي صورة مخالفة كليا عن تقسيم المقاعد التي قسمتها الكتلة 555 فهنالك من اخذ اكثر من استحقاقه وهنالك من اخذ اقل من استحقاقه ، بعد هذه الانتخابات بدأت بوادر الانقسامات لا سيما حزب الدعوة المتمثل بالمالكي بعد ان اكتسح اغلب محافظات العراق وهذا مما اعطاه زخم وثقة بالنفس لان ينفرد بكتلته او يعدل الاتفاق الذي ابرم في الكتلة 555 وكانت المشاورات بينهم قبل الانتخابات اي بين دولة القانون والائتلاف الوطني هو بهذا الخصوص على اعتبار ان تقسيم المقاعد والوزارات يجب اعادة النظر فيها وعندما لم يتوصلوا الى اتفاق تركوا الوضع على ما هو عليه بانتظار نتائج الانتخابات التي جرت في السابع من اذار .وجاءت الانتخابات صورة طبق الاصل مما كانت عليها في انتخابات مجالس المحافظات باستثناء العراقية التي يرافق نتيجتها الشك وبعد تقديم الطعون من قبل القانون واقتناع المحكمة بضرورة اعادة العد والفرز اليدوي لمحافظة بغداد ظهرت ان النتائج لا تؤثر على الترتيب العام وبعيدا عن كيفية اعادة العد والفرز اصبح واقع حال التعامل مع العراقية باعتبارها فازت بـ 91 مقعد .هنا جاء التحالف الوطني ضرورة للاستحواذ على منصب رئيس الوزراء وهذا ما اعلن عنه ابتداء ولكن بقيت التفاصيل على من هو رئيس الوزراء ؟السبب الجوهري والرئيسي لهذا الخلاف هو الصلاحيات الممنوحة لرئيس الوزراء وهذه التي بدأت الكتل الفائزة تعمل على التلاعب ببعض فقرات الدستور لتقسيم الصلاحيات بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية حتى يرضي احدهم الاخر ويتم الاتفاق بينهم سواء اطراف التحالف فيما بينهم او القانون والعراقية .المالكي ينظر الى عدد الناخبين الذين انتخبوه وهم في الحقيقة الورقة الضاغطة بيد المالكي على اعتبار المنهج الديمقراطي حيث ان اقرب منافسيه لم يستطع الحصول على نصف اصواته ومن هذا المنطلق لا يعد باللائق ان يفرض عليه شروط من قبل من لم يحصل على 20% من اصواته .وفي نفس الوقت لم تكن كل قرارات المالكي في الحكومة سليمة فقد رافقتها كثير من الاخطاء وهذه الاخطاء يتحملها الكل ولكن المهم سبب رفض المالكي ليس الاخطاء التي وقعت بها حكومته لان الاخطاء اصلا يتحملها الكتل والاحزاب التي اخطأ فيها وزرائهم ، المهم هنا هو مدى تقبل الشارع العراقي لحزب الدعوة ؟ هذا هو مفترق الطرق هذا ناهيك عن بعض تصرفات ممن هم على حزب الدعوة التي اثارت امتعاض الشارع العراقي منهم ، وفي نفس الوقت فان المالكي لا يستطيع ترك حزب الدعوة لانه اصلا بعد التفاف الكتل على ابراهيم الجعفري في الدورة السابقة تم اختيار المالكي لانه من حزب الدعوة .هنا المشكلة الرئيسية اما تجريد رئيس الوزراء من صلاحياته او تنازل المالكي من منصبه وبالمقابل يعتبر المالكي هو الفائز الاول في العراق بعدد الاصوات التي نالها ، هذه المعادلة صعبة ، ديمقراطيا المالكي يستحقها ، حزبيا حزب الدعوة غير مرغوب فيه في الشارع العراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو موسى
2010-07-20
استاذنا الفاضل سامي لا احد ينكر مكانة المالكي عند شريحة كبيرة من المجتمع العراقي ولكن هذه الشريحة كم تمثل بالمجتمع العراقي؟ نصف المجتمع؟؟ ثلث المجتمع؟؟ وبالتالي فعدد الاصوات نعم له دلالة داخل الكتلة وهذا لا يختلف عليه اثنان ولكن يكون له دلالة خارج الكتلة لو كانت الكتلة حصدت النصف زائد واحد. تحياتي
سامي جواد كاظم
2010-07-20
لان نظام الكتل نظام فاشل ولم يعمل به الا العراق ولبنان وفلسطين اما بقية الدول فانها تعتمد نظام الانتخاب الفردي ومهما يكن فان عدد الاصوات للفرد الواحد دليل مكانته بين الشعب ، ولو ان الحبوبي نزل بقائمة وليس بفرد لاكتسح كل المقاعد حسب نظام الكتل نظام الفشل
ابو موسى
2010-07-20
الاستاذ علي لا احد يحارب توجه الشارع العراقي ولكن حين تحسب لا تحسب عدد اصوات المالكي بل احسب نسبة مقاعد كتله قياساً بالبرلمان ككل لتعرف رأي الشارع العراقي ولا معنى لعدد اصوات الفرد الواحد تحياتي
صباح الرسام
2010-07-19
الانتخابات البرلمانية ليس لها علاقة بكثرة اصوات الشخص وانما لكثرة المقاعد البرلمانية . مثل انتخابات مجالس المحافظات التي فاز بها يوسف الحبوبي في محافظة كربلاء ونفس حزب الدعوة قالوا ان النظام لاعلاقة له بكثرة الاصوات التي حصل عليها وانما بعدد المقاعد
علي
2010-07-19
هذا كلام معقول وان كانت هناك امور كثيرة معقدة غير معروفة للشارع العراقي. بالنسبة الى ابوموسى يسأل عن النظام برلماني لو رئاسي ؟ نعم هو نظام برلماني وليس رئاسي لكن ايضاً هناك راي للشارع العراق والا ما معنى الانتخابات؟ وهل يعقل ان يخرج الناس لتنتخب شخص ليحصد اكثر الاصوات لقناعة ما وناتي نحن ونحارب هذا التوجه ؟ اذن ما جدوى الانتخابات بعد ذلك ؟وهل سخرج الناس بعدها للانتخابات ؟ احذروا فهذا بيت القصيد الذي يريده العدو...
ابو موسى
2010-07-19
هي انتخابات برلمانية لو انخابات رئاسية؟ الي يحصل مليون واللي يحصل 30 الف بالنظام البرلماني نفس الشيء واذا تحسب عدد الاصوات اللي المالكي حصلها خلي اللي صعدوا بعدد اصواته يتركون البرلمان ب 89 مقعد مقابل 91 للعراقية فقد المالكي كل ورقة ضغط مميزة والا الشارع العراقي لا يقيم له وزناً احد على الاقل حسب ما هم ظاهر للعيان والله اعلم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك