المقالات

حرامية آخر زمن


كان الحرامية في غابر الزمان يعتبرون شجعانا ورجال ليل حيث انهم في كثير من الأحيان يقومون بسرقة الماشية او الأغراض من بيت احدهم بعد تحد معلن لمن يريدون سرقته ليثبتوا رجولتهم وقدرتهم على تنفيذ كلمتهم ، وفي الوقت نفسه فانهم كانوا يعيدون تلك المسروقات الى اصحابها مقابل مبلغ بسيط من المال . وقد سمعنا الكثير من القصص عن " الحرامية " ايام زمان وعن امتناعهم عن السرقة بعد دخولهم الى بيوت الناس لمجرد رؤيتهم لأمرأة ترضع طفلها او ان قلوبهم ترق لحالة اهل الدار المزرية فلا يريدون ان يزيدوا في معاناتهم يعني باختصار ( حرامية شرفاء ) .

وفي زماننا المثقل بالعجائب والغرائب استحوذت على البلاد زمرة من حرامية " عصر العولمة " الذين يأنفون عن سرقة المبالغ الصغيرة أو الدخول الى بيوت الناس لسرقة المال او الأثاث ولم يكن ذلك بسبب الحشمة او الرجولة اوالشهامة لكنه بسبب الجشع وانعدام الضمير الى درجة الصفر ، فهم لا يقتنعون الى بعشرات الملايين من الدولارات على اقل تقدير ولا يقبلون إلا بسرقة شعب كامل دون الالتفات الى من يملك تلك الاموال وعلى من ستصرف !!. والأكثر من ذلك فإن هناك دوافع اخرى غير السرقة تقف وراء افعالهم المشينة تلك ، الا وهي الايغال في ايذاء هذا الشعب المسكين وزيادة في الأذى والمعاناة لأنهم يعلمون ان سرقة تلك الأموال ستجعل الشعب يتلوى تحت وطأة الحر وهو يبحث عن ساعة كهرباء تعطيه نسمة هواء بارد ولا يكاد يحصل عليها الا بشق الانفس ، او يطلب الماء ليغسل جسده المرهق من العمل ليشعر ببعض الراحة فلا يجده .

فلو اجرينا مقارنة بين حرامية ايام زمان وحرامية اليوم لوجدنا ان حرامية ايام زمان كالأنبياء امام حرامية " العهد الجديد " ولا يسعنا الا ان نترحم على ايام زمان وحرامية ايام زمان ، ونلعن هذا الزمن وحرامية هذا الزمن الذين لو فتشت في كل زوايا نفوسهم الشريرة لما وجدت فيها ذرة من الرحمة ولا ذرة من الاخلاق واعتقد ان كتاب " غينيس " لن يتسع للأرقام القياسية التي يحققها حرامية آخر زمن .   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2010-06-14
الحرامية اليوم لديهم حصانة دبلوماسية وقانونية وسياسية وحصانة دولية . حرامية العهد الجديد هم الذين لايستطيع اي برلمان او رئيس مجلس وزراء او اي قانون سماوي او وضعي محلي او دولي ان يطالهم . بل بالعكس فان هناك مساعي حثيثة مع تشكيل الحكومة الجديد على اصدار واستصدار القوانين التي تحمي بل وتدعم وتساند هؤلاء على المضي قدماً في تنفيذ مخططاتهم واهدافهم والتي لا نظنها غير مؤامرات دولية عربية للنيل من هذا الشعب المسكين. انتظروا ايها الاخوة حملة تطلقها الحكومة الجديدة لمساندة الفساد وحماية السراق
عراقي يكره البعثيه
2010-06-14
رؤيتهم لأمرة ترضع طفلتها او ان قلوبهم ( لأمراءة ترضع طفلتها..) فهم لا يقتنعون الى بعشرات الملايين (فهم لايقتنعون الا بعشرات)..ولا يقبلون لا بسرقة شعب كامل دون الالتفات ( وهم لايقبلون الا بسرقة شعب..) تلك الا وهي اليغال في ايذاء هذا الشعب ( الا وهي الايغال في ...) .... كما عودتنا ايها الكاتب المبدع الدؤوب مقال يشير الى اخطر مايعانيه العراق في وجوده اذ ان الفساد هو اول واساس الاخطار الاخرى ولولاه لما كان الارهاب ولولاه لما كان نقص الخدمات .. شكرا وسلم قلمك الجميل
حيدر البابلي
2010-06-14
تحية طيبة .. وعاشت يداك يا اخ عماد كاظم . كلامك على الجرح تماما .؟ ولكن هل من مغيث وهل من منقذ ..؟؟ ما ذنبنا وما فعلنا بانفسنا لكي نعاقب بمثل هذه الشرذمة وهذه النفوس الضعيفة .؟ والى متى ... يبقى البعيــــر على التل..؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك