المقالات

أحلام الشعب وكوابيس الحكومة بقلم أبراهيم الجبوري

867 14:22:00 2010-07-01

بقلم أبراهيم الجبوري

على وقع ظلام الكهرباء المفقودة وحرارة الصيف اللاهب ونقص الخدمات المزمن يغفوا ويصحوا ابناء شعبنا لذي طالت معاناته على امل ان تتحقق احلامهم القنوعة التي داخ فيها حتى المفسرون الضالعون في تفسير الاحلام فهي بسيطة وسهلة خصوصا على بلد غني مثل العراق ولكن هي لاتتحقق لان هناك من يمنع او يحول دون تحقيقها وتحويلها لواقع على امل ان تبقى احلام هذا الشعب البسيط ...وحتى لاتكبر احلامه ويحلم بما هو اكبر منها. اربعة اشهر مضت على ملحمة الانتخابات التي افقدها الساسة طعمها وذوقها على الرغم من اداء الشعب لكامل دوره فيها،وما سمعناه قبلها فقط من برامج انتخابية وحكومة مؤسسات وحكومة خدمات وناطحات سحاب وكل عبارات استجداء الصوت الانتخابي ...لم نسمع منه شيئا بعدها ولاخلافا حوله او حول كيفية تطبيقه فما الخلاف وعلى ماذا الخلاف بينهم؟ ان نتائج الانتخابات اصبحت كابوسا يلازم الكثير ممن راهنوا على اسقاط كتل وتيارات وصعود اخرى فجاءت احلامهم بكوابيس لن يصحوا منها حتى تتشكل الحكومة القادمة والتي هم لا يريدون لها ان تتشكل الا بهم . وبينما الشعب يغفوا على حلم الامن والخدمات وفرص العمل للعيش الكريم ...اضيف له حلم اخر هو حلم تشكيل الحكومة والذي اصبح حلمه الاهم وهذه هي احلام البسطاء. بينما الكوابيس خلقت حالة من الذعر والخوف بين اصحاب الكراسي التي صدئت من قلة عمل الجالسين عليها وضعف وفشل ادراتهم وتنامي كروشهم على حساب حق المواطن...بالرعاية الصحية والضمان الاجتماعي ...ومن المعيب ان نقول وحقه في الماء الصالح للشرب والكهرباء والطرق وغيرها من الخدمات الاساسية الضرورية والتي لم نسمع عن شحتها او فقدانها حتى في كثير من الدول التي تعاني الفقر والجوع واحيانا الحروب القبلية . ان كابوس الشعب اليوم على الرغم من انه شعب حالم فقط هو اصرار الفاشلين على عدم اعترافهم بالفشل ومنعهم الاخرين من الحصول على الفرصة للتغيير الواقعي في شكل ومضمون ادارة الدولة من خلال اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والاهم وضوح الرؤية والهدف وخطط العمل المطلوب تنفيذها على ارض الواقع من اجل احداث النقلة النوعية على مستوى الادارة والحد من الفساد المستشري وتنفيذ المشاريع لنقل البلد الى مرحلة جديدة من مراحل البناء والاعمار وتقوية الاقتصاد الوطني. ان كوابيس من قصروا في اداء الواجب وبنوا العروش وكبروا السلطان وعلوا البنيان باموال الشعب المظلوم واسم الوطن والمواطن ومحرومية الجنوب وقهر الكرد وخنق الوسط ومظالم الشعب العراقي ودم الشهداء وصحاب المقابر الجماعية ..ستطول...وتطول لان الشعب ايقن ان احلامه لاتتحقق بوعود هؤلاء المتحذلقين وانما بالمطالبة بالحقوق والضغط الشعبي والمظاهرات والتي وان تاخرت ولكنها فضحت الكاذبين وهددت مصالحهم الشخصية فدفعتهم وستدفع من يأتي بعدهم الى الالتزام الوطني والديني والاخلاقي امام هذا الشعب من اجل تحقيق مصلحة الوطن وسيادته ووحدته وادارة الدولة بما يحقق الرفاهية والامن والاستقرار والخدمات للشعب . نحن لا تهمنا الاشخاص ومسمياتها وانما حلمنا واملنا ان يكون خلافهم على الطريقة التي من خلالها يقدمون الافضل للوطن والمواطن من حيث الاختلاف في اولويات انفاق الاموال على الخدمات ؟؟او شكل النظام الاقتصادي ؟؟ او الاختلاف في نظام التعليم ؟؟ او الصرف الصحي واولوياته على الطرق والسكن؟؟ او العلاقات الخارجية ؟؟ لانه من خلال هذه الاختلافات في البرامج والنظم يتطور البلد ويتقدم وينهض من جديد من تركة ما خلفه النظام السابق وعهد البعث المباد من دمار وخراب شامل ...واما ان بقى همهم المكاسب الحزبية وخياراتهم ومصالحهم الشخصية وان لا خلاف بينهم على البرامج الانتخابية وانما فقط على الاسماء و اسم الشخصية التي ستكون رئيسة للوزراء ومن سيكون من ربعه وعمامه وعشيرته وحزبه وتياره لهم السهم الاكبر من الغنيمة في الحكومة فأن الوضع سيبقى من سئ الى اسوء واسوء ...وعلى الشعب العراقي ان يبقى يحلم ويستمتع بحلمه ... ولكن ان اراد تحقيق الحلم فعليه ان يسعى بمقدار الاستطاعة لتحقيق هذا الحلم من خلال العمل بما يكفله القانون والدستور والتظاهر السلمي والصراخ بصوت عالي للمطالبة بالحقوق وفضح المستوروما يجري من هدر للاموال العامة وسرقتها واستشراء للفساد المالي والاداري ..والتقصير الواضح في الاداء الحكومي ...وان يكون درس صحوة الشعب من حلمه الطويل وانتظاره الممل القاسي عسى ان يتحقق حلمه حاضرا بمظاهرات الكهرباء التي هي الاولى ولكن بألتاكيد سوف لن تكون الاخيرة؟؟ اكيد كلا لن تكون الاخيرة لاننا بحاجة لمظاهرة من اجل البطاقة التموينية ، واخرى لاجل الماء والصحة ، واعتصامات من اجل التعليم الذي لا نسمع عن انجازاته الا بالاسئلة الامتحانية الصعبة والغير متناسبة لا مع واقع البلد الامني ولا الخدمي ولا حتى التعليمي ، ولعلنا بحاجة لمظاهرة كبيرة شعارها *لا تقتلوا الحلم باسم الديمقراطية وشكلوا الحكومة *...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك