المقالات

الدولة والسلطة


احمد عبد الرحمن

فرق كبير بين من يفكر ويسعى ويجهد نفسه من اجل بناء الدولة بناء يقوم على اسس ومعايير سليمة، وبين من يفكر بالسلطة ويسعى للوصول اليها بأي ثمن وعبر اية وسيلة.مرة تكون السلطة وسيلة لتحقيق غاية وهدف ساميين يتمثلان بتحقيق متطلبات واهداف وطموحات افراد المجتمع، ومن يتخذها وسيلة نجده لايتشبث بها ولايحرص على الاحتفاظ بها، وينظر اليها دائما على انها تكليف وليست تشريف.ومرة تكون السلطة غاية وهدفا بحد ذاتها ويلجأ من يعتبرها وينظر اليها كذلك الى شتى الاساليب والوسائل، المشروعة منها وغير المشروعة للوصول اليها، وعندما يتحقق له ذلك يستغلها استغلالا سيئا ينعكس سلبا على افراد المجتمع.ولسنا بحاجة الى ان نبحث في بطون كتب التأريخ لنعثر على مصاديق وامثلة ونماذج لكلا الحالتين، لان مثل تلك الامثلة والنماذج والمصاديق شاخصة وواضحة بالنسبة للكثيرين لاسيما الحالة الثانية التي تكون فيها السلطة غاية وهدفا بحد ذاتها.ولعل الوضع العراقي الراهن يشتمل في حيثياته وتفاصيله على مظاهر سلبية لاستغلال السلطة والسعي الى التشبث بها بصرف النظر عن العواقب والاثار والنتائج السلبية والكارثية التي يمكن ان تترتب على ذلك. وقد كان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم دقيقا في توصيفه للواقع حينما قال في معرض حديثه بالملتقى الثقافي الاسبوعي يوم الاربعاء الماضي"ان بعض الاطراف لا يتماشون مع أي مشروع ومع أي اقتراح لا يساعدهم على تحقيق طموحاتهم وهم يريدون ان يضمنوا تحقيق طموحاتهم ورغباتهم فلا يترددون في الولوج اليها وهذا ما سيجعل المسألة عالقة والازمة مستمرة ومع الاسف الشديد لابد لنا ان نقف وقفة طويلة ومتأنية امام الجدل الكبير الذي نشهده منذ عدة اعوام بين منطقين، منطق السلطة الذي لا يفكر الا في طريقة للوصول الى مواقع السلطة ، ومنطق الدولة الذي يفكر في كيفية بناء المؤسسات ووضع الخطط والبرامج والسياقات التي تساعد على النهوض بواقع البلد". وهذا التوصيف هو الصورة الحقيقية لجانب من الواقع الراهن في البلد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك