المقالات

قطب واحد وأطياف متعددة


السيد علي الياسري

 قبل أن نشرع في سرد الموضوع لابد لنا من أن نبرق التاريخ بنظرة خاطفه نلتمس من خلالها الواقع العملي لقطب العراق ومحورية تحركه الجهادي والسياسي في زمن الجور والظلم الذي أبرز جانب التضحية والفداء جلية ولونها بلون الدم الأحمر وسير قوافل الشهداء من اجل خلاص العراق وشعبه من ويلات الطاغية وحزبه المشئوم كي نستوضح القطب الحقيقي في تلك المرحلة ومن ذا الذي تنطبق عيه هذه المقولة ومن كان قطب يوم لا قطب في العراق إلا الدكتاتور بجوره وتعسفه . نعم في تلك الفترة ظهرت تجمعات وتنظيمات بعضها ارتقى إلى كونه حزب والبعض الأخر لم يرتقي أو قطعت جذوره قبل أن يولد بمعاول البعث الجائر وهنالك أنبرئ كيان واحد والكل يعرفه وحينما اذكر اسمه ليس من باب الانحياز أو لتكتل حزبي أو ميول طائفي لا بل هو الواقع الذي لامناص منه نعم أنه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هذا الكيان الوحيد الذي مثل القطبية للمعارضة العراقية آنذاك حيث كان ضمن تشكيلاته السني والشيعي وكان الصابئي والمسيحي على حد سواء ولم يكن لكوادره أي فكره بتعنصر ديني أو طائفي بل كان للجميع شعار واحد وهو خلاص العراق وشعبه من ويلات الطاغية وحزبه المشؤول وبناء مستقبل زاهر لأبنائه . هذا ما كان عليه واقع الحال قبل زوال الصنم حيث اتضح لنا جلياً من هو الكيان السياسي الذي مثل القطبية في تلك المرحلة , واليوم وبعد زوال الطاغية وجلاوزته ظهرت كيانات وتشكيلات سياسية كثيرة منهم من له واقع في الساحة السياسية ومنهم من ليس له أي واقع يذكر في التصدي للدكتاتور وحزبه وسعيه لخلاص العراق من براكين الظالمين ولكن مع الآسف الشديد اختلفت الموازين وباتت مقاييس أخرى تظهر على الساحة العراقية من أبرزها هو المد الدولي والإقليمي لكيانات نكره وجعل لها وجود بين صفوف المكونات السياسية المعروفة من خلال الدعم المالي والإعلامي بغية جعل موطئ قدم لتلك الدول في الساحة العراقية فأصبح العراق يمثل ساحة الصراعات السياسية لدول المنطقة . ومن هنا كيف لنا أن نعرف من هو قطب الرحى في ضل هذه الظهورات العديدة ونعتقد أن مهمة البحث في هذا الشأن أصبحت صعبه أن لم تكن عسيرة هذا الحال لنا فكيف لعامة الشعب العراقي الذي أنهكته ويلات الحروب وظلم الطاغية وما أن زال الصنم حتى وضع هذا الشعب المظلوم بخيارات جديدة على إدراكاته فقد تحول من الحاكم الأوحد والحزب الواحد الى مرحلة الأحزاب والكيانات العديدة التي أثقلت كاهله . وعليه فيجب على الباحث أن لا يتجاهل التاريخ وأن يجعل منه منطلقه الأساسي في بداية بحثه ثم ينعطف على المرحلة التي أعقبت سقوط الطاغية إلى يومنا هذا وينظر بعين الواقع الى حركت الأحزاب والتنظيمات السياسية وغاياتها وأهدافها وما هو العطاء الذي قدمته للعراق والعراقيين ولا بد من وجود عنصر الإنصاف والحيادية وأن يضع في الميزان كل الكيانات ومن بعد ذلك يستثنى من يشاء معتمداً على عناصر ( التاريخ - الوطنية - المعطيات التي قدمها -وكل ما من شأنه أن يثبت ولائه وإخلاصه لشعبه ووطنه ) . وهنا لابد لي كباحث أن أطرح بعض الأسئلة الاستيضاحية التي من خلالها انطلق في بحثي كي اجني ثمرة أتعابي : - أولاً :- من هو الكيان السياسي الذي قدم القرابين من اجل توفير الحرية والاستقلال للشعب العراقي وساهم في الخلاص من الطاغية وزمرته ؟ ثانياً : - من هو الكيان السياسي الذي أستمر في طريقه الجهادي بعد سقوط الصنم وأعطى التضحيات تلوى التضحيات من اجل توفير الأمن والأمان وبناء عراق حر ديمقراطي جديد ؟ ثلثاً : - من هو الكيان السياسي الذي كان عرضة لأعداء العراق في زمن الطاغية وما بعد زواله وأعطى خيرة شبابه فضلاً عن قيادته التي أبت إلا أن تكون في ركب الشهداء المضحين ؟ رابعاً : - من صاحب المشاريع السياسية الوحدوية والتي تعني بحقوق جميع العراقيين ولا تفرق بينهم على أساس ديني أو طائفي أو عرقي ؟ خامساً : - من الجهة السياسية التي كان لها الدور الرئيسي في ترسيخ قواعد العملية السياسية ولملمت شمل الشعب العراقي حتى على حساب مصالحها الحزبية . سادساً : - من الجهة السياسية التي وقفت الى جانب المواطن وخطة دستوره وكانت المحامي عنه في كل موطن وموقف ؟. وبصراحة لو كانت إجاباتي دقيقه ومنصفه فلا أجد جهة أو كيان سياسي تنكر عن مصلحته الشخصية مفضلاً أن يكون شمعه تضيء مستقبل العراق وتسعى دوماً لبنائه وعمرانه متناسية آلامها وجراحاتها وأعطت وما زالت تعطي الكثير من اجل أن يبقى العراق حيا وتسعى اليوم الى ان يكون العراق واحدا وفي ضل هذا الخلافات والاختلافات ما زلات تطرح مشاريع وحدويه ومن ابرز طرحها مشروع الطاولة المستديرة من اجل ان يجلس كل ساسة العراق على طاولة مستديرة كي يبقى موحدا قوياً فلا أجد غير كيان واحد وتتساقط دونه كل الكتل والأحزاب هو ((المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك