بقلم: عمار احمد
هناك في عالم السياسة اسرار وخفايا لاتظهر في وقتها بل بعد وقت قصير او طويل، او قد لاتظهر كاملة ودقيقة، او قد لاتظهر بصورتها الحقيقية.وهذا ينطبق بالكامل على السياسة العراقية في هذه المرحلة بالذات ، التي تحفل بالكثير من المساومات والصفقات والتنازلات والعروض.والنقطة الايجابية في النظام الديمقراطي المتعدد الاحزاب والذي يتوفر على مقدار كبير من حرية التعبير والممارسة لايمكن للاسرار ان تظل حبيسة الغرف المغلقة والادراج المقفلة ، ومن بين ماتسرب اخيرا من لقاءات رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية اياد علاوي، هو ان المالكي وبعد نقاشات طويلة اعلن استعداده للتخلي عن منصب رئاسة الوزراء لعلاوي مقابل مطلبين او شرطين:الاول:عدم فتح الملفات المتعلقة بالكثير من جوانب الانفاق الحكومي التي تحوم حولها الشكوك، وهي ملفات امنية واقتصادية وتجارية واستثمارية.الثاني: الابقاء على اصحاب المناصب والدرجات الخاصة الذين تم تعيينهم من قبل المالكي ، واغلبهم منتمين الى حزب الدعوة الاسلامية او محسوبين عليه.وتؤكد المصادر المقربة والمطلعة على تفاصيل مادار في الاجتماعات بين علاوي والمالكي ان علاوي رفض رفضا قاطعا هذين الشرطين.وقال اذا لم نفتح ملفات ولم نغير اشخاص مالذي سوف نفعله اذن؟.وتقول المصادر ان واحدا من ابرز اسباب تشبث المالكي برئاسة الوزراء هو التغطية على الفساد الاداري والمالي الذي نخر جسد كيان الدولة العراقية خلال الاربعة اعوام الماضية، والذي في حال تم كشفه سيعرض المالكي واشخاص اخرين قريبين منه لمشاكل كبيرة جدا لاقبل لهم بمواجهتها والتعامل معها.
https://telegram.me/buratha
