صباح الرسام
السياسة يجب فصلها عن الدين او الدين افيون الشعوب هذه العبارات نسمعها كثيراً من بعض الذين يدعون انهم ديمقراطيين زوراً وبهتانا , باطلاق هذه العبارات هم يدينون انفسهم من حيث لايعلمون لان الديمقراطية اشراك الجميع ولا فرق بين ابناء الوطن مهما كان عرقه واتجاهه وقوميته واختصاصه واكثر الدول السباقة ديمقراطياً فيها احزاب دينية ولا يعيب عليها احداً وكانما الاحزاب الدينية مقتصرة على العراق فقط . ورجل الدين هو اختصاص علمي حاله حال المهندس والطبيب وماشابه ذلك الفرق بالاختصاص لماذا لايبعدون الطبيب او المهندس او الاكاديمي وغيره عن السياسة , ولماذا لايتطرقون للقوميين او الديانات الاخرى الموجودة بالعملية السياسية . واحب ان اُذكر المطالبين بابعاد الدين عن السياسة مواقف علماء الدين في النجف الاشرف أي المراجع العظام وفي مقدمتهم السيد السيستاني حفظهم الله لولا وجود علماء الدين هل وجدت الديمقراطية في العراق وهل نسوا دورهم في اخماد نار الفتنة الطائفية وهل نسوا طاعة رجل الدين السياسي لتوجيهات المرجعية التي يشهد لها الجميع وكيف كان رجل الدين السياسي يدعوا الى ضبط النفس والالتزام باوامر المرجعية الرشيدة وهل هناك تضحية مثل تضحية رجل الدين زمن الطاغية وبعد 2003 واقصد رجل الدين الملتزم بتوجيهات المرجعية , ولا اريد ان اذكر كيف كان حكم رسول الله (ص) الذي يعتبر افضل حكم بتاريخ الانسانية هل كان يفصل بين الدين والسياسة , ما الضير من وجود رجل الدين اذا كان منفتح على الاخر وملتزماً بالدستور الذي لولا وجود رجال الدين السياسيين لما كتب هذا الدستور الذي يعتبر افضل دستور في المنطقة لانه يكفل الحريات السياسية والدينية والفكرية والشخصية ويرفض التمييز بين المواطنيين وقد اشاد به العلمانيين والليبراليين والقوميين وهل هناك حزب علماني اوليبرالي التزم بمواد الدستور مثلما التزم به رجل الدين السياسي . للعلم رئيس لجنة صياغة الدستور الدكتور الشيخ همام حمودي وهو رجل دين سياسي وينتمي لحزب ديني وحائز على شهادات في علم النفس والاقتصاد والفلسفة والفقه والكل يشيدون بحنكته السياسية والكل يشهد بتمسك تيار شهيد المحراب بمواد الدستور واغلب قادته رجال دين وبالمقابل نرى مخالفة المواد الدستورية من مخالفيهم . لااعرف سبب الحقد على رجل الدين السياسي هل اجبر الناس على الصوم والصلاة هل منع العلماني او الليبرالي من مزاولة العمل السياسي ؟ وقد رأينا ان رجل الدين السياسي منفتح على الاخر ومتمسك بالدستور الذي صوت له الشعب العراقي وكان مطالباً بحقوق الشعب المظلوم ومحارباً للفساد اكثر من غيره ووجدنا حضور رجل الدين بالبرلمان اكثر من غيره . ولم نرى رجل دين رئيساً للوزراء او وزير او مدير لانهم يرفضون ان يتقلدوا مناصب تنفيذية ويقتصر دورهم على التشريع وهو مقعد برلماني او توجيهي خارج البرلمان ان المشكلة ليست وليدة اليوم وانما هو الحقد على العمامة لا اكثر ولااقل لانها تملك رصيد شعبي واسع وتسطيع ان تحرك الشارع العراقي .
https://telegram.me/buratha
