المقالات

انتهاك اخر


احمد عبد الرحمن

مثلما توقعنا وتوقع غيرنا فقد تم ارجاء جلسة مجلس النواب التي كان مقررا استئنافها هذا اليوم لمدة اسبوعين بسبب عدم توصل الكتل السياسية الى حل نهائي وحاسم لمسألة اختيار الرئاسات الثلاث (البرلمان والجمهورية والحكومة).تأجيل استئناف عقد الجلسة الاولى لمجلس النواب الجديد يعد خرقا وانتهاكا والتفافا اخر على الدستور بعد اختراع بدعة ابقاء الجلسة الاولى مفتوحة كوسيلة للتهرب من انجاز الاستحقاقات المطلوبة وفق التوقيتات والمواعيد الدستورية. لايوجد في أي مادة من مواد الدستور نص يشير الى امكانية ابقاء جلسة البرلمان الاولى مفتوحة، ولايوجد نص يشير الى ابقاء الامر معلقة الى ان تتوصل الكتل السياسية الى حلول لخلافاتها واختلافاتها التي لم تعد ترتبط بمصالح البلاد العليا، بل تتمحور حول مصالح فئوية وحزبية وشخصية ضيقة، وطموحات ومطامع سياسية يريد هذا الطرف او ذاك تحقيقها مهما كان الثمن، ومهما كانت النتائج والتبعات خطيرة على البلاد.ان منهج البحث عن منافذ للهرب والتهرب من انجاز الاستحقاقات الدستورية، والعمل على اخضاع الدستور وتطويعه لصالح ارادات واجندات سياسية خاصة، يعني هدم وتخريب ماتم انجازه من خطوات مهمة للغاية على صعيد انجاح العملية السياسية وبناء المشروع الوطني خلال الاعوام الستة الماضية.اذا ما اصبح الدستور عرضة للتلاعب والتجاوز والخرق والانتهاك في أي نظام ديمقراطي من قبل بعض القوى والكيانات السياسية التي لاتنظر الى الامور ابعد من اقدامها ، فأن افضل وصف لذلك النظام هو الديكتاتورية والاستبداد او الفوضى.لو تبانى كل الشركاء السياسيين على اعطاء الاولوية للمصالح الوطنية العامة والتفكير بالبلد وابنائه، وليس التشبث بالمواقع والمناصب والامتيازات، لما وصلنا الى هذا الحال الذي لايبعث على الحسد.مرة اخرة نقول ونؤكد ان نزعات الانا وتصلب بعض الكتل والشخصيات السياسية في مواقفها وعدم استعداداها لتقديم التنازلات، والقبول بمبدأ التداول السلمي للسلطة، فتح الابواب واسعة للخيارات السيئة، ومن بينها انتهاك الدستور بطريقة فاضحة ولعدة مرات.ولن يكون غريبا تعرض الدستور لانتهاكات وخروقات اخرى اذا لم تعيد بعض القوى النظر بمواقفها ومناهجها واساليبها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك