المقالات

التظاهر ليس من حق المواطن ...؟


بقلم رضا السيد

قبل التاسع من نيسان 2003 كان هناك الكثير من الممنوعات على المواطن ..؟ فالتكلم بالسياسة ممنوع وممارسة الشعائر الدينية ممنوع والسفر خارج العراق ممنوع والتظاهر ضد سوء الخدمات أو أي شيء يمس سيادة النظام حتى ولو بالهمس فهو ممنوع..؟ وللأسف فان كل ممنوع مرغوب . وقد سببت هذه الحالة للعراقيين نوعا من الإحباط والكبت النفسي وهم يشاهدون الكثير من دول العالم تمارس الممنوع بشكل علني ومباح ، لذلك فأول ما فعله العراقيون عقب سقوط الصنم البعثي هو ممارسة جميع ما ذكرناه وبكل حرية وبدون وصاية أو منع من احد ، فالتكلم بالسياسة صار ديدن المواطن العراقي ، فاغلب العراقيون إن لم نقل كلهم يتكلمون بالسياسة وفي العلن ودون خوف من احد وكلٌ يتكلم بما يهوى ، أما ممارسة الشعائر والطقوس الدينية فهي الأخرى أصبحت مباحة ومشروعة والجميع يمارس طقوسه بشكل حر وبدون تقاطع مع احد وبدون رقابة من احد ، أما السفر خارج العراق فقد وجد فيه العراقيون متنفسا لم يألفوه من قبل ، فصار حتى محدودي الدخل بإمكانهم السفر خارج العراق متى ما شاءوا والى أي مكان شاءوا ، ولكن بقيت مسالة التظاهرات التي منعت وحرمت بل واعدم الكثير ممن شاركوا بالتظاهرات التي انطلقت في بداية تقلد الطاغية للحكم في العراق وخصوصا في مدينة الصدر ببغداد ، فقد جوبهت هذه التظاهرات بالرصاص والقتل والاغتيال لأغلب الذين شاركوا فيها ، وبعد أحداث 2003 بدأت تخرج تظاهرات تأييد لموقف معين أو شخصية معينة وأخرى تندد بحادث معين أو موقف معين .. فكانت تقام بصورة طبيعية وسلسة ولكن عندما وصل الحال إلى الخروج في تظاهرات تندد بسوء الخدمات المقدمة من قبل الحكومة . فهنا كشرت الحكومة عن أنيابها واعتبرت هذه التظاهرات أعمال شغب وأنها ليست حق دستوري مضمون للشعب بل لابد من استحصال الموافقات اللازمة للخروج بتظاهرة معينة . وهذا ما لم يلق ترحيبا عند المواطن العراقي الذي عبر عن معاناته بواسطة التظاهرات السلمية التي لاقت مع الأسف نفس الأسلوب الذي كان متبعا أيام الطاغية ولكنه ألان أسلوب جديد بلباس ديمقراطي وفي بلد المفروض انه ديمقراطي .. فأين هي حقوق الإنسان التي ينادون بها وأين هو حق المواطن في التعبير عن رأيه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك