المقالات

تأميم الهيئات المستقلة


زهراء الحسيني

هناك نمط من السياسيين لا يفكر الا بمصالحه واغراضه الحزبية والشخصية ولا يهمه مستقبل البلاد ومصير الدولة وسلامة التجربة الديمقراطية فكل ما يريده هو تحقيق اهدافه الخاصة ولو على حساب التجربة والدولة والمعادلة الجديدة في العراق.هذا النمط لا يفرق بين مصالح البلاد والعباد وبين مصالحه الخاصة ويختار باستمرار اعقد الخيارات واصعبها ويضع مصالح الوطن جانباً لانه يعتقد ان مصالحه هي مصالح الوطن ولن يتخلى عن مصالحه حتى لو احتراق الوطن كله.قد كنا نؤكد بان صدام المقبور هو النموذج الاقبح للسلطة وانانيتها وهو الذي كان يشعر بانه يعني العراق وان سلامته وبقاءه هو الاهم وليس بقاء الشعب يعنيه أي شىء.ولم نضع غير صدام في داخل الاتهام ودائرة الضوء فلم نجد نموذجاً اخر ينطبق عليه هذا التوصيف وقد حازه صدام بامتياز.واليوم وبعد مسيرة الدولة العراقية الجديدة فوجئنا باستنساخ تجربة صدام المقبور وتكرار نماذجه بالنوع وان اختلف بالدرجة ولكنها حالة تدعو الى الوقفة والتأمل فان النموذج الجديد في السلطة يضعنا امام مقارنة قهرية بين اداءات البعث الصدامي وبين اداءات هؤلاء الجدد الذين كشفوا عن شهية مستحكمة للسلطة فهؤلاء مستعدون ان يمارسوا كل الممارسات السابقة ولم يكترثوا بمصير ومسير المعادلة الجديدة في العراق ولم يهمهم سوى مصالحهم وانانيتهم.تأميم الهيئات الدستورية ومحاولة الضغط عليها ينفي الغرض من تأسيسها وهي مستقلة ولا يمكن توظيفها لصالح الحكومة والاحزاب المتنفذة في السلطة.ان الضغط على المحاكمة الاتحادية وجعلها تحكم لصالح الحكومة خرق خطير للدستور في العراق الجديد لان فصل السلطات واستقلالية الهيئات الدستورية فان الحكومة راحلة لا محالة ويستبدل الرؤساء بينما الدستور باق لم ولن يتغير او يطاله التبديل او التعديل بسهولة.ان هذه المحاولات التأميمية للهيئات اول الخرق والخروج من الواقعية السياسية خاصة لمن رفعوا لواء دولة القانون الذين اول من خرق القانون في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك