د.طالب الصراف
العراق في اقبال والسعودية الوهابية في تخاذل وادبار
باختصار, لم يلتصق ولم ينتمي الاغلب الاعم من ابناء الشعب العراقي للاحزاب السياسية العراقية الحالية سواء كانت اسلامية او علمانية, ونحن من بينهم, وهذه الحقيقة هي نفسها قائمة في اوربا الغربية فاغلب الذين يذهبون للتصويت لايذهبون لانتمائاتهم الحزبية وانما لاسقاط الحكومة او تأيدها بناء على المنجزات التي تحققت بالنجاح او الفشل اثناء ولايتها شؤون الدولة للفترة السابقة. وقد اخترنا مراقبة الاحداث في العراق وانتقاد ما نراه على الساحة من مواقف ايجابية وسلبية, ايجابية يشاد بمن ينهض بها وبأعباءها فلا نستطيع ان ننسى صوت واراء رئيس الوزراء السيد نوري المالكي حين كان عضوا في البرلمان ولا ننسى صلابة قلمه حين وقع على اعدام صدام ولايزال بعض من الناس يواصلون حسن الثناء عليه, والواجب على المسؤول ان يترك خلفه جميل الاثر في البلاد وهنالك نقاط ايجابية لايتسع المقام في ذكرها وليس لدينا القدرة والقابلية في كيل المديح والاطراء, واياك في حب المدح والاطراء فانهما يولدان الغرور, وقد اوصى امام المتقين علي بن ابي طالب (ع) القائد شريح بن هاني:"اتق الله في كل صباح ومساء,وخف على نفسك الدنيا الغرور ولا تأمنها على حال".. واما المواقف السلبية فبالاضافة الى تحملك مسؤولية البلد كرئيس للوزراء ولكن ليس له سلطة حتى على وزير التعليم العالي في ايقاف قرار اعفاء رئيس جامعة المستنصرية وقوائم اعفاء الاساتذة والعمداء- في فترة تصريف الاعمال- من محبي ال بيت النبي (ص) بل حتى في تثبيت مهندس لاداءه الجيد في محافظة المثنى الا ان الوزيرة رفضت قرارك بتثبيت ذلك الموظف, وكذلك ما قمت به في محافظة البصرة تحت شعار دولة القانون الذي طبق على مدينة البصرة ولم يطبق على بقية المحافظات كما فعل صدام بهذه المدينة الباسلة في ايام الانتفاضة وقد فشلت دولة القانون بتنفيذ وفرض قانونها على مدينة الموصل وكلنا نعلم بمواجهة ابناءها في منع تدخل القوات العراقية المركزية في شأنهم حيث اعتبروه امرا داخليا, ولكن هذا لايعفي موقعكم من المسؤولية التقصيرية وسيصبح العراق وخاصة الاكثرية من ابناءه في تيه وضياع, والامثلة كثيرة الا ان هذا ليس مدار بحثنا. وانما هو خوفنا عليك لا لكونك السيد المالكي كما ينادي حولك المنتفعون:" لا رئيس الا انت" هؤلاء المنتفعون ما بين مستشارين انتهازين يبجحوك بباطل ويكثروك الاطراء لتزهو حتى اصبح المحسن والمسيئ عندك بمنزلة واحدة وهذا هو طريق هؤلاء المستشارين الذين لايملكون الكفاءة والخبرة ولا يفكرون الا بمصالحهم الخاصة, وكذلك هنالك من وصل للبرلمان بسبب توليكم زمام السلطة التي اهلتهم للوصول للبرلمان الا انهم لايدافعون عن المصالح العامة للاكثرية لانهم يؤمنون فقط بمصالحهم الخاصة لاغير سوى ذلك, ولكننا نخاف عليك لان المنصب الذي تشغله هو الحصة من (المحاصصة) والقسم الكبير من (الشراكة) التي تعاقدت عليه الاحزاب والكتل حديثا فيما بينها ومعهم قوى الاحتلال على ان يكون كرسي رئيس الوزراء حصة من يمثل الاكثرية الا وهم الشيعة, وبناء على ذلك فان هذا المنصب خصص للاغلبية المقهورة التي هي انصار ومحبي ال بيت النبي (ص) وبناء على هذه اصبح للاغلبية ان تختار الشخصية التي تراها مخلصة للاكثرية وبقية ابناء الشعب العراقي, فعليك وعلى الاخرين الذين يتحملون ادارة مسؤولية هذا المنصب (المستشارون) ان لا ينزلقوا بالمخطط الصهيوني الوهابي السعودي (البايدني), فقد استخدموا الجسر الاول وهو اياد علاوي باعتباره من الاكثرية الشيعة نسبا ومن العلمانية الوهابية مذهبا لكي يمرر المخطط الوهابي ديمقراطيا باعتباره يمثل الاكثرية والا كيف وما هي الطريقة والسبيل لكي يهيئ من يشغل منصب رئيس الوزراء طارق الهاشمي او النجيفي ديمقراطيا وهما لايمثلان 10%من الشعب العراقي وكيف يقبل الشيعة الذين نسبتهم 72% مثل هذا, واخواننا الاكراد الابطال الذين قالوا هم بانفسهم انهم 17% قد اخذوا حق شعبهم الكردي كاملا في المحاصصة (المشاركة حديثا) ويراد من الاكثرية ان تسلم امرها لدكتاتورية الاقلية الطائفية والتي تصرخ يوميا بمناداتها بحقوق السنة صراحة دون خجل او حياء كما اعلن ذلك جهرا عبد الكريم السامرائي على شاشات التلفزيون دون رادع او وازع.الاكثرية تعيش الحذر المشوب بالمخاوف من اعادة واقامة حكم اسوء من صدام الدكتاتوري الا وهو الحكم الوهابي الذي وصفه الامام الخميني تغمده الله في فسيح جناته والقائمين عليه وكذلك العائلة السعودية:"بالفاسدين المفسدين."فأياكم يامن تحسبون على نهج علي بن ابي طالب الذي هو نهج نبي الامة محمد(ص)وال بيته(ع) ان تكونوا مطية للمال السعودي والنهج الوهابي الصهيوني, عليكم ان تكونوا في حالة وعي واستيقاظ دائم عن هذا المخطط الرهيب الذي يخطط له المحافظون الصهاينة الجدد باستخدام المال السعودي من اجل اخضاع الاكثرية للأقلية القليلة في القائمة العراقية التي ليس لها ذمة ولا دين, لذا فان كل من يتعاون مع القائمة العراقية يعني انه اصطف وتحالف مع الوهابية الصهيونية دون فارق بين اسماء المتحالفين وخاصة الذين انضوا تحت اسم وراية التحالف الوطني الذي يضم الاغلبية المطلقة. ان الحضور المعنوي لرئيس وزراء العراق في مراسيم تشيع الامام محمد حسين فضل الله المفكر الاسلامي الكبير الذي وقف بوجه الصهيونية والوهابية شامخا متحديا حتى تحقيق النصر سنة2006 والذي سطر به ابناء شيعة جنوب لبنان ملحمة من ملاحم بدر والخندق وخيبر يعد نصرا معنويا للشيعة وصفعة قوية للوهابية. العلامة محمد حسين فضل الله هو ابن العراق ولد في العراق ورضع العلم من مدينة العلم من مدينة جده امام المتقين حتى تجاوز الثلاثين من عمره فالتحق بلبنان, واذا اراد العراقيون الفخر بالنسب, فانه من نسب شريف قرشي المحتد من سلالة مهبط الوحي نبينا محمد (ص). السيد العلامة المفكر محمد حسين فضل الله لم ولن ينكر الفضل لمدينة النجف مدينة جده الامام علي((ع) وقد التقيت به في مكة المكرمة اثناء اداء فريضة الحج حيث قدمني اليه الدكتور ابراهيم الجعفري قائلا:"السيد الدكتور طالب الصراف." فسألني سماحة السيد محمد حسين فضل الله:"هل لك علاقة مع الفاضل العلامة سيد حمود الصراف؟ فقلت انه عمي." فابتسم سماحة السيد وقال:" انه استاذنا الفاضل." وبدأ يتحدث عن اية الله السيد حمود الصراف ودراسته في النجف الاشرف, ثم بعد فترة ودعته مع الوفد الذي جئت معه. ان هذا اللقاء جعلني اشعر ان السيد لايزال يشعر بفضل كبير لاساتذته الذين درس تحت منبرعلميتهم وانا متأكد ان السيد يعترف بجميل عرفانهم عليه فردا فردا, ويجعلك تشعر بان فضل تكوين شخصيته العلمية يرجع الى تلك الشخصيات التي ارتوى من مناهلها العلمية التي لاتنضب بوجود الحوزة العلمية ومرجعتها التي ازادها الله علما ومعرفة. مرجعيتها التي تقف اليوم حازمة بوجه المآساة التي وضِعت فيها السلطة التنفيذة في موقع تكون هي الاولى في تحمل هذه المسؤولية شاءت ام أبت... وما علينا الا ان نبارك بخطوات كل من يتحلى بالرأي والشجاعة للمساهمة في تعزيز اواصر الاخوة مع كل من يتفانى في سبيل عقيدة بيت ال محمد(ص) دون مماراة ومدالسة ومساومة على العقيدة وبغض النظرعن اسم وشخصية الذي سيكون رئيسا للوزراء. واذا كان اليوم هنالك من سافر الى لبنان تحديا للوهابية الارهابية التكفيرية وحاضنتها العائلة السعودية لابد لنا من تشجيعها اليوم على زيارتها الى لبنان وغدا الى ايران آملين ان تتصافح ايدي قيادتنا مع كل محبي ال بيت النبي محمد(ص) وعلى رأسها قيادة وشعب الجمهورية الاسلامية, نطمح من قيادة الاكثرية الساحقة المسحوقة الحالية والمستقبلية ان تأخذ بقول رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني وحكمته التي كتبنا عنها مقالا كاملا في العام الماضي تحت عنوان(قال الرئيس الطالباني:حتى يقول الشيعي انا شيعي...). وقد استلمنا الكثير من الردود الايجابية حول هذه المقالة.فيا قادة العراق سياسيا يا من تتكلمون باسم الاكثرية نناشدكم الى الامام بمثل هذه الخطوات لكسر شوكة الوهابيين الصهاينة ومن يسير خلف سياستهم. وبدون شعب الاكثرية لاهيبة لكم, ولم يقر قرار للوضع السياسي دون الديمقراطية المباشرة او الدستورية ورأي الاكثرية التي اصبح الشارع يعبرعنه بصراحة ووضوح, وقد شاهدتم احتجاج الشارع باعينكم. واذا كان هنالك من يؤمن بالديمقراطية الحقيقية لا ديمقراطية المحاصصة والمشاركة والشركات المساهمة, عليه ان يتصافح ويتشارك مع من يشاركنا في حبي نبينا وال بيته(ع) اينما وجد في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء وخراسان ولبنان, ال بيت النبي(ص) هم مفخرة للاسلام والمسلمين منذ الازمان والى ان يقف الزمان. !اما الحديث عن مجيئ وذهاب وفد امريكي الى العراق فلا يعبر هذا الا عن معالاجات وقتية ودعاية اعلامية قد تستمر مرحلة قصيرة, وقصيرة جدا ثم ينفجر الشارع مرة اخرى وستكون العاقبة سيئة للاحزاب السياسية بل حتى لدولة الاحتلال التي هي المسؤولة الاولى في خلق الفوضى بالعراق بسبب تدخلها المباشر في الانتخابات العراقية وسير العملية الديمقراطية وذلك بفرضها القائمة العراقية الوهابية المرفوضة من قبل الشعب والدين والقيم العراقية الاصيلة جملة وتفصيلا, القائمة التي صرفت عليها الوهابية المليارات من الدولارات في سبيل سحق الاكثرية الساحقة, الاكثرية الشيعة التي لابد لها من ان تأخذ موقعها الطبيعي من المحاصصة او المشاركة في حالة غياب تطبيق الديمقراطية في العراق, التي فعلا حلت محلها ما يسمى بالديمقراطية العشائرية وديمقراطية النوادي والديمقراطية الفوضوية وديمقراطية القائمة العراقية السعودية الوهابية ولك ما تسمي. واذا كان هنالك من يثني على السيد المالكي لبعض مواقفه, نتمنا ان نرى خطوات شجاعة اخرى وذلك بالاكثار من زيارة الجمهورية الاسلامية لانها احرص الدول للتعاون مع ابناء العراق في حل مشاكلهم كي لايبقى للسعودية الوهابية ولا عملائها من متسولي الدولار موطئ قدم في العراق, وقد ولى العهد الذي يقبض فيه الطبيب العراقي 3 ثلاثة دولارات كمرتب شهري ليستغل الوهابيون حالة الفقرهذه في زمن صدام فقاموا بدفع 300 ثلاثة مائة دولار للشخص الواحد لتحويله الى الحزب الوهابي, وولى عهد المنظمات الحزبية والجيش الشعبي والمخابرات الصدامية. فان شعبنا اليوم في حالة يقظة ونهوض ولا يسمح لكل من يحاول ان يحول العدو الرئيسي للشعب العراقي الا وهو الوهابية الصهيونية الى عدو ثانوي لان الوهابية هي العدوة الحقيقية للشعب العراقي والتي شهرت سيفها على تشيع الامام علي(ع) منذ عشرات السنين دون منازع ومنافس. ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون."صدق الله العلي العظيم.
اما تحدي السيد عمار الحكيم لقوى الظلام دون ان يهاب أي قوة مهما بلغت غطرستها وشموخها ومهما غرقت في العمالة كالسعودية الوهابية الصهيونية وذلك باستمراره في زيارة الجمهورية الاسلامية وقد كتبنا في السنة الماضية مقالا بالثناء والاطراء على شجاعته حين زار الجمهورية الاسلامية متحديا الاصوات الناعقة في وقتها, تحت عنوان:"هل تجاوز السيد عمار الحكيم الخطوط الحمراء؟" ان العلاقة التأريخية لاعداء النظام الدكتاتوري الصدامي بالجمهورية الاسلامية لها جذورها العميقة بزعامة عمه شهيد المحراب اية الله العظمى المفكر الكبيرالسيد محمد باقر الحكيم تغمده الله في اوسع جناته الذي كان يحمل هموم مظلومية الشعب العراقي ويكافح عمليا وفكريا من اجل الوحدة الاسلامية كما هو واضح في تراثه الفكري الذي تركه لنا في خطبه ومقالاته وكتبه التي تبنت الوحدة الاسلامية اسلوبا ومنهجا, وقد ترك للمكتبة الاسلامية كتابه المشهورعن الوحدة الاسلامية. السيد عمار الحكيم اليوم مسؤول مسؤولية ربانية واخلاقية بل ووجدانية في استمرار المنهج الجهادي الذي ارتضاه شهداء العراق ومن بينهم عائلة الحكيم المجاهدة فهو ابن عائلة قدمت شهداء من خيرة مفكري العراق والتي نهلت من نفس منبع العلم المحمدي العلوي فنبينا (ص)مدينة العلم وعلي(ع) بابها, والنجف اليوم مدينة العلم والمعرفة, وان منهج امامها واضح تتبناه حوزته العلمية في مدينته منذ اكثر من الف سنة. السيد عمار الحكيم اذا اراد ان يشاهد عراقا يسير على طريق واهداف شهداء ابناءه وعلماءه الابرار عليه ان يلتزم بخط المرجعية مرجعية ال بيت النبي (ص) اينما كانت, والتي تمثلها اليوم حوزة النجف الاشرف بزعامة الامام المفدى السيد علي السيستاني حفظه الله للاسلام والمسلمين وجعله منارا هاديا لهم وشوكة في اعين الوهابيين المتقهقرين. واذا كان المذهب الشيعي يختلف عن بقية المذاهب لانه جعل باب الاجتهاد مفتوحا مما استدعى تعدد المجتهدين ليصبح امرا واقعا, الا انه رغم تعددهم يبقى المنهج واحدا, ورغم تعددهم تبقى الحوزة العلمية واحدة ومستمرة بعطاءها الذي لاينضب معينه, ورغم تعددهم سيكون اختلافهم رحمة للاسلام والمسلمين ورغم تعددهم فاهدافهم بالنتيجة واحدة هي الاهداف المحمدية العلوية التي تبناها القرآن وشرحها نهج البلاغة الذي يحتوي بين صفحاته نظرية للحكم كاملة وخاصة ان الامام علي (ع) اقرب الناس التصاقا وعلاقة بنبي الاسلام محمد(ص) حتى وفاته وهو الذي اصبح خليفة للمسلمين, فلا عجب بان تكون حكمه وارشادته للحكام اصدق منهجا واوقع بلاغة في نفوس من يريد التقرب لرب العالمين, ولا بد لقادتنا السياسيين من الاخذ بالارشادات التي يحتويها كتاب نهج البلاغة هذا الكتاب العظيم حين يخاطب الحاكم:"أنصف الله وانصف الناس من نفسك ومن خاصة اهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك, فانك الا تفعل تَظلم, ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده,ومن خاصمه الله ادحض حجته وكان لله حربا حتى ينزع ويتوب."نعم يريد الناس من الذي يحكم العراق ان ينصف الاكثرية الساحقة المسحوقة التي حينما تشاهد حالة ابناءها على شاشات التلفزة كقناة الفرات والعراقية وغيرهما من المنصفات بحق الشعب العراقي يقطر قلبك دما لما يعانونه من معيشة ضنك وحرمان بل احيانا فقر مدقع يصل حتى تحت خط الفقر. نريد من الذي يحكم العراق كما يريد قادة الاخوة الاكراد الذين يتكلمون عن حقوقهم المشروعة بشكل واضح اذ ليس في كلامهم لف ودوران ولا لبس ولا غموض في الدفاع عن حقوق ابناء الشعب الكردي, نريد من قادة التحالف الوطني الدفاع عن حقوق الاكثرية الساحقة المسحوقة لا على طريقة القائمة العراقية التي تتلون كما تتلون الحرباء لانها قائمة تجمعت من كل حدب وصوب تحت شعار "يا اعداء التشيع اتحدوا",وباشراف وتنظيم وجهود وهندسة وهابية سعودية صهيونية. وما علينا كافراد وجماعات الا مطالبة قادة التحالف الوطني ان يتحالفوا ويعتصموا بحبل الله فيما بينهم وان يستمعوا ويطيعوا مرجعياتهم الدينية والسياسية, وهنالك من المخلصين الذين يطالبون السيد الحكيم والرئيس المالكي ان يضعا حدا لتصريحات الافراد الذين يعملون ضمن تنظيماتهم والتي لاتنتج الا تعميق الاختلافات والتباعد بين الطرفين اللذين يمثلان الاكثرية التي اصبحت تعيش الفرقة واليآس بسبب حب- من يمثلها سياسيا- الاستئثار بالحكم وعدم الاستماع لنصائح المرجعية الدينية ولا الاخذ باستشارات الجمهورية الاسلامية التي لا تكمن الا الحب والمودة للشعب العراقي والتي لها باع طويل في تجارب الحكم ومعرفتها بالدول التي تتأمر على العراق وخططها واحابيلها العدوانية. ان المتابع لمشاهدة الاخبار والندوات السياسية يلاحظ ان الكثير من اعضاء البرلمان العراقي الذين ينتمون الى التحالف الوطني وخاصة مجموعة دولة القانون لانها هي الجهة التي تتكلم باسم السلطة التنفيذية يصرحون بتصريحات غير منطقية وفي كثير من الاحيان تسبب هذه التصريحات مشاكلا مما تربك مسيرة القائمين على شؤون الدولة. ولذا نرى ان هذا النائب او المسؤول الحكومي يصرح دون تحفظ وبما يريد ويشتهي وبغير اكتراث اومراعاة لردود الفعل على تصريحه, وبعد بضع دقائق تسمع تصريح اخر من عضو من دولة القانون يصرح بغير ما صرح زميله وقد حدث مثل هذا في الأئتلاف الوطني ايضا من اشخاص كانوا يعيشون في اوربا ويعرفون جيدا ان هنالك شخص واحد فقط ينطق باسم رئيس الجمهورية وكذلك الحال لرئاسة الوزراء وحتى عن الاحزاب السياسية, وان هذه الحالة حالة فوضوية لا ديمقراطية فالى متى هذا التيه والضياع وعدم الاتزان. ولهذا على الحليفان ان يوقفا تصريحات من هب ودب وان يحترما قيم ومشاعر الشعب العراقي الذي بدأ يفقد الثقة بكثير من زعاماته السياسية ويعتبرها مفروضة عليه كما فرضت القائمة العراقية على ارادة الشعب العراق نتيجة لتدخلات السعودية الصهيونية.لقد كان للزيارتين اللتين قاما بهما السيدان عمار الحكيم والمالكي الاثر البليغ والمعنوي على ابناء الشعب العراقي اذ كانت كل سفرة بمثابة خطوة معنوية لابناء العراق الى الامام وتراجع وتقهقر الى السعودية الوهابية ومن حام حولها الى الوراء, ومن هنا يطالب الشعب العراقي بالمزيد من هذا النوع من التقارب والتعاون بين كل المتحالفين من ابناء الشعب العراقي في سبيل المصالح العامة بشكل عام ومن آمن في التحالف الوطني بشكل خاص وان يتقدموا بخطوات اخرى الى الامام تؤدي الى تعاونهم وتحالفهم فيما بينهم, وفي نفس الوقت ان يتحالفوا ويتعاونوا مع كل من يتحالف مع ال بيت رسول الله(ع) سواء في ايران او لبنان بل في اي مكان في العالم, التعاون والتحالف مع من يتمسك بكتاب الله وعترة ال بيته كافضل دليل ومنهج تركهما لنا النبي محمد(ص) كي لا نضل من بعده حتى يردا عليه الحوض ولن يفترقا كما قال(ص) في احدى الروايات :"اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض."
د.طالب الصراف
https://telegram.me/buratha
