المقالات

البنك المركزي العراقي


امجد الحسيني - اعلامي عراقي

ماذا لو استطاع الارهابيون ان يسيطروا على المؤسسة التي عن طريقها يسير الاقتصاد العراقي ؟ ربما يعتبر الاقتصاديون العراقيون اكثر من غيرهم تحقق هذا الاقتحام كارثة تنهار من خلالها الدولة العراقية لان الاقتصاد اليوم هو العصب او العقل العملاق الذي تقوم عليه الدول لان السيطرة على هذا البنك او المؤسسة سيشل حركة الاقتصاد وينتج عنه انهيار الدينار العراقي فتتوالى المشكلات الاقتصادية كما تولى انهيار الاقتصاد العالمي وربما تعتبر العملية هي من اكبر العمليات التي قامت بها القاعدة منذ دخولها العراق بعد اتفاقها مع البعث المجرم وربما تعتبر العملية النوعية الثانية على مستوى العالم وليس العراق فحسب فالعملية الاولى كانت قد استهداف مركز التجارة العالمي الذي خاضت امريكا من اجله حربها على افغانستان والعراق او بتعبير ادق حربها على القاعدة بعد تحالفهما السري القديم ؛ فالسيطرة على مؤسسة البنك المركزي العراقي هو اعتداء على السيادة العراقية المالية والمجتمعية والسياسية وقد يبدو ان العملية تستهدف فقط الاقتصاد لكن العملية ابعد من ذلك فلا سياسة ولا مجتمع بدون اقتصاد قوي لان الهيمنة الامريكية اليوم على العالم يقف وراءها الاقتصاد القوي وسقوط الاتحاد السوفيتي لم تستخدم فيه الولايات المتحدة السلاح بل استخدمت في انهيار الاتحاد السوفيتي القطب الثاني الذي كان ينافس امريكا في العالم استخدمت امريكا الاقتصاد وما ان انهار الاقتصاد السوفيتي انهار الاتحاد بكامله وان حديث الامنيين العراقيين عن ان العملية " الفاشلة " في اقتحام البنك اراد بها الارهابيون الضجة الاعلامية ماهو ومع احترامي للقادة الامنيين الا - عذر اقبح من فعل - وجهل باهمية هذه المؤسسة وجهل بخطورة العملية الارهابية التي استهدفت البنك المركزي ورغم ان الامنيين العراقيين يعرفون مسبقا ان القاعدة لديها خطة للسيطرة على بعض المؤسسات المالية العراقية والمصارف " لانهم يعانون ضعفا في تمويل عملياتهم " الا ان الامنيين لم يأخذوا تلك التهديدات على محمل الجد كما هو حالهم وتعاملوا مع التهديد بغرورهم العسكري الذي يدفع دائما الى الفشل في حماية الامن العراقي ورغم العديد من عمليات السرقة والسطو المسلح على الكثير من المصارف العراقية وجرائم قتل وتسليب محلات الصاغة التي افلت القاعدة بما ظفرت به من اموال لم تستطع المؤسسة العراقية حماية المؤسسة المالية العراقية الكبرى في البلاد مما يعني ان هذه المؤسسة العسكرية تعاني من فشل مستمر ومتراكم في خططها وأدائها فدائم يتقدم الارهاب خطوة على هذه المؤسسة في الوقت الذي يتوجب فيه ان تتقدم هذه المؤسسة بما تمتلكه من اجهزة هجومية ودفاعية واستخباراتية وتمويل كبير بخطواة على الارهاب كما ان في الامر لا مبالاة ففي عمليات صغيرة وتافهة كان الوزراء الامنيون يتسابقون لزيارة مواقع تلك الحوادث الصغيرة قبل الانتخابات الا انهم اليوم لم يكلفوا انفسهم حتى بتصريح صغير واكتفوا بالقاء اللوم على عمليات بغداد وكأن اجهزتنا الامنية تعمل منفردة وان حماية هذه المؤسسة الاقتصادية ليست من اختصاصاتهم فوزارة الدفاع اكتفت بالسكوت فيما اكتفت وزارة الدفاع بالرد على ان الموضوع يخص عمليات بغداد فلما تراجع مكتب القائد العام ليترك التصريح للواء قاسم عطا تصرفات بمجملها تعطي انطباعا ان القيادة العراقية التنفيذية اليوم لا تعي خطورة ماجرى وما حدث من كارثة كادت تودي بالعملية السياسية العراقية وبالدولة العراقية العتيدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر الكناني
2010-06-21
اخي العزيز امجد ان من الضرورة ان تقوم اولا بدراسة الموضوع بدقة وبصورة تفصيلية ,من يقول ان وراء السطو القاعدة لعنة الله عليهم . ان حرق الطابق الربع من البنك الذي مملؤ بالمستندات التي تفضح الحكومين بكملها وبصورة بشعة هو اكبر دليل على تدخل العصبات الحكومية اريد ان سميها بهذا الاسم .وقد اخبرني احد رجال الامن ان عند الحريق توجه افراد الدفاع المدني لاطفاء الحريق فقام احد افراداعصابة الحكومية بقتل الرجل بسلاح القناص الذي لا يحمله الا حمايات المسؤولين وهو من فئه حديثة جدا ستورد فقط لحمايات. والسلام رحمة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك