المقالات

بعد ثلاث عقود جريمة التهــجيـر ـ لازالت مابين قسوة في الحكم وغياب في العدل

701 11:46:00 2010-06-23

عبالرزاق الكاظمي

بعد سقوط الطاغية ونهاية كل ما يرمز اليه والىحقبته السوداء ذات الثلاثة عقود ونيف . تلك الحقبة التي يسمونها حقبة الجور والطغيان والعبث بالعراق والعراقيين . حقبة افرزت دمارا لايمكن حصره وتخلفا قد لانجد له مثيلا حتى ولو بالمقارنة او المقاربة وما اشبه وحتى ما على الارض من صور ونماذج او شواهد وأدلة قد لايكفي لوصف تداعياتها وما أفرزته على مستقبل العراق . المهم ان العراق قد تحرر(وان كان مثخنا بالجراحات )من هذا الاســر الطويل وهو الان بصدد أزالة كافة ما به وعليه من مخلفات وهي عملية قد تأخذ وقتا ليس بالقصير ولربما قد لايكون منظورا الان بلحاظ كثرة ونوعية وحجم هذه المخلفات او العلل . كما وان الانسان العراقي هو الاخر قد تحرر ولكنه ايضا وحسب كل المؤشرات الماثلة للعيان يحتاج الى زمن اطول لكي يسترد عافيته وشخصيته الحقيقيه وقبلها ان يدرك قيمة هذه الحرية وما يترتب عليها من ثمن او مقابل كما وقيمة ما يعني التخلص مما لحق به (علاج) وهي علل وامراض وعاهات وحتى عقوبات مصدرها الضغط الهائل الذي تعرض له طيلة هذه الحقبة وحتى ما بعدها (الارهاب) . واهم ما تمخض عن هذا التحرر او التحرير وكنموذج بارز وذو شأن قد يتعزز به هذا الفجر(التحرير) او يرديه . النظام الجديد والقائم على المنهج الديمقراطي والتداول السلمي والمقنن للحكم . ومع ادراكنا بأن هذه العملية السياسية التي اعقبت هذا السقوط اوتلك الحقبة ولدت وهي مشوهة وتعاني من خلل او علل لابد من الاعتراف بخطورتها لكي لانحملها اكثر مما ينبغي كوزر كما وبنفس الوقت لابد وان نقر بأنها تواجه تحديات ليس من السهولة تجاوزها او مواجهتها ليس لأنها عليلة او عاجزة وانما لانها ورثت تركة ثقيلة لاتتناسب وحداثة تجربتها وطراوة بنيتها اضافة الى بلد متهالك ومتهاوى ثم محيط هو بالضد منها اساسا مع ما يعنيه ؟ وهي وبمجرد اول خطوة لها بأتجاه تعبيد الطريق الخاص بها وترسيخ هويتها (ومن مما تحت الصفر طبعا) وبشكل مغاير لما سبق لترتب البيت العراقي حسب المعايير الجديدة . تفاجأت بهجمة شرسة (الارهاب) بل وبأنقلاب ولكن من نوع اخر فاق كل ما يماثله في اساليبه ودمويته وحجم مخلفاته طال كل شئ يتحرك بدءا من الانسان سواء كان حيا او ميتا وكذا الحيوان بحالتيه ايضا ومرورا بكل ما يرتكز عليه الوطن ماديا ومعنويا . وكثيرا ما نسمع عنه (الارهاب) بأنه ليس له هوية او جنسية او حتى وطن اي انه مجهول كما يقولون ويتحرك في الظلام فقط ؟ اما عندنا فالعكس هو الصحيح اي ان له وطن وجنسية وحواظن وله ولاة وأمراء ووزراء وائمة وما اشبه وله ايضا دول ترعاه وتحتضنه وتوفرله كل متطلبات حركته واستمراره ولها هدف واحد .وان هذا (الارهاب) قد حدد له هدفا اوحلما يبلغه ولكنه لم يحدد اساليبه ووسائله في معركته هذه فقد ابقاها مفتوحة وفيها ماهو مبتكر وما هو قديم (عنتيكه) وبلا شك هي بمجملها غاية في الخسة والقذارة والدونية لم تعرفها حتى المجتمعات البدائية والادغال والصحاري وهي معروفة ولاداعي للاستدلال كونه هو الدليل والساحة تشهد . يكفي ان نقول انه لايقر اي قداسة لدين او اخلاق او اي قيمة يعتز بها بني البشر او يلتقون على جزء منها , واذا كان التحدي او العدوبهذا المستوىمن الهبوط والدونية والشراسة مع ما عندهم وما يمتلكون من قدرات عالية في التنظيم والتنظير والتحرك خاصة في الوسط المغاير اضافة الى ما يتلقون من دعم واسناد وعلى كل الصعد من الطبيعي ان يؤثر على العملية السياسية وحتى قد يسقطها بالضربة القاضية ليس لأنه الاقوى وأنما لهشاشتها وحداثة تجربتها وكثرة من لايودها والاكثر هشاشة الوضع العراقي برمته . ومع ذلك كان لزاما عليها وهي بهذا المستوى ولكي تؤكد مصداقيتها ومدى جديتها وحتى سلامة ما الزمت به الشرائح المتضررة من النظام السابق ان تقاتل وتكافح وتحاور على ثلاث جبهات اساسية هي 1ـ الارهاب بكافة فصوله وألوانه وصنوفه 2ـ هدم وأزالة كل ما له علاقة بالحقبة السوداء او النظام المقبور كنظم وقوانين ومؤسسات ومخلفات سياسية واجتماعية واقتصادية واقليمية 3ـ وهي تحارب وتلغي فهي تبني ايضا وتعمر وتجدد وبخطوات عملية وحثيثة للنهوض بالبلد ولتعيد له مجده ودوره التاريخي الذي اختفى منذ زمن بعيد .وكتأكيد او خلاصة لما ندعيه ولكي لانتهم بالمبالغة والتهويل او الموالات من الضروري هنا ان تنرك ولو مساحة قد يكون فيها شيء من الضغط او الفات للنظر كنوع من العلاقة التي تقوم على العين المجردة وبالمقابل نترك ما يردده الاعلام المسير والمأجور ونفسح المجال لهذه العين لكي تؤدي دورها حتى ولو كان لونها اسود او ازرق او حتى ارجواني المهم هو ما على المسرح او الارض ومنهما يكون الفصل او الحكم وما عدا ذلك لغطا ولهوا وثرثرة لاتقر ب بعيد او تبعد قريب او قلنا وقالوا وقالوا وقلنا . وهي مجانية بالطبع اضافة الى انها بألارقام وموثقة بالصور وكل ما يشير لهذه العملية بشكل متغيرات او منجزات وهي بالهواء الطلق ومن بغداد حصريا اي ليس من عمان او دمشق او حتى صنعاء لذلك هي مباشرة ليس فيها تكلف او معانات وكما قلنا هي مجانية وبلا تأشيرة او طلب . والمنصف وكما المخالف ومن موقع واحد وبالعين ذاتها يرون ويحكمون . والفارق ان الاول كما هي نوازعه ومنطلقاته في النقل والحكم . اما الثاني فهو كذلك ولكنه سينقل ويحكم من الاخرين وحسب درجة الميلان او نوعية ما عندهم من ميول اما نحن ومن خلال هذا العرض او المقدمة التي ربما طالت وتشعبت من الطبيعي ان يكون لنا وكغيرنا رآي أزاء هذه العملية السياسية ومن الطبيعي ايضا ان نكون معها سواء بالهدف او التطلعات وهي خيار لابد منه ولا بديل يمكن ان يكون بديلا بلحاظ ما مضى وما على الارض من حقائق وما في النفس من شجى او حتى هوى . ومع ذلك وبقدر ما اننا معها وبقوة لكننا نرفض وبقوة ايضا ان يكون رأينا محصورا في ذات السياق او حتى لاتؤثر فيه الفصول الاربعة او ما يسمونه ببرد العجوز خاصة اذا كان الامر يتعلق بمسار غير سليم او توجه غير كفوء او ناضج او حتى ممارسة لاتتناسب او تتناغم مع الواقع . ولا نخاف لومة او نعقة عندما نشير الى ما نعتبره تخلف او قصور بل ويجب ان نتوقف عندما نرى ما يستدعي وحسب الحجم لكي نقول ما فيه وما عليه وهو على الارض وأمام الملأ . والدليل على ذلك اننا نقول الان ما عندنا رغم ان الصور كثيرة ومع ذلك ستنوقف ولو عند واحدة قد تكون الاكبر والاسؤ منها وهي ليست مؤثرة او مأساوية فحسب وانما وهي بهذا الحجم والنوع المشحون بالتذمر والعواطف قد(ظلمت) مرتين مرة بطلها النظام المقبور بأعتبارها أحدى اكبر جرائمه ومرة من قادة العملية السياسية الراهنة وبالذات منهم اصحاب القواسم المشتركة والذين كانت اغلب كياناتهم واحزابهم ومنظماتهم قد اعتاشت عليها بل وحتى كانت مبررا لوجودها آيام المعارضة ولازالت هذه المظلومية قائمة وكما هي اي بدون حل يتناسب وما وقع من ظلم مضى وغبن يأبى الانفكاك عنها ,حالياالتــــــــــــــــــهجــير في البدء لابد ان ننوه او نذكر بأن الحديث (الان) عن اي جريمة من جرائم النظام المقبور يستلزم جرأة ووعيا بكل ما يدل عليها كجريمة اوجناية وما اشبه ولابأس بصلة ما او معايشة تسمح بألتقاط ادق التفاصيل او ما يساعد الاطلال ولو من مسافة قريبة عليها خاصة اذا كانت من النوع الذي يتعلق بجريمة لازالت هي هي بكل ما فيها من فصول مأساوية قائمة وتفتقر الى اي توجه صادق وجذري لها منذ ثلاث عقود . والاكثر قرفا لازال البعض منهم يكره وربما يزعل او حتى لايوافق على فتح ما فيها من ملفات وهي عديدة وساخنة وحجته ؟انها مرتبطة بماض يقولون عنه انه قد مضى والعودة اليه مجددا والتحري بما فيه وهو هو (اسود) قد يسبب لهم حرجا ولربما مواجهة لمشاكل قد لاتنتهي خاصة اذا كانت من العيار الثقيل (وهي كذلك) لذلك هم يحاولون وبأساليبهم المختلفة منع كل جهد او توجه يؤدي الى كشف ما حصل بالحقبة السوداء ويطعنون بمصداقية الجرم ذاته او حتى التقليل من شأنه . والساحة العراقية الان تعج بما لايحصى من هذه الاساليب التي تبين الجهد المناهض . وكمثال بسيط وهو وليد الامس القريب جدا هو ما اشاعوه وطبلوا له كثيرا لكي يتعادل او يمتص زخم ما حصل قبله وهو قضية السجون السرية والتي ارادوا بها التعتيم على دور الحكومة وقدرة اجهزتها الامنية بالتصدي للارهاب وقتلهم لقادته مؤخرا كما حصل مع ابو عمر البغدادي والكدع المصري ابو ايوب وما معهم من وثائق وادلة جرمية لاريب بأنها ستكشف لنا الجديد مما لم نعرفه سابقا .ومع كل ما ذكرناه وكعودة الى الموضوع الاساس وهو ان التهجير وكجريمة لايمكن لأي كائن مهما كانت درجة الخيال عنده ان يقول فيها ما هو مغاير . نعم قد يقلل من شأنها وقد يصفها بما يليق وحتى يبرر وكيفما يشاء للنظام او لغيره مشروعية ما اقدم عليه وهذا ما لا ينبغي الالتفات اليه بأعتبار ان الجاني وكعرف شائع لايقول بما يدل عليه كجاني اى انه لايقول وفي كل الاحوال من تلقاء نفسه انه فعل كذا وكذا بل ويصر على انه بريء وشريف وعنده قلب مرهف واحاسيس جياشة ؟ وكذا بالنسبة للانظمة الفردية والدكتاتورية فهي كذلك اي انها لاتدعي انها تقمع االكلمة او الناس او نشاطاتهم الانسانية وبالمقابل انها راعية وخادمة وزاهدة وعفيفة وترعى المشاريع الخيرية والدينية وتبرع في توجيه الانظار لها بما لديها من وسائل للدعاية والتمويه عن طريق الابواق والمال المدفوع وهو مشخص لانه بالعلن . وحتى النظام الصدامي ذاته وبالرغم من كثرة وبشاعة ومشاعية ما أقترف فهو لا يشذ عن هذا العرف . لذلك لانتفاجيء عندما نرى ظلا له او مسارا مغايرا (تبرير) لكل جريمة . وحتى جريمة التهجير وبالرغم من حجمها وتداعياتها المأساوية قالوا فيها ما قالوا حتى ان الرأي العام في وقتها ولكثرة ما تلقى تفاعل بعض الشيء بما قالوا لذلك لم تؤثر فيه قدر ما تستحق بل وحتى جزء منه شارك النظام جريمته من حيث لايدري وبعد سقوطه عرف هذا الجزء وزر ما أقترف أما البعض الاخر نأى بنفسه تاركا للحكومة معالجة الامر لكي لايكون كبشا كغيره ويفقد ما اكتسبه بالصفة او الصدفة او الوراثة (مصائب قوم عند قوم فوائد ) المهم ان نذكره هو ان النظام وقبل ثلاثت عقود ارتكب جريمة التهجيرا لتي طالت ما يقرب نصف مليون انسان عراقي حسب الوثائق الثي كانت بحوزتهم حيث تم فيها شطبهم( بقرار صدامي ) من العراق وابعادهم عنه بطرق واساليب غاية بالخسة والدناءة والوحشية وياليتهم اكتفوا بها رغم انها وبحد ذاتها جريمة بحق الانسانية وادلتها قائمة على التمييزعلى اساس العرق والجنس والهوية او المعتقدات . فالجناة لم يكتفوا بحرمان هذا العدد الهائل من الناس من وطنهم واهلهم واصدقائهم واملاكهم ووثائقهم بل وبالغوا في التنكيل والترويع والايذاء بل وتجاوزوا بهم كل الشرائع والاعراف والاصول والاخلاق ومارسوا معهم صنوفا من الاساليب وكأنهم ليسوا ببشر او عراقيين او مسلمين حتى ولم يكتفوا بذلك التلذذ والتفنن بالهتك بل اصروا على تشتيت وتمزيق هذا العدد والى حد الانقراض او الاندثار وهو هدفهم هذا فمثلا انهم يرحلون الابوين او احدهما ويبقون من بقى منهم في السجون وبالعكس احيانا وكثيرا ما اعتدوا على النساء فيها او خارج الحدود بواسطة عملائهم (الجحوش) وبالطبع بدون سبب او ذنب اوحتى ابسط جناية او تقصير من هنا او هناك سوى ؟ انـــــــــــــــــــــــهم يودون تاريخا غير تاريخ السلطة وهوية ليست كهويتها ( وهنا تسكب العبرات ) وهو بالضبط ما حصل فكل اللذين تم ترحيلهم هم من هوية واحدة (شيعه) وهؤلاء وكغيرهم من الشيعة لايتبعون في العادة مدارس السلطة بل يتبعون مدرسة اهل البيت (ع) وهي المدرسة الوحيدة التي تتناقض كليا في المنهج مع بقية المدارس او المناهج الاخرى ولكنها لاتحاربها او تقف منها موقف الرفض او العداء وانما تتوسل الحوار في التعاطي معها رغم ان اصحابها لايؤمنون بهذا المنطق لذلك هم يكفروننا ويضطهدوننا وحتى يقتلوننا ويستعملون معنا شتى الاساليب لقهرنا وهي معروفة لذلك لم نتوقف عندها لكونها معلنة ولم تعد حكرا على الظلام او فيه لوحده . وحتى جريمة التهجير لاتعدوا كونها الا ضمن هذا السياق( الحقد والكره ) وهذه الهوية التي نتمسك بها او نعرف بها وهذا التاريخ الذي نتبعه وحتى المنهج الذي عليه نسير بسبب كل ذلك شن الطاغية حربا لاهوادة فيها علينا استخدم فيها كل ما يملك من اسلحة وامكانات وموارد بل وانه سخر الدولة بكامل اجهزتها لغرضه هذا .فالطائفية لم تكن وليدة ما بعد السقوط وانما هو من سعرها فهو المؤجج الاول لها وبلا منازع . نعم قد سبقه من سبقه ولكنها لم تبلغ حدتها الافي حكمه هو وما يحصل اليوم لم يكن بالصدفة وانما نتيجة لما سبق . وهاهي (بغداد) وبضواحيها تـــــــشهد كيف كان يخطط هذا الطاغيه وكيف كان يزرع بذور الفرقة والتناحر (الطائفية) بين المكونات العراقية والاغرب كيف كان يخطط لعسكرتها وكيف (الدليل) عزل بغداد بحزام طائفي (كماشة سنية )وبالفعل كان هذا الحزام بليغا في الفتنة الطائفية خاصة في مدن اللطيفية والمحمودية والاسكندرية والمدائن والوحدة والدورة.......الخ والذي يؤشر لهذه الكفاءة هو وجود المقابر الجماعية في هذه المدن وما يدل على الخراب والتدمير كآثار وكشاهد على القتل على الهوية فيها ولاشك ان الطاغية كان يدرك ما للشيعة من حجم ووزن وحتى من خطر على نظامه بلحاظ كل ما يتقاطع معه حول الحكم والعقيدة وكثير من المبادئ الاخرى ثم انهم الاكثرية ولابد ان يحكموا تبعا لاكثريتهم او يكونوا بذات المرتبة رغم انهم الاجدر وبالطبع ذلك محكوم بالمعادلات الدولية التي قد تتغير ويكون لهم ما كان لسواهم . وهو حقيقة قبل ان يكون حلم . لذلك حاول تبديد هذا الحلم او الشعور وبكل ما عنده من سبل ووسائل( وهو ما حصل فعلا ) في حروبه الداخلية والخارجية وسياسة الاستيراد والتصدير للبشر او ما يسمونه بسياسة( الافراغ والحشو) اي انه يستبعد ويهجر الشيعه العراقيين ويستبدلهم بتوطين غيرهم من العرب تحديدا وبعض الجنسيات الاخرى لكي تتغيرديموغرافية السكان مع مرور الوقت والضغط المستمر . ولولا الظروف التي احاطت بنظامه والحصار الذي فرض عليه لأستمر بهذا المنهج الممنهج والذي اصبح بعد الانتفاضة الشعبانية يسير بخطى اعنف واسرع واكثر علنية مما مضى كشعارات (لاشيعية بعد اليوم ) وكممارسات عدائية فعل فيها ما فعل ؟ وهي موثقة ومسجلة وشخوصها لازال البعض منهم على قيد الحياة ولازالوا متمسكين برأيهم وحقوقهم وقبل ذلك مع الذين هجرهم وأباد من احتفظ بهم في سجونه كرهائن اول الامر ثم عمد الى قتلهم جميعا وهم اكثر من خمسة عشر الفا وجلهم من الشباب والصبيان ويقال انه اخضعهم للتجارب على الاسلحة الكيمياوية وحقول الالغام وما اشبه ولم يعثر على مقابرهم اسوة ببقية من تعرض الى هذا اللون من النهاية بل ولا يعرف بالضبط كيف قتلهم ولماذا وللان قصور بالفهم وعجز بالحلول بعد ان سقط النظام وسقطت معه كل مؤسساته الحزبية والامنية وبدء العهد الجديد وبدأت معه الحياة الجديدة القائمة على القانون وحقوق الانسان وبالضد من كل ما كان سائدا انذاك . من الطبيعي ان يتحرك النظام الجديد بحكومته وقضائه واعلامه لمحاكمة كل ما له علاقة بما مضى كرموز ومؤسسات وموروثات .......الخ . وبالمقابل التوجه لأحتضان ورعاية وتعويض ضحاياه واصلاح كل ما افسده وهي مهمة ليست عسيرة كما وليست بالعادية بلحاظ ان الملفات ثقيلة جدا كما نعرف . ولكن الاستثناء هو ان تكون الجرائم الكبرى في المقدمة من الاهتمام ولو لبعض الوقت لما لها من اهمية كونها ابادة جماعية وينبغي الوقوف على كل حيثياتها ومعالجة ما أسفر عنها . فعلى الحكومة مثلا ان ترعى الكثير من المؤتمرات الخاصة بها وتسلط الاضواء عالميا عليها ثم تشكل لجان مختصة هدفها محدد بالبحث والتقصي لكي يعرف العالم ما حصل بالضبط فيها وبنفس الوقت معرفة كيف يتم تعويض من تضرر بها وبشكل يتناسب ومقدار الضرر. والاهم هو ابقاء الاضواء مفتوحة على جرائم الطاغية لكي لاينسى العالم مأاقترف خلال حقبته . فالمجرمون لازالو ا أحياءا وهم في قبضة العدالة والضحايا ايضا لهم من يمثلهم ان كانوا من سكنة المقابر الجماعية . ولكن الذي حصل وهو مما يؤسف له انهم أولوا اهمية لجرائم دون غيرها ليس لانها اكبر حجما ومأساوية وانما لأعتبارات قد تكون ضيقة (فئوية ,مصلحية ,سياسية ......الخ) وهاهي جريمة التهجير لم تسلط عليها الاضواء مثلما يجب بل ولم تعالج بشكل سليم او تراعي فيها حقوق من تهجروا حتى ان الكثير منهم قتلهم الحزن والوجد والفراق والظروف القاهرة وهم ينتظرون من يرد لهم اعتبارهم وكرامتهم رسميا حتى ولو بصيغة توجه وحرص شديدين نحو النشيء الجديد منهم والذين ولدوا ولازالو بالشتات مابين هوى العراق وهوى الاوطان الجديدة وينبغي ان لاننسى ان الذين هجروا هم من مختلف القبائل والقوميات العراقية كالعرب والاكراد (الفيلية) والتركمان. وبالرغم من هذا التنو ع والتعدد الا ان الحكومة او القضاء حصروا الامر وكأنهم (المرحلين ) جميعا من الكرد الفيلية وهذا مجاف للحقيقة نعم قد تكون الاكثرية منهم ولكن يجب ان لا نختزل الجميع تحت مسمى واحد. ومن يتابع المحاكمات الهزيلة لهذه الجريمة يصاب بالخيبة مما يجري فما معنى ان يكون الضحايا او الشهود من فئة واحدة وبلغة ركيكة لاتخدم الغرض ذاته . فهل من العدل وجريمة كبرى بهذا الحجم يمثلها ما لايعتد على لغتهم ومقدرتهم وربما حتى حجم ما عندهم من تظلم قد لايرقى مما لدى الاخرين . فكان على الحكومةان تذهب اليهم في الشتات والى كل نقطة يتواجدون فيها لكي يقولوا ما لم يقله الاخرين وانا على يقين بان مصائبهم (تبكي الحجر قبل البشر ) كما وان وسائل الاعلام وبدون استثناء هي الاخرى لم تلتفت لهذه الجريمة ولم تعطيها اي قدر يدل على رسالتها الجديدة ا و اهنمامها بتقفي جرائم النظام السابق وكأن ما مضى مضى وهذا ما نعيبه عليها ان كان عندها هذا المرض او اللامبالات ؟ وهي مدعوة لكي ترد علينا او على الاقل تبرر لهؤلاء المساكين الذين ينتظرون من يعاضدهم ولو بكلمة صادقة ترمز الى المواسات او التعاطف خاصة من قبل الاصدقاء . فالرأي العام لابد ان يعرف وبالضبط ما حصل في هذه الجريمة وبالتفاصيل حتى. وبالذات منها قضية الشباب الذين اختفوا في ظروف لازالت غامضة ولازال الاهالي يجهلون كيف تم قتل وابادة ابنائهم واين تم اخفاء اجسادهم او مقابرهم وهم بهذا العدد الهائل . لذلك نقول بضرورة ان تبقى هذه الجريمة حية طالما ان فصولها لم تعرف بالضبط كما وستكون ابلغ دليل على ما اقترفه النظام السابق ووصمة عار عليه كما حلبجة وبقية الجرائم الاخرى . كما وبذات الوقت ندين بها تقصير الحكومة الحالية ووسائلنا الاعلامية وكما قلنا فأن عددهم لابد وان يضغط بأتجاه معرفة ما يجب ان يعرفه الجميع ومن على لسان اعوان الطاغية وهم في القفص. وفي ذات السياق يجب ان نعرف اين ذووا هؤلاء وكيف يعيشون ومن هو معيلهم وهل اعادوا الاعتبار لهم وبشكل قانوني وعلني وهل استرجعوا ما فقدوه او اخذ منهم بالقوة لان النظام جردهم من كل ما لديهم كما نعرف الجنسيــة تخلف مستديم وقلق متوارث قبل ان نتحدث عن الجنسية وما عليها لابد من وقفة سريعة لموضوع آخر قد يكون مدخلنا لهذا الذي يسمونه(بالبعبع) لسببين اولهما كثرة ما تعرض اليه من تشويه وثانيا سوء استخدامه فكان من نتيجته ظلم الكثير من الناس ليس في العراق لوحده وانما في بلدان اخرى قريبة منه وهوموضوع الاصالة او النقاء (نزعة التعصب او الميل والهوى). فالباحث المنصف والملم لابد وان يستشكل عندما يتحدث البعض عنهما ويعطيهما من المساحة والقيمة وحتى التعريفات والتوصيفات مما لايقر به اي منطق او تاريخ والاخير قد يرفضهما معا خاصة عندما يكونان سببا في المفاضلة والمقاربة او المفاضلة بين الشعوب او بني ادم . نعم انه يقر المواقف ويدعوا الى التمسك بها ولكنه يرفض الجذور بمعنى ان الكثير قد تخلدوا عبره ليس لانهم من الجذر الاصفر او الاخضر او انهم من العائلة الفلانية او الجد الفلاني وانما لانهم تميزوا بموقف له ابعاده او مؤثراته وهو (التاريخ) يقدر ذلك ويحفظه لكي تطلع عليه الاجيال المقبله وحتى اذا كان هذا الموقف مبتذلا فأن التاريخ يحفظه ايضا لكي تعرف ذات الاجيال كم من رديء هذا وغيره وتتوقف عنده كثيرا خاصة الذين يرومون المسير او القراءة او حتى التعلم . مثلا القائل (اني قتلت السيد المحجبا ........)قد سجل التاريخ كل التفاصيل الخاصة بشخص قائله وحتى من اين ينحدر رغم عدم اهمية هذه التفاصيل ولكن الاهم هو الموقف ذاته . وكذلك الموقف الاخر الذي سجله التاريخ وهو يختلف جذريا عن الاول ولكنه وصل الينا وهو(حب الحسين اجنني ) فالاول موقف والثاني كذلك وللاثنين اتباع رغم التباعد بينهما ؟ فالمفاضلة التي نحن نتمسك بها هي التي تكون على أساس السلوك وبغض النظر عمن هو صاحبه . اذن المعيار هو السلوك وهو الاساس في كل تفاضل او تفاخر ُثم ان التاريخ هو حركة وتفاعل ويكفي انه نقل الينا كيف تحركت وقامت وعاشت الحضارات والشعوب والمدنية ولم يقل لنا انه استثنى العراق او اى بلد اخر مما قدر ان يكون . والاكثر انه خص العراق بمساحة تميزه بلحاظ ما سلف منه او عنه . لذلك عندما نتحدث عن الجنسية وقوانينها ينبغي ان نعرضها كمفردات وتفاصيل مملة على هذا التاريخ لكي يقول ما يغنينا عن الصدع والصداع ويجنبنا ممن ديدنهم المناكفة والمشاكسة وهم كثر ولاشك بذلك.فالعراق من البلدان القليلة التي تمتاز بتخلفها في هذا الجانب . وقد قدر لنا ان نعيش ونرى الكثير من البلدان التي يشار لها في عالم اليوم وهي تفتخر بل وتتميز بقوانينها وبمدى تطابقها مع حقوق الانسان وكيف تمنح جنسيتها لمن يطلب او يستحق واذا اردنا ان نقارن بين ما عندهم وما عندنا فلا شك بأننا سوف نصاب بالدوار بل ونبهت من شده ونوعية هذه الفوارق ؟ وينبغي هنا ان نسأل لما هذه الفوارق اصلا وهل يجب ان يميزنا وهو مثلنا او اقل منا . وما دام العراق قد تخلص من الطاغية فيجب ان نتخلص ايضا من هذه الفوارق او نقلل منها على الاقل حتى لايحتج علينا من يقول بخصوصية ما او بلون لامثيل له . ومع ذلك نصر على ازالتها كوننا نقدر ان العالم اليوم ليس كما كان بالامس ثم انها اضرت كثيرا بالعراق والعراقيين .. فالجنسية وقوانينها وحتى العاملين فيها موروث قذر وينبغي ان نتخلص منه وحتى دوائرها تعتبر من اكثر الدوائر فسادا وانحلالا واستهتارا اما الرشوة فيها فهي كارثة ومن لم يصدق فعليه ان يجرب ولكن بدون واسطة ؟ وازاء ذلك يجب ان نفكر جميعا بكيفية ايجاد البدائل التي تتلائم والعراق الجديد وان نلغي ايضا الموروثات القائمة التي تميز وتبعض بيننا كعراقيين فالولاء للوطن لاتحدده الفقرة3 ,1 او1,13 وانما............؟ واذا اردنا ان نحترم انفسنا وتحترمنا الشعوب الاخرى يجب ان نلغي من هويتنا ان كان جدي العاشر عثمانيا او من كوكب اخر والاهم ان لاننسى اننا ضيوف ولنا يوما يحملوننا فيه ونحن لانعلم لاي موضع او حفرة صائرون ولاينفع فيها لقب او مال او شهادة اوجنسيةاو عدم محكومية وانما هو عملي به الى الجنة او به الى النار واخيرا نذكر انهم ينتظرون (المهجرون ) ومنذ ثلاث عقود اجل ثلاث عقود

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مظلوم
2010-06-24
بارك الله فيكم اخي الكريم للموضوع االشيق,التهجير جريمة ضد الانسانية وبأمتياز ولكن وللأسف الشديد لم يحاكم صدام عار العرب على ماأقترفه من جرم بحق العراقيين حين تم تهجيرهم وأسقاط المواطنة عنهم وقتل شبابهم المغيب ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة.ولازالت حكومتنا الموقرة تمشي على نفس الخطى بالتعامل مع شريحة المهجرين من العراقيين ولم يسترجعوا جثامين أولادهم ولا مواطنتهم ناهيك عن ممتلكاتهم, ولله المشتكى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك