عباس المرياني
المتتبع للتصريحات الاخيرة سواء كانت لاعضاء قائمة دولة القانون او اعضاء القائمة العراقية يؤشر بوضوح البون الشاسع بين احلام الطرفين رغم انهم دخلوا في عش واحد للاماني والامال التي توصل الى نفق اختيار رئيس الوزراء المظلم وهي العقبة الرئيسية التي واجهة التحالف الوطني وكاد ان ينفرط عقده لو ان قائمة دولة القانون وجدت لها موطيء قدم فعلي عند القوائم الاخرى لكنها ابقت الطريق سالكا لها للعودة الى الاخوة المعاندين في حال فشل مساعيها حتى وان كان الدخول هذه المرة عن طريق الشباك وهذا ماحصل بالفعل بعدما تيقنت ان الطريق الى رئاسة الوزراء لم يعبد لها من خلال تحالفها مع العراقية لتتغير نغمة التصريحات المهددة بالانفراط والقدرة والتمكين الى لغة التوحد والتماسك والمصير المشترك.كما ان العراقية التي حاولت ان تعيد نغمة الوطنية والطائفية والاقرب والابعد والافضل لم تنجح في اقناع دولة القانون على التنازل عن استحقاقها وتقاسم الغنيمة بين طرفين وترك المكونات والاطراف الاخرى في الجانب الاخر حتى وان كانوا شركاء اساسيين وفاعلين لكن فاقد الشيء لايعطيه.فلا دولة القانون قادرة ان تمنح وتنال ولا العراقية قادرة على ان تهب ما لا تملك.وقد يكون في تجربة جميع الكتل السياسية من قبل دولة القانون ورجوعها بخفي حنين من مفاوضاتها المارثونية لغرض الحصول على منصب رئيس الوزراء رغم العهود والمواثيق وصكوك الغفران التي منحت الى الاخرين فرصة جيدة للوصول الى الاهداف المرجوة في الاسراع باختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة العصية من خلال فتح الباب لشخصيات واسماء اخرى يتم ترشيحها من قبل البرلمان العراقي بعيدا عن التمسك بالقائد الاوحد والافضل والاول لان التمسك بخيار السيد المالكي رئيسا للوزراء لم يعد بالامكان التشبث به وهو خيار اصبح من الضعف بدرجة يسهل معها ايجاد البديل او البدائل المتعددة.ورب ضارة نافعة للتحالف الوطني فلو ان قائمة دولة القانون بقيت تقاتل في سبيل مرشحها الاوحد ضد ومع الائتلاف الوطني لكان من الصعب على الاخرين اقناعها بطرح بديل للمالكي ولاستمرت عقدة التلويح بالخروج من التحالف الوطني باتجاه شواطيء الاخرين والان وبعد ان سلكت دولة القانون كل الدروب من اجل العودة بحلم الحصول على رئاسة الوزراء دون جدوى صار لزاما عليها التفكير بجدية والركوب في سفينة التحالف الوطني وتقديم التنازلات المنطقية والكف عن المطالب الفوقية التي فشلت في الحصول عليها من اجل الابحار باتجاه تشكيل الحكومة وعدم تضييع الوقت المتبقي لان مايمكن تحقيقه الان مع تجربة فاشلة واحدة افضل مما يتم تحقيقه مع تجربة فاشلة اخرى
https://telegram.me/buratha
