احمد عبد الرحمن
اذا لم نذهب بعيدا، ونراجع سريعا مرحلة الشهور الاربعة الاخيرة التي اعقبت الانتخابات البرلمانية العراقية، وماحفلت به من مواقف وتوجهات واراء واطروحات، نجد ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ربما كان الكيان السياسي الوحيد الذي قرأ وقائع ومعطيات المشهد السياسي في العراق قراءة موضوعية وهادئة وعقلانية بمنأى عن الانفعال والتشنج والاحتقان، واسقاطات المواقف السابقة.منذ البداية وقبل ان تتضح صورة مشهد مابعد الانتخابات، اكد المجلس الاعلى، سواء على لسان رئيسه سماحة السيد عمار الحكيم، او على لسان كبار قياداته ورموزه على جملة ثوابت ومباديء ومتبنيات وطنية، واعتبر ان نجاح المشروع الوطني، والتقدم بالعملية السياسية في البلاد لايمكن له ان يتحقق من دون الالتزام بتلك الثوابت والمباديء والمتبنيات، والتي من بينها، مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية في ادارة شؤون البلاد وتجنب اقصاء أي كيان سياسي، لاسيما الكيانات المتصدرة في انتخابات السابع من اذار -مارس الماضي، ومن بينها ايضا تشكيل حكومة خدمة وطنية، تضع على رأس اولوياتها تقديم افضل الخدمات للمواطن العراقي والعمل على انتشاله من الواقع المزري الذي يرزح تحت وطأته، منذ زمن طويل، ومن تلك المتبنيات جلوس الجميع حول طاولة مستديرة وطرح الامور بكل وضوح والتوجه الجاد الى معالجة الاشكاليات وتجسير الخلافات، وتقديم المصالح الوطنية العامة على المصالح الفئوية الخاصة، من خلال اتخاذ مواقف مرنة وترك منهج التشدد والتصلب والتشبث بسقوف عالية للمطاليب والشروط دون النظر الى تعقيدات وحقائق الواقع القائم.وبعدما اثبتت الوقائع والاحداث صواب وصحة رؤى المجلس الاعلى، راحت بعض الاطراف التي كانت توجه سهام نقدها اليه وتعيب عليه نهجه السياسي، راحت تتبنى ذات المواقف والتوجهات، واكثر من ذلك تزايد عليه.ولم تكن مجمل ثوابت ومتبنيات مواقف المجلس الاعلى مستندة على حسابات الربح والخسارة، ومحكومة بما افرزته الانتخابات من نتائج، وانما انطلقت في كل الظروف والاحوال من تقدير دقيق وصائب للمصالح الوطنية، وشعور عميق بأهمية بمعالجة واصلاح ماحفلت به المرحلة-والمراحل-السابقة من اخطاء وسلبيات انعكست اثارها السلبية على المواطن العراقي.
https://telegram.me/buratha
