المقالات

استغاثة مرضى


حسن الهاشمي

 بالرغم من خروجنا من نفق البعث المظلم الذي تسلط علينا منذ مؤامرة 1968م حتى زواله 2003م، فإن العمليات الإرهابية التي يرتكبها أزلام ذلك النظام ما زالت تترى علينا، ناهيك عن التخلف الذي كان سائدا في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية مما أثر في سيكولوجية المجتمع العراقي وجعلته مرتعا للكثير من الأمراض العضوية والنفسية، وبات الشعب المسكين يتلوى من تداعيات الإرهاب من جهة وأوجاع الأمراض التي تفتك بالكثير من الشرائح وتنهش أجسامهم نهشا من جهة أخرى.إن تلك الجرائم التي ارتكبها البعث المجرم بحق العراقيين والإهمال في الجانب الصحي خلف وما زال يخلف مئات الألوف من الثكلى والجرحى وأصحاب الأمراض الجسدية والنفسية، وهم بحاجة إلى رعاية خاصة لا يمكن لإمكانيات الدولة مهما بلغت أن تغطي تلك الاحتياجات الملحة، وإنها دعوة إلى المحسنين وميسوري الحال لمد يد العون والمساعدة لانتشال العوائل المنكوبة والمرضى من واقعهم المزري الذي يعيشونه، ولا ينتظروا ذل سؤال المريض!!. وتلك الحالات المرضية الغريبة ليست بغريبة على العراق فإن بوادرها قد طفحت في أوساطنا منذ أكثر من عشرين سنة وأضحت الآن ثقيلة على أهلها، إضافة إلى ذلك يواجه الفقراء حرب شرسة من غلاء الأسعار ، وانتشار الأمراض، وتفشى ظاهرة السوق السوداء والرشوة والمحسوبية والاحتكار والغش والربا .. ويعانى البائس الفقير من الحياة الضنك حتى كاد أن يكفر، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدعو قائلا: " اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر " ، ويقول الإمام علي عليه السلام : " لو كان الفقر رجلا لقتلته ". ولو أردنا أن تنزل علينا بركات السماء علينا أن نتراحم فيما بيننا، وأعظم التراحم هو إنقاذ مريض من البلوى والأوجاع وتوفير معيشة هانئة له ولعائلته، ومن أحيا نفسا كأنما أحيا الناس جميعا، هذا ما ينتظر أولئك الذين يساهمون بإنقاذ المرضى من المآسي التي يعيشونها، وهو من أفضل الأعمال لما فيه الخير والمنفعة والفائدة لعباد الله. ومن حسن عاقبة الأغنياء أن ينتهوا عن الإسراف و التبذير والترف والبذخ ويوجهوا فائض أموالهم إلى ضروريات وحاجيات الفقراء، وهي كثيرة وعلى رأسها بناء المستوصفات والمستشفيات لعلاج المرضى من الفقراء والمساكين، أو المساهمة في تكاليف العلاج الباهضة للأمراض المستعصية..ألم يأن للأغنياء أن يستجيبوا لاستغاثة الفقراء ولاسيما المرضى منهم، ألم يأن لقلوب الأغنياء الذين ينفقون أموالهم إسرافا وبداراً أن ترق لأحوال الفقراء والمساكين، ألم يأن لعواطف الأغنياء أن تلين لآلام المرضى المساكين، ألم يفكر الأغنياء أنهم سوف يموتون ويتركون أموالهم خلفهم ويقابلون رب العالمين ليسائلهم عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ولا غرابة من الشعب العراقي فإنه شعب شهامة ونبل وحمية، وشعب متجذرة فيه الأصول الإسلامية والعشائرية الحميدة التي هي من بوادرها حالة الإكرام والكرم، وعلى كل من يستطيع أن يتقدم بخطوة بهذا الاتجاه عليه أن يقدم ولا يقصر فهي مسؤولية عظيمة لا تستطيع الدولة ووزارة الصحة أن تنوء بوحدها بها، وتتطلب أن ينخرط فيها الجميع كل حسب طاقته وكل حسب إمكانياته، فالطبيب بطبه والغني بماله وصاحب المهنة بمهنته، فتظافر الجهود حيال تلك المشكلة كفيل بالقضاء على تلك الأمراض التي تفتك بأبنائنا وبناتنا وشيوخنا وعجائزنا، فكلهم بحاجة إلى الاهتمام والانتشال من واقعهم المأساوي ومعيشتهم المضنية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك