المقالات

أحلام الشعب وكوابيس الحكومة بقلم أبراهيم الجبوري


بقلم أبراهيم الجبوري

على وقع ظلام الكهرباء المفقودة وحرارة الصيف اللاهب ونقص الخدمات المزمن يغفوا ويصحوا ابناء شعبنا لذي طالت معاناته على امل ان تتحقق احلامهم القنوعة التي داخ فيها حتى المفسرون الضالعون في تفسير الاحلام فهي بسيطة وسهلة خصوصا على بلد غني مثل العراق ولكن هي لاتتحقق لان هناك من يمنع او يحول دون تحقيقها وتحويلها لواقع على امل ان تبقى احلام هذا الشعب البسيط ...وحتى لاتكبر احلامه ويحلم بما هو اكبر منها. اربعة اشهر مضت على ملحمة الانتخابات التي افقدها الساسة طعمها وذوقها على الرغم من اداء الشعب لكامل دوره فيها،وما سمعناه قبلها فقط من برامج انتخابية وحكومة مؤسسات وحكومة خدمات وناطحات سحاب وكل عبارات استجداء الصوت الانتخابي ...لم نسمع منه شيئا بعدها ولاخلافا حوله او حول كيفية تطبيقه فما الخلاف وعلى ماذا الخلاف بينهم؟ ان نتائج الانتخابات اصبحت كابوسا يلازم الكثير ممن راهنوا على اسقاط كتل وتيارات وصعود اخرى فجاءت احلامهم بكوابيس لن يصحوا منها حتى تتشكل الحكومة القادمة والتي هم لا يريدون لها ان تتشكل الا بهم . وبينما الشعب يغفوا على حلم الامن والخدمات وفرص العمل للعيش الكريم ...اضيف له حلم اخر هو حلم تشكيل الحكومة والذي اصبح حلمه الاهم وهذه هي احلام البسطاء. بينما الكوابيس خلقت حالة من الذعر والخوف بين اصحاب الكراسي التي صدئت من قلة عمل الجالسين عليها وضعف وفشل ادراتهم وتنامي كروشهم على حساب حق المواطن...بالرعاية الصحية والضمان الاجتماعي ...ومن المعيب ان نقول وحقه في الماء الصالح للشرب والكهرباء والطرق وغيرها من الخدمات الاساسية الضرورية والتي لم نسمع عن شحتها او فقدانها حتى في كثير من الدول التي تعاني الفقر والجوع واحيانا الحروب القبلية . ان كابوس الشعب اليوم على الرغم من انه شعب حالم فقط هو اصرار الفاشلين على عدم اعترافهم بالفشل ومنعهم الاخرين من الحصول على الفرصة للتغيير الواقعي في شكل ومضمون ادارة الدولة من خلال اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والاهم وضوح الرؤية والهدف وخطط العمل المطلوب تنفيذها على ارض الواقع من اجل احداث النقلة النوعية على مستوى الادارة والحد من الفساد المستشري وتنفيذ المشاريع لنقل البلد الى مرحلة جديدة من مراحل البناء والاعمار وتقوية الاقتصاد الوطني. ان كوابيس من قصروا في اداء الواجب وبنوا العروش وكبروا السلطان وعلوا البنيان باموال الشعب المظلوم واسم الوطن والمواطن ومحرومية الجنوب وقهر الكرد وخنق الوسط ومظالم الشعب العراقي ودم الشهداء وصحاب المقابر الجماعية ..ستطول...وتطول لان الشعب ايقن ان احلامه لاتتحقق بوعود هؤلاء المتحذلقين وانما بالمطالبة بالحقوق والضغط الشعبي والمظاهرات والتي وان تاخرت ولكنها فضحت الكاذبين وهددت مصالحهم الشخصية فدفعتهم وستدفع من يأتي بعدهم الى الالتزام الوطني والديني والاخلاقي امام هذا الشعب من اجل تحقيق مصلحة الوطن وسيادته ووحدته وادارة الدولة بما يحقق الرفاهية والامن والاستقرار والخدمات للشعب . نحن لا تهمنا الاشخاص ومسمياتها وانما حلمنا واملنا ان يكون خلافهم على الطريقة التي من خلالها يقدمون الافضل للوطن والمواطن من حيث الاختلاف في اولويات انفاق الاموال على الخدمات ؟؟او شكل النظام الاقتصادي ؟؟ او الاختلاف في نظام التعليم ؟؟ او الصرف الصحي واولوياته على الطرق والسكن؟؟ او العلاقات الخارجية ؟؟ لانه من خلال هذه الاختلافات في البرامج والنظم يتطور البلد ويتقدم وينهض من جديد من تركة ما خلفه النظام السابق وعهد البعث المباد من دمار وخراب شامل ...واما ان بقى همهم المكاسب الحزبية وخياراتهم ومصالحهم الشخصية وان لا خلاف بينهم على البرامج الانتخابية وانما فقط على الاسماء و اسم الشخصية التي ستكون رئيسة للوزراء ومن سيكون من ربعه وعمامه وعشيرته وحزبه وتياره لهم السهم الاكبر من الغنيمة في الحكومة فأن الوضع سيبقى من سئ الى اسوء واسوء ...وعلى الشعب العراقي ان يبقى يحلم ويستمتع بحلمه ... ولكن ان اراد تحقيق الحلم فعليه ان يسعى بمقدار الاستطاعة لتحقيق هذا الحلم من خلال العمل بما يكفله القانون والدستور والتظاهر السلمي والصراخ بصوت عالي للمطالبة بالحقوق وفضح المستوروما يجري من هدر للاموال العامة وسرقتها واستشراء للفساد المالي والاداري ..والتقصير الواضح في الاداء الحكومي ...وان يكون درس صحوة الشعب من حلمه الطويل وانتظاره الممل القاسي عسى ان يتحقق حلمه حاضرا بمظاهرات الكهرباء التي هي الاولى ولكن بألتاكيد سوف لن تكون الاخيرة؟؟ اكيد كلا لن تكون الاخيرة لاننا بحاجة لمظاهرة من اجل البطاقة التموينية ، واخرى لاجل الماء والصحة ، واعتصامات من اجل التعليم الذي لا نسمع عن انجازاته الا بالاسئلة الامتحانية الصعبة والغير متناسبة لا مع واقع البلد الامني ولا الخدمي ولا حتى التعليمي ، ولعلنا بحاجة لمظاهرة كبيرة شعارها *لا تقتلوا الحلم باسم الديمقراطية وشكلوا الحكومة *...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك