المقالات

الشراكة بين مفهومين


احمد عبد الرحمن

 تقوم الشراكة الحقيقية في شتى مجالات وجوانب الحياة، سيما اذا كانت ترتبط بمصالح الناس والمجتمع على جملة معايير واعتبارات وثوابت، لايمكن بدونها ان تنجح وتؤتي ثمارها ونتائجها الطيبة والنافعة.اهم وابرز واول تلك المعايير والاعتبارات والثوابت يتمثل بتحمل استحقاقات الشراكة بنفس القدر الذي يراد من خلالها تحقيق مكاسب واحراز امتيازات.أي بعبارة اخرى يمكن القول ان هناك شراكة شكلية ووقتية، لان طرفا فيها او اكثر يريد ان يتخذها جسرا للوصول الى اهدافه الخاصة، ومتى ما تحقق له ذلك فأنه يتنصل عما تعهد به وامضى عليه من عهود واتفاقيات ومواثيق منه دون ان يعبيء بما يمكن ان يؤدي ذلك التنصل من تبعات واثار سلبية وسيئة على عدد كبير من الناس، واكثر من ذلك يريد من شركائه ان يقدموا له التنازلات بلا سقف محدد، ويسيرون ورائه، لكنه في ذات الوقت غير مستعد لتقديم أي نوع او قدر من التنازلات على حساب مصالحه الخاصة من اجل المصالح العامة.ومفهوم الشراكة يعد احد مبادئه وثوابته متى ما ضمن مصالحه وجاء بما يشتهي ويطمح من نتائج، بيد انه اذا لم يحصل على ذلك يبحث عن بدائل وخيارات اخرى.اما الشراكة الحقيقية، فهي تلك التي تقوم اساسا على مبدأ الاخذ والعطاء، وتحقيق المكاسب وتحمل المسؤوليات والواجبات، وتقديم التنازلات المتبادلة من اجل المصالح الوطنية العامة، وليس على مبدأ كم تتنازل لي وتعطيني حتى ادخل شريكا معك واضع يدي بيدك... انها شراكة التضحية ونكران الذات وتجاوز الانا ... انها شراكة السراء والضراء... الشراكة التي تنتج توافقات وطنية واسعة وعريضة، وتخلق اوضاعا وظروف سياسية وحياتية وامنية واقتصادية جيدة لمختلف فئات وشرائح المجتمع، وتساهم بحل ومعالجات ازمات ومشكلات الناس، لاسيما المحرومين والمهمشين والمضطهدين وليست الشراكة التي تنتهي الى تقسيم البلد بجغرافيته وموارده وثرواته ومؤسساته بين عدة اطراف.لانريد شراكة في ظاهرها ولكنها محاصصة في جوهرها، ولابد من نبذ ثقافة التشبث بالمناصب دون الالتفات الى مصالح الناس وهمومهم ومشاكلهم وازماتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك