المقالات

الأبعاد السياسية في الملتقى الثقافي للسيد الحكيم


عمار العامري

في الوهلة الأولى يجد المتابع للملتقى الثقافي الأسبوعي للسيد عمار الحكيم انه مجرد (منبر) للتوجيه والإرشاد يرتقي عليه رجل دين يطرح من خلاله أفكار وروى تتعلق بطائفة معينة أو موضوع ديني، ولكن التصورات قد تتغير بشكل كبير حينما يتمعن في متابعة ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى من خلال هذا الملتقى الثقافي حيث تجد هناك اتساع كبير في مدى الطروحات الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية بل حتى يعود بك التفكير إلى انك أمام مدرسة خطابية ذات إبعاد كبيرة في الحداثة جديدة تطرى على الخطاب السياسي، وللمتابعة تطورات الحداثة في هذا الشأن تجد أن السيد مهدي الحكيم (1935-1988) قد كان أول من اعتلى منابر التوجيه والإرشاد في بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي ليكسر فيها قواعد المدرسة التقليدية والتي كانت لا تخرج عن طرح الأحكام الشرعية والعقائدية البحتة حتى بدأت مدرسة الحكيم (الابن) بطرح مفاهيم جديدة لم يسمع بها المتلقي من قبل كمفردات (الوطن والديمقراطية والانتخابات وحقوق الإنسان) ومنذ تلك اللحظات بدأت مدرسة الخطابة الدينية والمفعمة بمفاهيم الحديثة تتطور، حتى وصل الحال بظهور مدرسة الشيخ احمد الوائلي (1928-2003) والتي تعد من المدارس الحديثة في الأسلوب الخطابي إذ بادر المرحوم الوائلي إلى استخدام الأفكار والطروحات العلمية التطبيقية لاسيما حينما يخاطب المتلقي بطرح أفكار (نيوتن وأديسون في الفيزياء والكيمياء وعلم النبات والبيئة وغيرها) بحيث أطلق على مدرسته (جامعة الوائلي المتنقلة) لغزارة العلوم فيها والتي استهوت كافة المستمعين من المذاهب الإسلامية المتعددة والديانات الأخرى وفي مختلف أنحاء العالم وفي أطار التطور في الطرح الخطابي هذا نجد الظاهرة الجديدة للسيد عمار الحكيم.أن الملتقى الثقافي للسيد الحكيم يعد اليوم مدرسة حديثة في الطرح الديني السياسي حيث أن إلية تقسيم المحاضرة أو خطبة كما تشاء أن تسمى تختلف عن ما يطرحه خطباء الجمعة من حديث الخطبة الدينية ثم الخطبة السياسية أو الخطبة الأولى ثم الثانية متمسكين باعتبارها فرض واجب الالتزام به، ولكن ما يطرحه السيد الحكيم يختلف من حيث التقسيم فلم تكن هناك خطب متتالية وإنما تجد حديث مترابط متماسك يعجبك طرحه غير ملتزم بمعايير الفرضية الواجبة وإنما تجد الإصغاء والاندماج والتمعن في تحليل الموضوعات والمفردات يستوجب منك أن تجعل نفسك وكأنما أنت أمام أستاذ كبير في علوم الدين المتنوعة والسياسة والحديث والبلاغة والمنطق حتى يعجبك في سبكه للمفردات واستخدامه للعبارات.أن السيد الحكيم قد استثمر الملتقى الثقافي السياسي الأسبوعي خير استثمار أولا لحضوره أغلبية من الطبقات السياسية والثقافية والاجتماعية التي يمكنها الاستفادة من الطروحات الجديدة والإطلاع على ما يدور في أروقة السياسة العراقية والتي بات المواطن يترقب ما يدور في كواليسها ناهيك عن الإجابات الشافية عن ما يدور في ذهنك من أسئلة إذ تجد السيد الحكيم هو من يجيبك عليها بدون أن تسأله أحيانا وحينما تسأله أيضا ثانيا أن تصدير فقرات الملتقى الثقافي إلى الوسائل الإعلامية المتعددة ناهيك عن تقطيعه المبرمج عبر قناة الفرات الفضائية وإعطاءه فسحة زمنية تليق بتعرف المشاهد والمستمع إلى ما يدور وكأنما هو جالس في الملتقى ثالثا أن الحضور المتنوع والنوعي في الملتقى يؤكد أهمية الملتقى وإعطاء الفرصة الكبيرة لدراسته ونقل مضامينه إلى الذين لم يطلعوا على مجرياته مما أصبح موضوع مهم أمام الكتاب والباحثين والمهتمين لتناوله في الحديث السياسي والتحليلات واللقاءات الصحفية والإعلامية.لذا أن الملتقى الثقافي للسيد الحكيم يعد من أهم المصادر الحديثة للدروس السياسية للأوضاع القائمة في العراق في كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والخدمية حيث تجد السيد الحكيم يناقش لك أسبوعيا أهم الموضوعات السياسية والمتعلقات بالشأن الحكومي العراقي معقبا على الجانب الخدمي والذي يهم مصلحة المواطن أكثر مما يهتم المواطن نفسه بالجانب السياسي - حيث أن الجميع يجمع على أن السياسة والسياسيين يجب أن يكونوا بمستوى المسؤولية لتوفير الخدمات للشعب لاسيما أن صعودهم إلى مراكز التشريع والتنفيذ هو من اجل المواطن وتحقيق طموحاته لا من اجل تحقيق طموحات المسؤول الذي يفكر كيف أن يستثمر أو يستغل الجماهير لانتخابه بدون تقديم أي مشروع خدمي لهم- وما استحدثه السيد الحكيم في هذا الملتقى هو فتح باب السؤال التحريري لما يدور في أذهان وخواطر الحضور لتكن إجابات رئيس المجلس الأعلى الإسلامي استكمال للدرس السياسي الذي يطرحه أسبوعيا وبذلك تكتمل الصورة لديك عن مجريات الإحداث وما يدور في أروقة السياسة العراقية من خلال الملتقى الثقافي للسيد الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك