المقالات

تعدد المرشحين للحكومة .. المزايا والخطايا (الحلقة الثانية)


ميثم المبرقع

تعدد المرشحين لرئاسة الوزراء يمنحنا رؤية متبصرة على اختيار الافضل بخلاف انحسارها وانحصارها بمرشح واحد واعتباره الاوحد الذي لا بديل له في بلد غادر عقلية الزعيم الاوحد وظاهرة عدم البديل البائسة.اذا اتضح منطقياً وعقلائياً ووجدانياً اهمية تعددية الخيارات في ايجاد فسحة من الابداع والعطاء والابتكار فعلى المستوى السياسي تكون اهمية تعددية الخيارات افضل واكثر ضرورية لامور عديدة نشير اليها اجمالاً:

1- العمل السياسي خاضع للمتغيرات المستمرة وهذه المتغيرات لو لم تسبح في فضاءات الخيارات المتعددة لم تؤد مهامها ووظائفها بالشكل المطلوب وحتى على مستوى الحرب وخططها فان القائد الميداني لو توفرت لديه الخيارات العديدة تصبح مهمته يسيرة بخلاف لو ضاقت به الخيارات والسبل.

2- ما نخشاه من غياب الخيارات على مستوى العمل السياسي وادارة الدولة من الانفراد والاستبداد هو منطقي ومهم فقد لا نخشى الاستبداد في المواضع الاخرى التي لا يترتب عليها مخاطر جسيمة كما هو الحال في السياسية فلو استبد التاجر بسعر بضاعته او المثقف بفكرته والفقيه بفتوته والاب بعائلته فلن يضروا الواقع بشىء اخطر مما يضر بها الاستبداد السياسي والانفراد السلطوي لان مثل هذا الاستبداد يؤثر على الواقع كله ويشل حركة التطور والتقدم في المسار السياسي.

3- تعدد الخيارات ضرورة سياسية ودستورية وذلك لامر بسيط وهو ان نظام الحكم في العراق اتحادي تعددي فيدرالي وليس ملكي او وراثي وان رئيس الوزراء او الجمهورية لا ينتخب مدى الحياة بل ينتخب لدورتين فقط وعمرهما ثماني سنوات وهذا التوقيت يضطرنا الى اهمية تعدد الخيارات بخلاف الحكم المؤبد للسلطة فانه قد لا يحتاج الى تعددية قيادية ولن يغادر الحاكم السلطة الا بانقلاب عسكري او موت فجائي.

4- عقلية التعدد تمنح فرصة لظهور وبروز الطاقات الغائبة او المغيبة ويغلق الباب امام التصورات البائسة واليائسة بغياب البديل وفي التعددية للخيارات نستكشف الكثير من الطاقات والقيادات لاننا نعتقد بان الوطن ولود وليس عقيماً.ولكي لا نبخس الجانب الاخر اشياءه ممن يؤمن بوحدة الخيار فان الميزة الواحد في هذا السياق هو ان وحدة الخيار لا تؤدي الى الحيرة والتردد في الاختيار، وقد تجنبنا وحدة الخيارات الكثير من الازمات والاختلافات والنزاعات الناتجة عن تعدد الخيارات ولكن هذه الميزة تكاد تكون عيباً او تستبطن خللاً في ذات الوقت فان احتمالية النزاعات على مستوى اوسع من الخلافات بين القادة السياسيين فقد تشمل هذه النزاعات الناتجة عن وحدة الخيارات وغياب البديل الى نزاعات واسعة على مستوى الشعب ووحدته خاصة الشعوب ذات التعددية الدينية والمذهبية والعرقية فهي الاكثر تعلقاً بتعدد الخيارات التي تحقق لها طموحاتها وتبدد مخاوفها من التهميش والاقصاء.وقد تثار اشكالية في تعدد مرشحي الكتلة الواحدة لرئاسة الوزراء وهي ان هذه التعددية توحي بالخلافات الداخلية وغياب الاتفاق على مرشح واحد.

وهذه الاشكالية اذا كانت صحيحة فهي تصح على مستوى الحزب الواحد الذي يتفق احياناً على قائد واحد بينما موقع كموقع رئاسة الوزراء فهو لا يعني تمثيلاً لحزب واحد او طائفة محددة او جهة معينة بل يعني تمثيل العراق كله وان تعدد المرشحين يعطي فرصة اكبر لاختيار الافضل وطمأنة الشريك الاخر الذي لا يمكن تغافله او تجاهله في عراق اتحادي غادر الاستبداد والانفراد والاضطهاد ولن يحكم الا من خلال الجميع دون استئثار للقرار او احتكار للحكم وهي ما يعني ان العراق يتجه باتجاه البناء الصحيح وبناء دولة المؤسسات والقانون فعلاً وقولاً وشعاراً وشعوراً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك