المقالات

المالكي رئيسا للعراق مدى الحياة


محمد التميمي

قبل عدة اسابيع خرج عضو ائتلاف دولة القانون ووزير النفط الحالي ووزير الكهرباء وكالة الدكتور حسين الشهرستاني بتصريح قال فيه ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي هو الطرف السياسي الوحيد الذي يرفض تولي نوري المالكي رئاسة الوزراء لولاية ثانية.وهذا التصريح بحاجة الى تعليق ليس من باب الدفاع عن المجلس الاعلى، ولكن من باب توضيح الحقائق وازالة اللبس والغموض والتشويش الذي يسببه منهج تشويه الحقائق.حينما اورد الشهرستاني تصريحه المذكور، كان المجلس الاعلى واضحا في موقفه المتمثل بأنه مع المرشح الذي يحظى بأجماع وقبول الكتل السياسية المختلفة سواء كان المالكي او علاوي او أي مرشح اخر ، ولم تكن مشكلة المجلس الاعلى مع المالكي كشخص وانما مع منهجية الحكومة التي رأسها خلال الاعوام الاربعة الماضية، والتي افرزت كم كبير من السلبيات والاخطاء ومظاهر الفساد والاداري والمالي وانعدام التخطيط الصحيح الذي ادى الى هدر مليارات الدولارات من اموال العراق.وعلى افتراض سلمنا بما ادعاه الشهرستاني، بأن المجلس الاعلى لديه موقف سلبي من ترشيح المالكي مرة اخرى لرئاسة الحكومة ، ففي الوقت الذي صرح الشهرستاني بما صرح به كان قياديو التيار الصدري واعضاء فيه يؤكدون بأعلى اصواتهم انهم ضد ترشيح المالكي، وانهم لن يشاركوا في حكومة يرأسها الاخير.وهذا كان نفس الموقف لمكونات الائتلاف الوطني الاخرى.ولكن المالكي ومؤيديه كانوا ومازلوا يصمون اذانهم عن اصوات الرفض وكأنها لاتعنيهم.وقبل عدة ايام اكد الائتلاف الوطني بكل صراحة وبصورة رسمية عبر رسالة موجهة لائتلاف دولة القانون موقفه الرافض ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة، وعندا خرج اعضاء في دولة القانون ليقولوا ان الائتلاف الوطني وحده يرفض ترشيح المالكي، علمنا ان مسعود البارزاني بعد برسالة واضحة الى المالكي يبلغه فيها ان الاكراد يرفضون ترشيحه، وكالمعتاد نفى المالكي وقيادييه دولة القانون ان يكون البارزاني بعث مثل تلك الرسالة رغم تأكيد سياسيين اكراد على ان البارزاني بالفعل رسالة من هذا القبيل، وحتى تكتمل الصورة ويتأكد الموقف العام اعلن رئيس القائمة العراقية اياد علاوي الذي هو المنافس الاكبر للمالكي رفض قائمته رفضا مطلقا لتولي الاخير منصب رئاسة الحكومة.وبعملية حسابية بسيطة يتضح ان عدد مقاعد الرافضين للمالكي في مجلس النواب (ممثلي الشعب) هو 220 مقعدا بينما في افضل الاحوال يدعم المالكي 89 عضوا اذا افترضنا ان كل اعضاء دولة القانون يؤيدونه ، بينما واقع الحال يشيير الى ان عدد غير قليل في الكتلة التي يرأسها يرففض او يتحفظ على ترشيحه، وازداد ذلك الرفض والتحفظ بعد مالمسوا تشبثه واصراره على الاحتفاظ بالمنصب، وبعد ان راح يهرول بأتجاه القائمة العراقية ويعرض التنازلات عليها.ان المالكي اذا اصبح رئيساس للوزراء مرة اخرى، فسوف يبذل هو وانصاره واتباعه والمستفيدين منه اقصى الجهود اما لتعديل الدستور بما يتيح له البقاء في رئاسة الوزراء حتى بعد اربعة اعوام، او انتهاك الدستور والتجاوز عليه كما يحصل الان ، والحقيقة المرة هي ان المالكي لم يعد يستطيع العيش بدون سلطة واسعة يحكم من خلالها كيف يشاء.. وشخصيا اتوقع انه في حال فشل في البقاء بالمنصب سيموت بعد شهور قلائل. فهو يعمل وفق نظرية اما الموت واما رئاسة الوزراء مدى الحياة..!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابا زينب اللامي
2010-07-13
لابد لي ان اتفق مع الكاتب بسرده لواقع سياسي جديد وهلامي يتشكل تبعا للضرف والزمان. أما الاستنتاج في المقالة ، فأننا نراه بعيدا عن الواقعية وأمنية لانرجوها للغير ،حيث لاتعلم نفس بأي أرض تموت ، وأن توقع الكاتب وصل حد الامنية ، بعد ان حدد الزمن ، كذلك. ولكننا نتسائل بما ينسجم مع منطق المقالة ، وهو : أن كانت الارقام التي ذكرتم تمثل واقعا حتميا ، فلم لا يقبل المعارضون ترشيحه لكي يسقط بعد تصويت الاغلبية في البرلمان المعارض لترشيحه ... وعندها يمكن ترشيح البديل ؟؟؟ نحن بحاجة الى أجابة .... مع التقدير
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك