المقالات

جنيات عيونهن بالطول /


حافظ آل بشارة

الشلل العراقي يتواصل لأن المؤسسة السياسية هي ام المؤسسات وصانعة الحياة فاذا شلت شل ما سواها واذا نشطت نشط ما سواها ، الحياة الثقافية توقف نبضها هي الاخرى ، لا خط لا رسم لا مهرجانات لاندوات ولا مسرحيات ، وفي الاسواق اغماء لا بيع ولا شراء ولا صفقات باستثناء عمليات محدودة تمثل الحد الادنى لتواصل الحياة ، قرأت قصيدة لأحد اصدقائي الشعراء في احدى الصحف فعاتبته على ذلك الغموض والهذيان ، قال : ان الشلل السياسي الشامل قد بعث دبيبا من الشلل التعبيري في داخلي فلم اعد قادرا على الافصاح بل انا نفسي لا اعرف ما أريد ، بعض الحشاشين تزدهر مخيلتهم في هذه الاجواء الانتحارية فينتجون الحكمة ، انقطاع الكهرباء ، انقطاع الماء ، توقف حركة البناء ، بطالة الحمالين والاجراء ، جوع اليتامى والنساء ، هكذا عظم البلاء ، قال أحدهم وهو يحلل الاحداث غير عابئ ساخرا من كل شيء : اجدادنا كانوا يعتقدون ان الجن تسكن الخرائب والمقابر وتؤذي اهلها بالمس والشمرة ، والعراق خرابة كبيرة ومقابر واسعة ومن الطبيعي ان يسكنها ملايين الجن فيعبثون بأهل هذا البلد ، بدات قصة الحشاش تتطور يساعده رفاق له اعجبهم السيناريو ، فأكملوا : جنيات عيونهن بالطول وشعورهن منكوشة لابسات الزيتوني يخرجن من مقبرة رجال النظام السابق في الظلام الدامس يضحكن بقهقهة مرعبة ثم يتسللن الى مكاتب كبار المسؤولين في بغداد فيتلبسن اجسادهم فيستيقظ مئات منهم وهم ممسوسون وقد تبدلت أحوالهم وهالت اهوالهم ، احت لهم من وراء الستائر بين الحلم واليقضة فرق الانشاد والراقصات وبغداد والشعراء والقمر ، كل منهم قهقه مزمجرا وقرر ان يسلم العراق ترابا ، هذه ايام تصنعها الجنيات وهي كالأيام التي مرت على كابل بعد رحيل الاحتلال السوفيتي ، خرجت الجنيات لتركب المجاهدين الافغان فاداروا فوهات بنادقهم الى صدور شركائهم وقاتلوا قتال الابطال ، وانجلت الغبرة واذا بحشود طالبان الزاحفة من الجنوب تجتاح العاصمة لتطرد الجميع وتتوضأ بدماء المساكين الذين لا ناقة لهم ولاجمل بل هم وقود كل حريق مثلنا بالضبط ، الجنيات القديمات يؤدين اللعبة بهدوء ، سيضحكن كثيرا عندما تشرق الشمس على دبابات أمريكا و حلف الناتو وجيوش من تركيا وأخرى من ايران وثالثة من الجامعة العربية وهي تملأ شوارع بغداد ، سوف يستقبلها الاهالي بالزغاريد ويتجدد نثر الحلوى التي نثروها على رؤوس المارينز في أول لحظات الاحتلال ، يتصاعد فرح الجماهير ومكسبهم الأكبر أن أي مقاتل لم ولن يتوضأ بدمائهم ، الجنيات يوسوسن لنا لكي نكتب بيانا نحذر فيه قائد المارينز من الانسحاب ثم نعلنه مرشح تسوية ، ستعود الجنيات الى ظلام قبور الجلادين القدامى لتراقب الاوضاع من الثقوب النتنة ، نعقد اجتماعا يضم جميع المكونات لنقنع الجنيات بعدم مس قائد المارينز فهو ذخر الأمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباح الرسام
2010-06-25
الف رحمة على والديك والله حلوة وقد ازحت همومي خوش تحليل وخوش تشبيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك