المقالات

لو أنبأني الإخطبوط


خضير حسين السعداوي

لو أنباني الإخطبوط انك ستكون حبيبي.... هذه ليس استهلاله غزليه لقصيدة عصماء نبدأها بالوقوف على الأطلال أو التغزل حد الثمالة بحبيباتنا بلون عيونهن السوداء وشعورهن التي تشبه الليل بسواده وبوجههن التي تشبه الأقمار و ....و.......و.....حتى يعيينا الوصف ثم ندخل إلى مغزى معلقتنا وما ذا تحمل مدحا أو قدحا وحسب الطلب وكل قصيدة بسعرها كما عودنا شعراء المديح سواء في عهد الخلفاء والسلاطين أو في عهد الدكتاتوريات الحمراء والقادة الملهمين فيها، وعلى مدار تاريخ العراق المعاصر وبالتحديد منذ 14 تموز 1958 والى وقتنا الحاضر لو أن قائد ثورة تموز المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم قد عرض مشروع ثورته على الإخطبوط وما ستؤول إليه هذه الثورة العظيمة لتراجع وبقوة عن هذا العمل البطولي... لو أنباه الإخطبوط أن الثورة التي خطط لها الأذكياء ونفذها الشجعان سوف يجني ثمارها شذاذ الآفاق والقتلة والشوفينيين كان اكتفى بالمثل الشعبي (( خليها على لطاش العام أحسن )) لو أنباه الإخطبوط(( أن عفى الله عما سلف)) المشهورة والصفح عن المجرمين هي زرع المعروف في غير أهله قد دفع ثمنها الفقراء والمعدمين وأولهم قائلها حيث لم يمهلوه حتى يكتب وصيته وكانت النتيجة انهار الدم ستجري في 8شباط 1963 من أحرار العراق وتنتهك الحرمات والأعراض ويستأسد الثعالب بأسلحة البور سعيد وبدعم من إخوة يوسف العرب حين تضج القاهرة بالعهر والمجون والطرب إلى الصباح وبغداد تحت رحمة الحرس القومي يقتلون ويسجنون...لو أنباه الإخطبوط أن الأخويين المتخلفين سيكونوا سادة العراق ويباع العراق إلى مصر بكل خيراته تحت شعارات العروبة والوحدة ويقهر الشعب بالحديد والنار وكل قراراته الجريئة من الإصلاح الزراعي إلى قانون رقم 80 إلى ثورة التعليم إلى حقوق العمال وحق المرأة إلى القوات المسلحة فرغت من محتوياتها وان الفقراء الذين ثار من اجلهم أصبحوا تحت رحمة الفقر والتخلف والقهر الاجتماعي وعاد الإقطاع من حيث طرد ليستولي على الأراضي الزراعية ويتشفى بمقتل الزعيم.....لو أنباه الإخطبوط...أن ألقتله سوف يعودون إلى السلطة مرة اخرى وبثوب جديد من التقدمية ومعاداة الامبريالية والبناء الاشتراكي ووحدة القوى الوطنية وركوبها في قطار الجبهة الوطنية والقومية التقدمية لصاحبها حزب البعث الاشتراكي....القطار الثالث بعد قطار السلام العام 1959 وقطار الموت العام 1963 والذي أوصلها إلى محطات القتل بحوادث السيارات والتهجير وأخيرا إلى محطة المقابر الجماعية والتي لم يسلم منها أي فصيل وطني.....لو أنباه الإخطبوط أن المجرم والقاتل المحترف سوف يصبح الزعيم الأوحد في العراق وان الحكومة بدأت تتحول من حكومة كل العراقيين إلى حكومة الحزب الواحد ثم إلى حكومة عصابة واحدة ذات جذور قبليه واحدة.....ليبدأ مسلسل الحروب العبثية لقتل الناس والمقامرة بخيرات العراق.....لو أنباه الإخطبوط أن فقراء مدينة الثورة وغيرها من مدن العراق سوف يصبحون وقودا لحروب ترضي غرور الدكتاتور ونرجسيته ويصبحوا بين قتيل في جبهات القتال أو معوق قد فقد إحدى أعضاءه أو أسير يعيش ذل الأسر وفراق الاحبه.أو في الزنازين وعلى أعواد المشانق.....لو أنباه الإخطبوط أن العراق سوف يكون معسكرا للقوات الأجنبية تسرح وتمرح في أرضه وساسته الكرام والذين عول عليهم الفقراء وأوصلوهم إلى مقاعد البرلمان لا زالو بجدلهم البيزنطي هل أن البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة وفقراؤك الذين ثرت من اجلهم تلهبهم رياح سموم العراق وحره الشديد في مساطر العمال أو الكادحين في المدن أو الفلاحين في قراهم البائسة ...وأخيرا لو أنبأه الإخطبوط أن البعثيين سوف يعودون إلى السلطة بواجهة وثوب جديدين...كما عادوا العام 1968 ليقولوا بشماتة وتهكم ها قد عدنا أيها العراقيين.... لهفي عليك عراق الحسين ماذا يخبأ لك القدر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2010-07-15
تحياتي للاستاذ خضير السعداوي....احسنت بالفكرة والصياغه...واوصلت الفكره....شكرا جزيلا لكل الاقلام الجريئه....صاحبة المبدأ....والموقف...تقبل تواضعي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك