المقالات

مقاومة هنا وارهاب هناك


اكرم البغدادي

الازدواجية في المصطلح والتعاطي مع المفاهيم سبب ارباكاً لدى الوعي العربي الرسمي ومرتكزات الوعي المسلم وكان للاعلام الفضائي دور بارز في تأكيد هذه الازدواجية والانتقائية في المعايير.فان شهداءنا قتلى وقتلاهم شهداء والارهاب الذي يستهدف مساجدنا ومراقدنا هو مقاومة جهادية لطرد المحتل فاصبحت هذه المصطلحات هي السائدة في سياق الخطاب الاعلامي والسياسي العربي الرسمي.واما مكافحة الارهاب في المنطقة والعالم فاصبحت من المهازل والمضحكات فاهم الدول التي تحارب الارهاب ووتتزعم التصدي له هي الداعمة له في العراق والساندة له بالمال والرجال والفتاوى لانه يستهدف العراقيين وتجربتهم الديمقراطية في العراق.التعاطي العربي الرسمي مع الحدث العراقي وظاهرة الارهاب التي تنخر بنسيج المجتمع العراقي وتحاول تقطيع اوصاله او تشظيته الى شظايا غير متآخية هذا التعاطي اتسم بازدواجية مقيتة ونفاق فاضح واصبح التعامل مع الدم العراقي باستخفاف عال اسهم في تعميق النزيف العراقي وارباك الوعي العربي الرسمي وفق اختلال النظرة الموضوعية لمفاهيم الارهاب التي تداخلت مع مفاهيم المقاومة والجهاد بسبب ضبابية الرؤية وغموض المواقف وتداخل الخنادق.المطلوب من المسلمين والعرب الرسميين الوقفة الجادة لمواجهة ومكافحة الارهاب بكافة اشكاله والتعامل مع بموضوعية دون تمييز او تفريق بين ارهاب واخر.وان التفرج على الارهاب في العراق والصمت سيدفع الجميع الثمن فان الارهاب لا يمتلك ادنى مقومات البقاء والتمييز وهو اعمى معصوب العيون يتحرك باتجاهات عديدة ولا نريد تذكير اشقائنا العرب بمواقفهم الداعمة لنظام صدام المقبور والصمت على جرائمه تجاه شعبه وكيف تحول فيما بعد الى شبح اجتاح دولاً ومدناً لجيراننا وانقلب على جميع الداعمين والساندين اليه بمجرد وجد فسحة للاعتداء فلا مجال للاعتذار او الندم لو انتقل الارهاب من العراق الى مساحات عربية رخوة تمنحه القوة والحيوية والتأثير فان ضرب الارهاب في العراق فرصة لمنع انتقاله الى الدول المجاورة وهذا يتوقف على مدى التعاون بين العراق وجيرانه لتطويق وتجفيف منابع الارهاب في العراق والمنطقة والعالم.ان ازدواجية المعايير في التعاطي مع الارهاب والمقاومة واحد من اساليب الظلم للعراق الجديد وابنائه فهؤلاء اعتبروا شهيدنا قتيلاً وارهابنا مقاومة بينما اعتبروا قتيلهم شهيداً والمقاومة لانظمتهم ارهاباً وعدواناً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك